الحقيقة الكاملة عن أحداث أوكرانيا!

آصف ملحم
2022 / 3 / 4

انفجرت الأوضاع في أوكرانيا أمام أعين العالم كله، و رافقها ضخ إعلامي منقطع النظير؛ كل مؤسسة راحت تروي الأحداث بأسلوبها وتحاول حرف الأنظار بالاتجاه السياسي الذي تؤمن به، أو لصالح الجهات التي تمولها. الجميع يحاول الترويج لنموذجه الإعلامي، الذي كوّنه مسبقاً، أو الذي تم رسمه له من قبل جهات معينة.
أمام هذه الأحداث، وما يرافقها من تناقض في الروايات، يصعب على المرء، مهما بلغت درجة تعليمه ومعرفته وخبرته وحياديته، أن يقطع الشك باليقين أو أن يرسم الصورة الصحيحة لما يجري هناك؛ لذلك يصبح السؤال التالي جديراً بالطرح:
لماذا تهجم روسيا على دولة جارة، تربطها بها علاقات تاريخية و ثقافية و أخوية قديمة؛ فأرض أوكرانيا كانت حتى الأمس القريب تسمى بـ كييف-روس أو روس الكييفيةKievan Rus, Kyivan Rus ؟
لا نعتقد أن عند الروس أطماع في الأرض الأوكرانية أو ثرواتها، فعندهم من الأراضي الكثير، وثرواتهم تكفي العالم كله لقرون عدة! لقد غاب عن أذهان الكثير من المحللين والمراقبين ما جرى في منطقة الدونباس بعد انقلاب 2014، الذي دعمه الغرب بكل قوة، و الذي أدّى إلى عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يونوكوڤيتش وتسلم بيتر باراشنكو بعده. ففي تلك السنوات، عصفت بأوكرانيا عموماً والدونباس خصوصاً أحداث جسام كثيرة، يجدر الحديث عنها لفهم القضية!
لن نخوض هنا في الخلفيات السياسية لكل ما يحدث في أوكرانيا، وسأكتفي بذكر الممارسات والفظائع التي ارتكبتها السلطات الحاكمة في كييف، على امتداد السنوات السابقة، كما سنقوم بعرض المبررات والأسباب الأخرى للهجوم الروسي على أوكرانيا. وفي هذا السياق، نؤكد على أن كل ما سنذكره موثق بالصوت والصورة، والعديد من الأحداث وثقتها وكالات الأنباء الروسية والعالمية:
1-الممارسات العنصرية والاضطهاد والقتل بحق المواطنين الناطقين باللغة الروسية
فعلى مدى 8 سنوات، تعرضت مدن جمهوريتي لوغانسك و دونيتسك الشعبيتين لقصف مستمر، على يد قوات الجيش الأوكراني، الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين. وليس هذا فحسب، بل إن سكان هاتين الجمهوريتين تعرضوا لأعمال السرقة والاضطهاد والاغتصاب يومياً.
علاوة على ذلك، تم إحراق الناطقين بالروسية أحياء في بيت النقابات المهنية في مدينة أوديسا في عام 2014، ولم يكتفِ النازيون الجدد بذلك، بل استكملوا إجرامهم بقتل من قفز من النوافذ في تلك الحادثة المهولة، التي تابعها العالم كله عبر وسائل الإعلام.
إضافة إلى ذلك، تم ويتم طرد الموظفين الناطقين بالروسية من وظائفهم، وتمتنع الكثير من الشركات الأوكرانية عن توظيف موظفين جدد من الناطقين بهذه اللغة.
لقد دعمت السلطات الرسمية النزعات النازية والعنصرية المستحفلة تجاه الروس في المجتمع الأوكراني، ولم تعمل على حل هذه المشاكل على مدى السنين الخالية؛ وبالتالي فيمكن وصم العنصرية والنازية في أوكرانيا بأنها سياسة حكومية ورسمية.
2-التحضّر الأوكراني للهجوم على روسيا
لقد رأى العالم الحشود العسكرية الروسية، إلا أن وسائل الإعلام الغربية المعادية لروسيا لم تتحدث يوماً عن الحشود العسكربة الأوكرانية، التي كانت تتحضر للهجوم على روسيا بدعم غربي مباشر. علاوة على ذلك، سعت أوكرانيا، وما زالت، لامتلاك السلاح النووي، ولديها التكنولوجيا والمعرفة التي تؤهلها للوصول إلى هذا الهدف، وهي تكنولوجيا سوفيتية بالأساس؛ وهذا السلاح سيتم توجيهه ضدد روسيا بشكل مباشر.
3-تحدثت العديد من المصادر الصحفية عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء مخابر سرية لتطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في أوكرانيا وفي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وهذا تهديد مباشر لأمن روسيا.
4-السيطرة الغربية على الحياة العامة في أوكرانيا
تسيطر الدول الغربية وتتحكم بكل مفاصل الحياة، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، في أوكرانيا. ويحاول الغرب تعزيز العداء لروسيا عبر المؤسسات الأوكرانية المختلفة؛ فهذه سياسة و طريقة مفيدة للغرب في تحقيق مصالحه؛ لأنهم يخشون المواجهة المباشرة مع روسيا.
5-التأثير على الوعي الجمعي الأوكراني ونشر القيم الغربية
و يتم ذلك عبر مجموعة من المنظمات غير الحكومية Non-Government Organizations (NGO)، التي تنشط في الفضاء ما بعد السوفيتي وفي الدول الغربية. تتلقى هذه المنظمات دعماً مالياً من سفارات وقنصليات الدول الغربية في أوكرانيا.
ختاماً، بعد هذه القرائن كلها حول مبررات ومسوغات الهجوم الروسي على أوكرانيا، سأترك للقارئ الكريم الحكم على هذا الواقع الجديد، مع ضرورة الإشارة إلى أن ما ذكرته في الأعلى هو غيض من فيض مما يمكن الحديث عنه حول ممارسات النظام الأوكراني النازي؛ فهذه القرائن كافية لكل لب وفطنة!

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي