|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
آصف ملحم
2022 / 3 / 24
في هذا العام، و تحديداً في 3 نيسان، ستجرى انتخابات برلمانية مبكرة مع الانتخابات الرئاسية والمحلية. تشير العديد من التقديرات إلى أن لدى رئيس الدولة الحالي، ألكساندر فوتشيتش، وتحالفه أفضل فرصة للفوز في هذه الانتخابات. خلال حكم فوتشيتش، أصبحت صربيا رائدة النمو الاقتصادي، وكان الناتج المحلي الإجمالي هو الأعلى في أوروبا. بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية، طرح فوتشيتش عدداً من الأولويات في البلاد، مثل حماية مصالح صربيا، محاربة المافيا، تسريع الإصلاحات، الدفاع عن استقلال السياسة الصربية والحياد العسكري.
نعتقد أن انتهاج سياسة خارجية متوازنة و متعددة المتجهات هي الأضمن لصربيا و منطقة البلقان بأكملها، وذلك انطلاقاً من الحقيقتين التاليتين:
1-ليس لصربيا حدود بحرية،
2-الموقع الجغرافي الخاص لصربيا وسط مجموعة من الدول.
وهذه السياسة، في الواقع، سيف ذو حدين؛ إذ أنّه من الصعب تحقيق التوازن في مصالح شركاء صربيا، خاصة إذا استخدم بعض الشركاء هذه الفرصةَ للتدخل و زعزعة استقرار المنطقة.
لذلك، من أجل الحفاظ على وضع مستقر في الاقتصاد، من الضروري الحفاظ على التوازن بين مصالح مختلف اللاعبين الإقليميين والدوليين، مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وتحقيق مثل هذا التوازن هو التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس المستقبلي.
على مدى السنوات الأربع الماضية، نجح فوتشيتش في ضمان سياسة خارجية أدت إلى استقرار البلاد؛ كانت صربيا في أمس الحاجة إلى هذا النوع من الاستقرار لأنها شهدت فترة طويلة من الصراعات.
معظم أبناء الشعب الصربي يدعمون رؤية فوتشيتش لصربيا المستقبلية؛ كدولة أوروبية حديثة متجددة اقتصادياً، ذات أداء جيد، رائدة إقليمية في الاقتصاد والسياسة والبنية التحتية والطاقة. كما أن الناس في صربيا يدركون بأن رئيسهم يتمتع بمواهب خاصة؛ فهو يلعب الشطرنج و كرة السلة و كرة القدم، ويتحدث الإنجليزية والروسية بشكل جيد.
علاوة على ذلك، لم يقدم معارضو ومنافسو فوتشيتش بديلاً سياسياً جيداً يؤثر على الناخبين الصرب. في الفقرات التالية سنحاول إلقاء الضوء على بعض الأحزاب والقوى السياسية الصربية، و قادتها وممثليها، والتي من الممكن أن تشكل منافسة لفوتشيتش، ومناقشة فرصهم للفوز في الانتخابات المقبلة.
لنبدأ بزدرافكو بونوش، المرشح لمنصب رئيس صربيا عن المعارضة الموحدة، فهو من أنصار انضمام صربيا إلى الناتو، ويسمونه في صربيا (جنرال الناتو).
أما الدبلوماسي والكاتب والفيلسوف المعارض، الموالي للغرب، فلاديت يانكوفيتش، فلقد قبل عرض دراغان جيلاس، زعيم تحالف (صربيا الموحدة)، بالترشح لمنصب عمدة بلغراد على الرغم من أن يانكوفيتش انتقد مراراً إدارة بلغراد، التي كان يرأسها جيلاس نفسه.
أما بالنسبة للنشطاء البيئيين الذين يحاولون استثمار المشاكل البيئية للتأثير في الرأي العام وتقليص شعبية الرئيس الحالي، فقد تبين أنهم تلقوا أموالاً لتنظيم احتجاجات ضد بعض مشاريع التعدين والمناجم في البلاد. و رئيسة الوزراء الصربية نفسها، آنا برنوبيتش، أكدت في وقت سابق أن سافو مانويليتش، أحد قادة الاحتجاجات البيئية، تلقى أموالاً من مؤسسة روكفلر الأمريكية. وفي هذا السياق، هناك الكثير من المعلومات التي تؤكد وجود تعاون بين ألكساندر يوفونوفيتش و نيبوش زيلينوفيتش و رودمير لازوفيتش (قادة الحركة البيئية المدنية، المسماة بـ (يجب علينا)) مع مؤسسة روكفلر أيضاً. و تجدر الإشارة إلى أن بيلانا ستويكوفيتش، أستاذة علم الأحياء في جامعة بلغراد، هي المرشحة الرئاسية عن هذه الحركة.
أما فيما يتعلق بأحزاب الجناحين السياسيين، الليبرالي الموالي للغرب واليميني الراديكالي، فهناك العديد من الأحزاب الصغيرة، مثل الحزب الراديكالي الصربي و حزب (العهود)، فهذه الأحزاب ليست ذات شعبية كبيرة وليست قادرة على منافسة ائتلاف فوتشيتش.
بناء على الحجج المذكورة أعلاه، فإن فوز الحزب التقدمي الصربي و ألكسندر فوتشيتش يصبح مضموناً ومؤكداً تماماً في الانتخابات القادمة في نيسان.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |