|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رائف أمير اسماعيل
2021 / 11 / 20
مقدمة:
في كتابي الذي صدر في سنة 2012 بعنوان: آلية انتاج الفكر في دماغ الإنسان – نظرية الشبكة العنكبوتية كنت قد قطعت شوطا كبيرا في الدخول إلى التفاصيل الدقيقة لعمل الدماغ لحل لغز التفكير فيه والذي تطلب شرحا تفصيليا لفسلجته بشكل عام ثم فسلجة اجزائه، وتطلب فيه طرح الكثير من الأفكار والنظريات في فصول متتابعة كي أثبت مادية العقل ومادية الفكر المنتج منه، ومادية باقي الظواهر العقلية: التصور والخيال والأحلام والأمراض النفسية وغيرها، التي هي جزءا من التفكير أو أشكالا من أشكاله. حيث اعتبرت العقل هو جزء الدماغ الذي تتشابك فيه المعلومات بتشابك خلايا النسيج العصبي فيه لإنتاج الفكر. والمقصود بالمادية هنا هي إمكانية اتباع الوسائل العلمية في الرصد والقياس لها.
قبل أشهر، كنت قد نويت إصدار طبعة ثانية للكتاب، فيها إضافات وتعديلات، حيث استجدت في شبكة فكري العنكبوتية نساجات جديدة، بعضها كان استمرارية تلقائية، وبعض آخر كان اصطيادات جديدة تفاعلت مع القديم بدقة أكبر. لكنني أخيرا، أو على الأقل في هذه الفترة فضلت أن أكتب مقالتي هذه التي تمثل زبد كل الاضافات والتعديلات؛ بسبب أن الذاكرة – المعلومات المخزنة- هي زبد عملية التفكير وكل الظواهر العقلية الأخر، كي يتم تركيز القارئ عليها. كذلك، فهي أسهل لذوي الاختصاص أو الاختصاص القريب، أو من الذين قرأو كتابي، حيث لايتطلب منهم أن يعيدوا قراءته، أو إعادة قراءة معلومات علمية مفروغا منها كانت ضرورية في بناء نظرية الشبكة العنكبوتية.
علما، إن أهل الاختصاص يدركون أن عنوان هذه المقالة يلامس لغزا كبيرا عصي على الفهم، لما يحتاج من دقة فسلجية كبيرة تستند بقوة على أرض ثابتة من المفاهيم الفلسفية ؛ إلى درجة أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما كان قد خصص مبلغ 100 مليون دولار (لدعم البحوث في الدماغ بغرض كشف أسراره). والمقصود هنا في حل اللغز هو أين تخزن المعلومات وكيف يتم ربطها واستعادتها،وكيف يتم الوعي بها وحسب التسلسل الزمني، ثم كيف تحدث باقي العمليات العقلية تبعا لذلك. علما أن العلماء قد افترضوا تقسيمها إلى أنواع بحسب مدة بقائها، وبحسب وظائفها. وافترضوا أيضا قريبا أو بعيدا مما أردنا هنا في هذه المقالة.
وللتنويه، ولمن يريد الاستفادة من كتاب آلية انتاج الفكر في دماغ الإ نسان أذكر أدناه عناوين فصوله، علما أنه منشور في موقع الميديا فاير بشكل سكنر، وأيضا بالامكان الحصول عليه بمراسلتي على الماسنجر التابع لصفحتي:
1- الفصل الأول - الفكر الإنساني ظواهره وأنواعه
2- الفصل الثاني - العقل في الفلسفة
3- الفصل الثالث - ظهور الإنسان
4- الفصل الرابع - ظهور الدماغ
5- الفصل الخامس - الجهاز العصبي والدماغ
6- الفصل السادس - العقل والتفكير في علم النفس المعرفي
7- الفصل السابع - الذكاء الصناعي
8- الفصل الثامن - تأثير الجينات على العقل
9- الفصل التاسع - نظرية الشبكة العنكبوتية
10- الفصل العاشر- مستقبل الفكر الإنساني
-----------------------------------------------------------
نص المقالة:
الذاكرة:
تعني المعلومات المخزنة في الدماغ، والتذكر هو عملية استرجاع بعض منها حسب الحاجة أو الموقف.
أهمية الذاكرة:
والمعلومات المخزنة عن طريق الحواس تمثل مادة كل العمليات العقلية من تصور وتذكر وخيال وأحلام وتفكير وشخصية وسلوك وأمراض نفسية. وكمياتها وطريقة تنظيمها تؤدي إلى زيادة أو نقصان القابلية في هذه العمليات. وهي تشكل مع الجسد ما يسمى بالنفس. والجسد هو معلومات ثبتت بشكل مادي نتيجة لمعلومات وراثية من الأم والأب. وقبلها من سلسلة طويلة من الأنسال والتفرعات تصل في الماضي السحيق إلى المادة الاولى التي نشأت منها الحياة العضوية وهي أبسط انواع الحوامض الأمينية.
أي أن الجسد ما هو إلاّ تشكل فهمي للمحيط من حوله. وتغيير في المحتوى من جراء التفاعل مع المحيط يتم خلالها إضافات ونقصان وتحور في الشكل أو في محتوياته التي تؤدي إلى تكوين وظائف لأجزائه، تنسق عملها معا لتتكون وظيفة عامة له.
إجمالا، ذاكرة الإنسان هي مجموع منظم ومعقد لذكريات كل المركبات والعناصر وجسيمات دون الذرة لجسمه تمثلت في شبكة عصبية، منها ما ثبت ليؤدي دوره انعكاسيا غير شرطي واغلبها في الجهازين العصبيين الذاتي والطرفي، ومنها انحصر بين الحواس ليؤدي دور الاقتران الشرطي، أو أرضية العقل.
وواقعا اختلفت الأجساد عبر الصيرورة بالاحتكاك مع بيئات وظروف مختلفة؛ واختلاف الأجساد يؤدي إلى اختلاف الحاجة واختلاف حجم وقابليات الحواس وبالتالي اختلاف في المعلومات المخزنة.
سبب الخزن:
بشكل مجرد، جسم الإنسان مادة من مركبات كيميائية فماذا تعني الذاكرة له؟ هي بالتاكيد تعني ان الجسم يتعرض لمؤثرات خارجية تسبب تغييرات داخلية، أو أن هذه الأخيرة هي تغييرات ذاتية محضة.وهذه المؤثرات هي التعرض لدرجة حرارة ما او ضغط أو اهتزاز أو إشعاع أو دخول وخروج مواد إليه ومنه. مع الانتباه أن كل هذه المؤثرات هي في الحقيقة تؤثرعلى الالكترونات الخارجية لمركباته وعناصره وطبعا هذا له علاقة بأنوية ذراتها من حيث الشحنة.
الأصل التاريخي لعملية الخزن:
لذلك علينا ان نرجع بالأسئلة إلى البداية من الذرة وما دونها كي نفهم ماذا تعني الذاكرة وكيف تتجمع ملاحظاتها، علّنا نقدم مفاهيم افضل لما تعنيه عمليات الخزن والاسترجاع. فنسأل هل للجسيمات دون الذرية والطاقة بانواعها ذاكرة أو هل يمكن ان تخزن ذاكرة.. وكيف يتم ذلك وكيف تسترجع؟
من خلال الاشعة الكهرومغناطيسية المرسلة يمكننا ان نفهم ان الذاكرة تكون في معلومات هي عبارة عن أطوال موجية ترسل بشكل سيل متقطع. وكذلك يمكن ان تخزن الذاكرة في ذرات بتنظيمها في شريحة كهربائية مثلا.
لمستوى المادة الجامدة: لو كان لعجينة الطحين (الدقيق) وعيا فانه بالتأكيد سيتركب على ذاكرة تتمثل في التغيير المتوالي في شكلها، ولابد تبعا لذلك يتغير تنظيم جزيئاتها، وهو من يمثل تاريخها.
وفي مستوى كائن حي بخلية واحدة ماذا نعني بذاكرتها.. وماذا نعني بكلمة نفس؟
نرى هنا أيضا تغيير في الشكل، لكن لم يتبلور بعد المكان أو التراكيب التي ينسب لها خزن ذاكرة، فلا نجد هنا من الجهاز العصبي إلا بدايات حركية بتراكيب بسيطة منها قنوات أيونية. وبذلك لم تتبلور بعد ظواهر فكرية، ولا مفهوم النفس الذي يعتمد على شقين، هما: الجسد، والمعلومات المستلمة والمخزنة بعد تكون الكائن الحي بشكل كامل الوظائف.
وفي مستوى طفل بعمر 17 عشر يوما ماذا تعني جفلته وابتسامته، مم يخاف وعلام يبتسم وهو لم يعي أي شيء من الحياة بعد الولادة؟ أكيد هما جزءا من نموالافعال الانعكاسية غير الشرطية التي ورثها، استجابة لأصوات أو أوضاع حركية خبرتها أسلافه وعرفت أنها أيجابية أو سلبية التأثير عليها، والخبرات بالتأكيد هي نسبية الأهمية باختلاف الأسلاف، وقد تقوى أو تضعف بالتزاوجات.
أي هي ذاكرة ثبتت في الأسلاف، ثبتت في الجينات ومن ثم أثرت على تشكيل الجسد، بما يؤسس للرفوف التي ستترتب فوقها كتب الحاضر من خارج الجسم أو من التحولات بداخله.
وكما نرى في الأمثلة السابقة باننا نبحث عن قدرة كائن كيميائي لأن يعي ذاته، لا تمتلكها العجينة ولا الخلية الواحدة ولا الطفل في أيامه الأول، لذا فهو مضطر أن يبتدع مفاهيم متقدمة تتناسب مع نظامه المعلوماتي المتطور، بترتيبه وتعقيده، والكمية الهائلة لرفوفه وما عليها من معلومات.
أين تخزن المعلومات
لكن أين تخزن المعلومات؟ في الخلية العصبية أو في خلايا الجل أم في خارجها في السائل المخي؟
وإذا كانت بداخل الخلية مهما كان نوعها فأين تخزن فيها، في جسم الخلية أو في غلافها أم في الاستطالات الشجيرية أو في المحور وزوائده (تفرعاته)؟
ويزيد السؤال صعوبة مع الخيال والأحلام. فإذا كانت عملية الخزن تتكون نتيجة لمرور السيال العصبي فيها بفعل منبهات خارج الجسم أو من داخله كيف تخزن الأحلام والخيالات وكيف يتم استعادتها، ناهيك عن كيفية حدوثها. فهي لابد من أن تحدث بفعل التشابك بين المعلومات المخزنة في الخلايا مثل عمليات عقلية غيرها، مثلا التصور والتفكير، لكن هل تمر بنفس المراحل، المرور بقرن آمون مثلا؟ أم بإحداث إضافات بسيطة فوق الجزء من الشبكة المعلوماتية التي مرت بها الدوائر الكهروكيميائية؟
والأصعب من كل ما مرّ: يصل الحال بالتذكر انت تتذكر انك تذكرت هذا الموقف او المعلومة، أو تتذكر انك تذكرتها كثيرا، فأين وكيف تخزن حالات التذكر وعددها ؟
لذا لابد من ذكر الحقائق والملاحظات والافتراضات التالية:
1- الكيمياء هي من انشات الكائن وحيد الخلية، وهي من انشأ الكائن متعدد الخلايا كنتيجة لتفاعلات كيميائية بين خلايا انقسمت من خلية واحدة وبقيت في مكان واحد، حيث تجمعت مرّة أخرى بسبب بقاء القابلية للتفاعل والانجذاب الكيميائي بين مركبات الخلية الواحدة التي توزعت بين خليتين ومن ثم مجموعة الخلايا، ومن خلال التفاعلات الجديدة الخارجية وتاثيرها المتبادل مع داخل الخلايا نتج التمايز والتخصص، وتكونت وظائف لأنسجة ومن ثم كائن حي باجهزة أكبر، متعاونة مع بعضها. اذن الكائن الحي متعدد الخلايا هو متوحد وليس واحدا، والخلايا العصبية منها تتأثر بشكل منفرد سواء من غيرها أو من المحيط الخارجي. والمعلومات التي تخزن عند الكائن الحي هي معلومات مشتركة متوزعة في الخلايا العصبية، ويتضح هذا من خلال عدم اندماج هذه الخلايا وبقاؤها منفصلة وبعيدة عن بعضها، متعاونة كيميائيا من خلال الفرجات الاشتباكية بالنواقل العصبية. وهذا يرجح ان تكون وحدات معلوماتية أولية بنيوية للخزن المتشابك.
2- اذا كان الخزن بمركبات كيميائية داخل الخلايا:
أ- فلابد أن تكون مثبتة بشكل لايسمح أن تؤثر عليها حركة من مركبات أخر تدفعها خارج الخلية، فلا يمكن أن تنتقل الذاكرة إلى خارجها في السائل الشوكي المتحرك أو إلى خارج الدماغ. ويجب أن تبقى ثابتة لفترة طويلة قد تكون بعمر الإنسان اذا كانت مهمة.
وهذا التثبيت في المركبات نجده مثلا في تثبيت ثاني اوكسيد الكروم في الشريط السمعي لجهاز تسجيل الصوت بتنظيم ما استجابة للاشارات الكهربائية ، و (يوديد) الفضة في أجهزة التصوير القديمة، أو اشباه الموصلات مثل السليكون والجرمانيوم في الشرائح الالكترونية في أجهزة الحاسوب.
ب- يجب أن يكون للمركبات خاصية نقل التيار الكهربائي كي يسمح لتشابكها مع مركبات أخر فتحدث الظواهر العقلية من تذكر وتصور وخيال وغيرها، وألاّ تتحد مع مركبات أخر تلغي أو تضعف ذلك على الأقل لفترة ، ربما لحين خزنها بمركبات أخر أو وسيلة أخرى.
ج- يجب أن تتراتب هذه المركبات زمنيا، ويسهل ذلك من خلال تراتبها مكانيا بشكل متتابع.
3- أذا كان الخزن بتغير الشكل فهذا يعني أن كل الذاكرة ستكون طويلة الأمد حتما.
لذا نفترض ان يكون الخزن بالنوعين، بمركبات كيميائية في اماكن أو مراحل أولية لتمثل الذاكرة قصيرة الأمد، وبتغيير الشكل في أماكن أخر وبمراحل أخر لتمثل الذاكرة طويلة الأمد ، حيث تخزن بتغيير شكل الخلية العصبية بالاستطالات الشجيرية وزوائد المحور واستطالته عند مرور التيار الكهروكيميائي فيها، أي أن ظهور الاستطالة على جسم الخلية هي رد فعل لاستلام معلومة في لحظة ما، وزيادة طولها يعني استلام متتابع لنفس المعلومة (مايطابقها من كمية الشحنة). والتتابع هو بلحظات متتابعة أو بأزمنة مختلفة. كذلك يتغير شكل الاليجودندروسايت والاستروسايت بتعدد اللفات حول المحور والتحامه وعدد التفرعات لكليهما لتتشابك مع عدد أكبر من الخلايا العصبية. مثلا لو فرضنا ان هناك مربع في الخارج وتمت رؤيته، وفرضنا ان أربع خلايا في المنطقة البصرية 17 قد برز منها استطالات تبعا لذلك ومعها أربعة زوائد محور فأن الشكل المرئي بعده والذي هو مربع ومعه ضلع زائد ممتد من احد الاضلاع ينتج عنه أن تزيد استطالة لأحدى الخلايا وزائدة محور. وهكذا تكون عملية الخزن عملية بنائية يخزن كل مضاف فوق الذي سبقه.
4- السرعة في الخزن: لابد أن تكون عملية الخزن سريعة جدا، سواء كانت بتغيير الشكل أو بتثبيت مركبات، حيث نرى سرعة هائلة لكل أنواع الفعاليات الدماغية الفكرية. وهنا نجد سرعة كبيرة في بروز الاستطالات الشجيرية وتفرعات المحور للخلايا العصبية، والنتوءات القدمية لخلايا الجل.
5- الكم الهائل من الخلايا العصبية ليس كلها من يمر بها سيال عصبي لمنبه ما . لذلك هناك خلايا (بينية)،قد يمر بها سيال عصبي لمنبه لاحق. وقد تبقى حتى موت الإنسان دون أن تعمل. وقد تموت في فترة من حياته بسبب فقدانها لوظيفتها وبالتالي اضمحلالها .
6- شبكة الذاكرة:
الذاكرة تنظم بشكل معلومات متشابكة، تبدأبتشجرات من المناطق التي تلي الحواس،حيث تمثل التفرعات معلومات مركبة وتالية فوق المعلومات الأولية، ومنها ما يمثل تشابكا بين معلومات لأكثر من حاسة. ويمثل ساق الدماغ الأساس التي تنتظم المعلومات فوقه وبموجبه، حيث تستلم وتخزن وترتب استجابة للحاجات والغرائز الصاعدة عبر التكوين الشبكي. وساق الدماغ هو من يمثل الأنا في التحكم بالمعلومات الأعلى من ناحية الخزن والاسترجاع، حيث تتشابك وتتبلور معلومات أساسية تمثل بدايات الشخصية جاءت كمحصلة لحاجات الجسم وتناغمت مع منطقة الدماغ الحوفي (الوراثية المعلومات)، ثم تتنامى الشخصية فتتنامى الشبكة المعلوماتية فوقها.
* يجب أن نعرف لماذا تتعدد الاستطالات الشجيرية وزوائد المحور في الخلية العصبية. وأحيانا الزائدة الواحدة تتفرع أيضا ؟ فهل تدخل معلومتان مختلفتان .. حرفان صوتيان مثلا الى نفس الفرع من تفرعين ثانويين ؟.. أظن أن التفرع يستلم نفس المعلومة لكن من اتجاه آخر بسبب الحركة القليلة للخلية العصبية في الموقع. فهي لايمكن أن تكون ثابتة الموقع تماما.
* الخلايا العصبية وخلايا الجل كلها من اصل واحد متشابه يصنع من رأس القاعدة العصبية ، فتتكيف الخلايا العصبية القريبة من الحواس فتكون مناطق حسية مستقبلة للسيال العصبي الذي تنبهت به الحواس بينما تكون المناطق التي تليها مكملة لها أو رابطة فيما تتحور خلايا بينها لعدم الحاجة لها ولمتغيرات التغذية الكيميائية في نسب العناصر بداخلها فتتحول الى خلايا جل فتبرز ميكانيكة شحنات تجعلها تلتف على محاور أو توصل بين الخلايا العصبية أو تسد منافذ الدم وغيرها. هذا التنظيم من التشكلات تم بتحولات وراثية خلال الأسلاف منذ بداية تشكل الدور العصبي عند كائنات احادية الخلية.
وتشارك الاهتزازات الأولية التي استلمتها الحواس الناشئة في الجنين بتشكيل الدماغ و نشوء الاستطالات الشجيرية وزوائد المحور.
بعد انتقال الشحنات من خلايا الحواس إلى الخلايا العصبية ( المرنة،الكروية الشكل تقريبا في مرحلة الجنين) فان جهة الغلاف الخلوي المقابل ينشأ عنها الاستطالات الشجيرية، ويحدث رد فعل في آخرها مكونا المحور ثم تفرعاته من خلال سير الشحنات بداخلها عبر التأثير على مركباتها الداخلية.
وهنا لابد أن نسترجع طريقة تكون الاقدام الكاذبة والأهداب والأسواط في الكائنات الحية وحيدة الخلية، حيث يكون غلافها مرنا ويؤدي تجاذب الشحنات المستمر أو المتكرر إلى بروز القدم بشكل تدريجي إلى الخارج، ومن هذه الظاهرة تكونت وتطورت فيما بعد كثير من اعضاء الجسم الخارجية، منها الأطراف والرأس.
يصطف عدد هائل من الخلايا العصبية وخلايا الجل أمام عدد هائل من الخلايا الحسية بمختلف انواعها ومن خلفها تتوالى اصطفافات أخر هائلة، حيث يملأ تجويف الجمجمة مليارات من خلايا النسيج العصبي بأنواع خلاياه.
ويحدث التاثير على خلية عصبية أو مجموعة منها مما يقابلها من خلايا حسية ثم ينتقل التأثير إلى جوانبها و خلفها محدثا ظاهرة الانتقال عبر المشبك وحدوث التشابك العصبي وظهور استطالات شجيرية ومحاور في الخلايا بعد المشبك، وتزداد طولا بزيادة السيال العصبي ، مثلما يعتمد عدد الخلايا المتاثرة وصفوفها على قوة وسعة ومدة السيال العصبي، وهذا يعتمد على شدة المنبه وسعته ومدته. وبذلك فأن المعلومة قد تخزن في الصف الأول أو الطبقة الأولى من خلايا القشرة الدماغية أو تتعداها فتخزن في الطبقات التي تليها بحسب قوة المنبه، عدا أنها يمكن ان تتعداها لحالة أخرى هي سهولة المرور من خلال مرور سابق أحدث تغيرا في الشكل أو انتظاما لمركبات كيميائية في غلافها أو داخلها.
افضل مثال لذهاب المعلومات الداخلة في الدماغ إلى مثيلاتها هو ذهاب صوت اغنية إلى المنطقة السمعية وإلى الأغنية ذاتها أذا كانت مسموعة من قبل ومخزنة. لكن ماذا يحدث عندها؟ حتما الاستماع الثاني يكون في ظروف جديدة فتضاف هذه إلى التشابكات القديمة بتشابكات جديدة، بينما يمر المتطابق معها فوق التشابكات القديمة، وقد يزيدها سعة أو طولا.
ويمكننا الاستنتاج ان خلايا الجل قد نشأت من خلايا عصبية بالأصل كان موقعها بين الخلايا المتاثرة بشكل مباشر، فتحورت كيميائيا استجابة للتغير الكيميائي الحاصل على جسد الخلايا المتأثرة ، وهي لابد أن تستلم بحكم تماسها معها بالتفافها حولها أو اقترابها منها جزءا من السيال أو الشحنات ، فيحتمل ان تشارك في عملية الخزن بالاضافة إلى تشبيك المعلومات.
9- توحيد (عملة) المعلومات:
لابد من الافتراض: أن خلايا المناطق الرابطة في القشرة الدماغية نشأت بسبب استجابة خلايا معينة لأكثر من حاسة في وقت واحد، وهذه تمثل بداية التقاء الحواس في نتائج التأثير، أو بداية تجميع صورة عقلية فيها خواص متعددة للمنبه الخارجي الذي استلمت منه أكثر من حاسة، مثلا منطقة 5،7 التي تربط بين منطقة البصر والحس الجسمي هي توحد عملة الحواس المختلفة. وتؤدي إلى أن مكان خزني واحد في مركب أو استطالة أو زائدة محور هو معلومة بصرية ومكانية في آن واحد مثلا صورة شخص معها مكان معين .. واذا كان ثمة ربط بين بصري وسمعي تكون مثلا شفة وصوت ينطلق منها.. وممكن تتعقد لأكثر من حاستين في المناطق الرابطة خلف الجبهة، وهي مناطق الادراك الفكرية العالي الذي يتجمع من مناطق ادراكات حسية عالية حسب الحواس. وممكن أن يكون بين الطبقة السادسة للقشرة الدماغية لكل المناطق المقابلة للحواس كافة ، أو ربما للطبقات الخامسة كلها أو ماقبلها، أو بين مستويات مختلفة مثلا سادسة من حاسة مع خامسة أو أولى لحاسة غيرها.
ونلاحظ حدوث أعراض مرض تناذر الفص الجبهي بسبب أن هذه المنطقة الرابطة تربط معلومات اجتماعية وادراكية عالية.
يمكن تخيل فصوص وأخاديد قشرة المخ مثل شريحة الكترونية مسطحة فيها مدخلات (الحواس) ومخرجات (الجهاز الحركي والغدد) ويمكن ترقيمها مثل أجزاء الشرائح الرئيسية والثانوية. مع افتراض أنها تجعدت وتفصصت بسبب عدم قابلية بنيتها النسيجية للتراص الصفيحي، فبعضها يثبت بواسطة خلايا الجل وبعضها يبقى سائبا أو منزلقا، بالأضافة لمرونة استطالات الخلايا لكل الأنواع.
ولعمل نموذج تخطيطي شبكي للمعلومات لابد من فهم الربط بين المناطق الأولية والثانوية لكل حاسة في قشرة الدماغ حسب مناطق برودمان كخط افقي وبين طبقات كل منها الست، وبين المناطق الأخر. علما أن هذه الروابط تعادل الخبرات المتدرجة المخزنة في فكر الإنسان.
الحواس :
عدد نقاط العالم الخارجي أكبر بكثير من عدد الخلايا البصرية ولذلك فأن هذا الفرق الكبير يتم تلافيه بأن تستلم كل خلية من المخاريط أو العصيات من مجموع كبير من النقاط الخارجية التي ينعكس منها الضوء بتداخل الاشعة في الشبكية ، فلايمكن تمييز النقاط من مسافة بعيدة، ومن قريب يتفرق التداخل فنستطيع تمييز نقطة عن أخرى. فمن المسافة البعيدة جدا من الممكن أن تستلم خلية من المخاريط أو العصيات صورة انسان بأكمله لأنه يمثل نقطة، بينما تتعدد الخلايا المستلمة كلما اقترب، حتى يستلم عدد هائل من العصيات أو المخاريط صورة جزء صغير منه.
المعلومات تؤثر بطريقة اصطدام شحنتها بالحواس ونعني بكلمة اصطدام هو التنافر الألكتروني بين الكترونات المنبه والكترونات مركبات غلاف خلايا الحواس وتغير حركاتها أو دورانها، وبالتالي للأخيرة حدوث انتقال التأثير بشكل متتابع إلى باقي غلاف الخلية ، يتبعه تأثير في داخلها ينتج عنه تغير في مواقع الشحنات السالبة والموجبة وبالتالي نشوء السيال العصبي.
* كم تستلم الخلية العصبية من المعلومات،ماهي حدودها؟ حتما ان كل خلية بموجب اختلافها عن باقي الخلايا العصبية تستلم حد معلوماتي مثل تردد ضوئي أو صوتي، من واحدة من استطالاتها الأقرب لزائدة محور خلية عصبية تنبهت قبلها.
* اذا كانت كل خلية عصبية في العصب السمعي مسؤولة عن استلام تردد صوتي واحد وكان عدد خلايا العصب بالملايين بينما عدد الترددات الصوتية من 20- 20000 فهل باقي الخلايا تبقى غير عاملة ؟ ونفس الحال بالنسبة للخلايا البصرية وباقي الحواس. أظن أن هناك تكرار لاستلام نفس المنبه من أكثر من خلية بحسب زاوية أو موقع سقوط المنبه أو تأثيره.
الاسترجاع أو التذكر:
عرفنا سابقا أن هناك دائرة كهربائية تتولد من خلايا حسية وتنتهي بخلايا عصبية فتغير شكلها أو مركباتها تمثيلا لحالة الخزن للمعلومة التي استلمت من منبه معين، وهذه تفيد في حالة صنع الصورة الحسية أو العقلية الخاصة بحاسة ما، وهنا ننتبه ألى ان الدائرة الكهروكيميائية ممكن حثها من منبه بسيط جدا، من نملة تمشي على الجلد مثلا ، كما هو معروف انها ممكن أن تكون سالب 40-70 ملي فولت. وهذا يفيدنا في الاستنتاج أن عملية الاسترجاع من الممكن ان تتم من نشاط كهروكيميائي صغير ، قد يحدث من تفاعل بداخل خلية أو موجة دماغية ضعيفة.
عند توقف استلام المنبه يفترض أن تتوقف عملية انتقال النواقل العصبية عبر الفرجة الاشتباكية؛ فكيف يحدث استرجاع المعلومة ؟ أية دائرة كهربائية أخرى تعمل ؟ هل يحدث تدوير داخلي للنواقل بفعل موجات الدماغ الكهربائية مثلا أم يتم التشابك بين الخلايا من جهات أخر غير الفرجة؟ نشاط الاستروسايت مثلا متاثرة بنسب السائل المخي أو حث من نشاط التكوين الشبكي ؟
* استرجاع الذاكرة وانتاج المعلومات لابد أنه يحدث بمؤثرين ، الأول خارجي وهو المنبه التي يشابه أو يتعلق بمصفوفة ذاكرة ما ، والثاني داخلي يتعلق بحاجة الجسم أو أهمية ذلك المنبه وبالتالي استحضار المصفوفة أو شبكة ذكريات متعلقة، وهنا من الذي يستحضر ؟ من الانا التي تسترجع .. لاتوجد أنا مستقلة وانما الذاكرة المعنية بالاستجابة والتي تستجيب بشكل تلقائي بسبب التشابه أو التعلق هي التي تمثل أنا لحظية. وعند غياب العامل الأول تماما في حالة النوم العميق أو الاغماء فأن العامل الثاني هو من يسترجع، أي، منطقة حركية أو منطقة حسية في الجسم قريبة من منطقة ذاكرة ما بناءً على حاجات أجهزة الجسم.
رأس الخلية العصبية الحسية بأنواعها يقابل المنبهات بأنواعها، والمحور يتجه إلى الداخل، الذي يقابله رأس الخلية العصبية التي تستلم السيال العصبي منها، وبذلك يتكون خطان متعاكسان من المسارات أو الألياف العصبية، وأرى هنا أن ثمة مناطق بشكل أنوية أو عقد في الجهاز العصبي تقوم بارجاع بعض من السيال العصبي المستلم من الحواس أو تشابكاتها إلى الخلايا أو الألياف العصبية المنفذة أو المستجيبة، وهذا يحل جزء من لغز التذكر، الذي يحدث بعد انقطاع السيال من حاسة ما، حيث يحدث تدوير من سيال حاسة أخرى في المناطق الرابطة التي تستلم خلاياها من أكثر من حاسة. والتدوير مشابه لتحول السيال العصبي من حسي إلى حركي في العقد الجذرية في العمود الفقري.
لابد أن نفترض أن النواقل العصبية يتم انتاجها وانتقالها عبر الفرجة الاشتباكية حتى في غياب المنبه الحسي، وذلك بحث الخلية كهربيا بواسطة الاستروسايت فتحدث عملية الاسترجاع.
* ربط المعلومات بعد فترة من الخزن والاستنتاج (اللاارادي) بوجود علاقة بينها:
مثلا تتذكر فجأة أن اللحن الفلاني يشبه لحنا آخر، أو أن شخصا هو أحد أقرباء شخص آخر. و نتذكر أحيانا اننا لم نكمل حديث قلناه لشخص ما بعد فترة طويلة قد تكون اياما. وأيضا نكتفي باجوبة ثم تلح اسئلة جديدة من الاجوبة ذاتها أو من ملاحظات جديدة تتطلب اضافة اجوبة جديدة او تعديل الاجوبة القديمة.
يحدث ذلك بسبب استمرار زيادة طول الاستطالات الشجيرية وزوائد المحور واتجاهها إلى خلايا أو تجمع خلايا لها معلومات مشابهة.
وهذا مايحدث في حالة السؤال، السؤال الخارجي أو سؤال النفس لنفسها، مع افتراض وجود محاكاة داخلية بين مناطق الدماغ، خصوصا بين فصي المخ، حيث يعمل الفصان من خلال التنسيق بين وظيفتين متكاملتين متقابلتين كما هو معروف في وظائف وتميز كل فص.
تداخل التذكر مع التفكير
مناطق من الخلايا تستلم من الحواس ومناطق أخر يحدث فيها استرجاع بالافتراض السابق (الحث من الاستروسايت)
ربط المعلومات المخزنة أو التفكير:
نقول أولا، لولا سرعة مكونات الذرة الهائلة حسب نظرية ميكانيك الكم ما كان للدماغ ان يعمل بسرعته العالية في الانتباه و نقل الايعازات والاستجابة بالحركة أو بالتفكير.
وهي التي تبرر الإمكانية الهائلة في سرعة التفكير، ورد الفعل الفكري والحركي أو الغددي، وقابلية التخيل عندما أتخيل الشخص الواقف أمامي يرقص أو يقفز أو يضحك أو جزء منه يتحرك بغير حالته ، وكذلك الحال لأي صورة أخرى للواقع.
وبناء المعلومات بشكل شبكي هو من يبرر إمكانية أن افكر و أسمع موسيقى أو أتذكرها، وغيرها من الحالات التي يتداخل فيها المستلم مع إستعادة ربط المخزون ،أي تعدد استحضار أنواع الصور العقلية وأنواع الظواهر العقلية في الوقت نفسه. ولايمكن لنموذج غيره التبرير.
تبدأ الفكرة من الحاجة في منطقة دماغية معينة، حركية أو حسية، أو من المناطق الادراكية المتقدمة، وقد يبقى التفكير محدودا فيها أو يمتد إلى غيرها، أو يشمل كل الدماغ. مثلا أن يكون وضع الجسم غير مريح فيفكر بتغيير الوضع أو المكان.. نقص بالأوكسجين يؤدي أن يشعر الانسان بحالة ضيق في التنفس فيفكر بفتح النوافذ أو الذهاب إلى المستشفى، ونلاحظ هنا أن نقص الأوكسجين يؤثر سلبا على التفكير ففي تجربة على شخص تم وضعه في حاوية من النايلون الشفاف المقفل، فنقص الأوكسجين بسبب تنفسه، تبين حينها أنه لايستطيع عد الأرقام من الواحد إلى العشرة، بحيث أنه ينسى بعضها ولايذكر رقم بين رقمين رغم وعيه.
* لم تتكون موجات كهربائية في الدماغ ولايتكون تيار كهربائي؟ لابد أن ذلك مرتبط بموجات الدم المتولدة من نبضات القلب والتي ترى بتخطيط القلب.
والسؤال يرتبط بسؤال آخر هو أين يكون مسار موجات الدماغ ، في الخلايا العصبية أم في السائل المخي؟ .. الأرجح أنه يكون في السائل المخي حيث أن المسار الكهروكيميائي والكهربائي بين الخلايا العصبية أو بينها وبين خلايا الجل محدد في نقاط الاشتباك والقفزات بين عقد رانفيير ويصعب أن يكون هناك مسارا بموجة كهربائية اضافية تشمل عدد من الخلايا. إلا في حالة وجود حزم عصبية مغطاة كمجموع بغلاف تنتقل الموجة على سطحه الداخلي أو الخارجي. بينما الافتراض يكون أسهل في موجات من الأنيونات( أيونات سالبة) أو كاتيونات( شحنات موجبة)تسير إلى قطبية معاكسة لها من الشحنة المتولدة من نشاط الاستطالات الشجيرية في نهاية القشرة المخية أو أعلى الرأس. وهذا يرتبط بموجات من السائل المخي المصنع الذي تساهم خلايا الاستروسايت فيه بالسماح لمواد معينة من الدم بشكل موجات أو دفقات بالدخول.
وهنا ربما يمكن وضع أساس أو حل لمسألة استرجاع الذاكرة أو التذكر حيث تساهم تغذية الخلايا العصبية من قبل خلايا الجل في تنشيط التواصل بين الخلايا العصبية فيما بينها بواسطتها لأن كل خلية من خلايا الجل (الأليجو دندروسايت أو الاستروسايت) تربط بين أكثر من خلية عصبية وهذه الخلايا لابد أنها خزنت معلومات متشابة أو أشتركت في معلومة.
علما أن خلايا الاستروسايت تتصل بالاستطالات الشجيرية مثلما تتصل بالاليجودندروسايت المغلفة لمحورها أو لمحور خلية اخرى بواسطة النتوءات القدمية الخارجة من جسمها.
وهنا افتراضنا يكون أكثر منطقية بادخال عامل الغذاء باعتبار أن الغذاء يمثل حاجة والتذكر أيضا يمثل حاجة، علما أن الانتباه لابد أنه قد جاء بناء على حاجة، وتمت الاستجابة بخزن ماهو حاجة أهم على شكل ذاكرة.
ويعترضنا سؤال: اذا كانت عملية اشتغال معلومات معينة في الذاكرة الآنية او استرجاع ذاكرة، سماع موسيقى مثلا، وكانت عملية الاشتغال هذه قد شملت آلاف أو ملايين من الخلايا بمرور الكهروكيمياء خلالها، فكيف يكون لها السيادة في الحضور على الذهن- بمعنى، كيف يحس أو يشعر بها الإنسان دون غيرها من المعلومات المخزنة- من بين نشاط كهروكيميائي، أو تفاعلات كيميائية في مليارات من الخلايا؟ .. إذن لابد ان ما يحس أو يشعر به الدماغ يكون بالارتباط بين معلومات تم اشتغالها في القشرة المخية وبين أنوية او نواة في التكوين الشبكي يكون عددها اقل وهي مرتبطة بالجسم وحاجاته- أو الأصل الذي كانت بداية تشكل الجسم في الأسلاف الأولى.
التفكير الكيميائي البحت
يحدث بسبب اقتراب أو تشابك او تفاعل المركبات الكيميائية أو الاستطالات للخلايا العصبية أو الجل التي تعبر عن خزن معلوماتي بشكل تلقائي بدون تدخل حاجة الجسم الداخلية أو العلاقة بالمنبهات عن طريق الحواس.
يتجلى اكثر في الاحلام والإلهام ، ويتداخل مع التفكير المعتاد الذي ينشأ بسبب الحاجة.
الذاكرة تتجدد
في كل استعادة لذكرى ما يضاف إليها معلومات جديدة متعلقة بها، أو ماتستلمه الحواس حينها.
وبناء على ما مر يمكننا تعرف المفاهيم التالية، وهي أساسية لفهم ماهو متشابه معها أو مستند عليها من مظاهر دماغية (عقلية)، مثل النسيان، الوهم. أو مفاهيم نسبية اعتبارية مثل الذكاء والابداع.
التصور:
وهي العملية التي تتضمن خزن المعلومات شبكيا في الدماغ بما يناسب حالة المنبهات الخارجية، واستعادتها حسب الحاجة، ويختلف شكل الشبكات الخاصة من شخص لآخر بسبب استحالة تطابقهم في استلام المنبهات من حاسة واحدة أو حواس متعددة بسبب اختلاف مكونات الحواس عندهم كيميائيا وبالتالي شكلا وكفاءة.
ولو تطابق الاستلام لوجدنا تطابقا في شكل الشبكات.
الخيال:
هو شكل من أشكال التفكير يكون بانتاج معلومات جديدة بتجميع معلومات مخزنة أو أجزاءها في حالة اليقظة، حيث تشارك الحواس وما يصاحبها بالشعور بالمكان والزمان من ضبط عملية التجميع. ويتم ذلك بالتحكم بسير الدائرة الكهروكيميائية في تفرعات الشبكة المعلوماتية الكلية داخل الدماغ.
الحلم:
هو أيضا شكل من أشكال التفكير، وهو يشبه عملية الخيال من حيث عملية التجميع ، لكن بعدم اشتغال الحواس فلا يحدث ضبط لعملية التجميع أو ماتعنيه من سريان متحكم فيه للتيار الكهروكيميائي في الشبكة المعلوماتية الكلية، فتبتعد غالبا عن المنطق. ويمكن للقارئ أن يستفيد من مقالة مفصلة لي بعنوان: حقيقة الأحلام منشورة في موقع الحوار المتمدن.
الشعور بالأنا أو بالمعلومات
يعتمد على الاعتبارات التالية:
1- الشعور بالأنا مركزه الدماغ فمن خلاله اعلم ان هذه الاطراف والعيون والرأس هي لي ، لكن أين مركز هذا الشعور في الدماغ؟
2- علينا ان ننتبه إلى الثابت والمتحرك، وادخالهما هنا كمفهومين جديدين. فذاكرة الشيء مهما صغر وشعوره بالأنا لاتفهم الاّ من خلال شيء آخر. وهي مثلا بمستوى الألكترون لا تفهم ولا يمكن له ان يتذكر حركته إلاّ من خلال دورانه حول نواة أو علاقته بالكترون اخر.
الجهاز العصبي ثابت والسيال متحرك، فيحدث الاحساس والشعور من خلال حس وشعور الثابت بالمتحرك.
والاحساس والشعور بالأنا فيه مستويين: الاحساس بالجسم بدون معاني، والاحساس والشعور بمعاني تعتمد على المعلومات المخزنة.
الأول هو مجرد، يعبر عن حالة مرور السيال العصبي فقط، والثاني يعبر عن ترجمة لاتجاهات مروره وتعقيداتها، ولمعاني الأماكن والأزمنة الملازمة لها في تشكلها.
3- وبما أننا لايمكننا تذكر كل المعلومات المخزنة في الدماغ في وقت واحد، في لحظة واحدة، لذلك يبرز مفهوم الذاكرة العاملة،فهي التي تمثل الشعور بالأنا لفترة معينة، بفعل الاستجابة التلقائية للخارج أو الداخل أو لكليهما، وتتغير بتغير الاستجابة.
4- إذا كانت الذاكرة مخزنة في مركب كيميائي، أو في شبكة عصبية ، فلماذا يتم الإحساس بهذا المركب أو جزء الشبكة دون الإحساس بباقي المركبات في الخلايا العصبية أو غيرها ، أو باقي الشبكة العصبية؟
وعند الربط مع الحد العتبوي للسيال العصبي وإدخال مقدار من التيار الكهربائي مقاسا بالملي فولت فلابد من أن هذا الحد هو من تتركب عليه عملية الشعور بالأنا، ويهمل ما هو أقل منه.
كذلك، فأن الهياج الكلي للخلية العصبية أو خلايا الأستروسايت هو من يضاعف الاحساس بالسيال العصبي، ويعطي الاحساس، أو الشعور بالأنا.
5- لكن، هل نحن نحس بالألكترونات، أو نحن الكترونات تحس بانفسها في حالة تقاربها أو جريّها تباعا كضد للبروتونات؟ الإجابة هي نعم، أي أن إحساسنا بنفسنا يتم من خلال (جلدين)، واحد من الشحنة السالبة والآخر من الشحنة الموجبة يتماحكان الواحد فوق الآخر. يعني هو شعور أضداد ليس إلاّ .. رغم هذا فأن هذا الحد فيه هاجس من الشك أو لايمكن أن يتقبله عقلنا.. لايقبل عقلي وأنا أكتب هذه الكلمات أن تكون صورته النهائية بهذا الشكل المجرد رغم أنه حقيقة علمية لحد الأن. وعند هذا المستوى فأن الشعور بالأنا المادي يرتبط بالأسئلة الفلسفية الوجودية.
6- لابد ان ننتبه للعلاقة بين مرور السيال العصبي في جسم الخلية وتوليد نواقل عصبية في نهاية المحور تعبر فتخسرها الخلية و الحاجة إلى التعويض بمرور الغذاء إلى جسمها. فيكون الشعور بالأنا أحيانا هو تعبير عن نقص أو عن جوع الخلايا، المرتبط بجوع الجسم، وطبعا القصد من الجوع يشمل نقص مركب معين أو عنصر معين بالأضافة إلى الكميات الاجمالية لكل ما يحتاجه الجسم.
وبذلك نفترض أن الخلايا العصبية الأكثر جوعا أحيانا هي من تستلم سيال عصبي اكثر من غيرها فتشارك في عملية الانتباه. وتحدث عملية التفاعل الكيميائي عن بعد أولا. (وبشرح بسيط لهذه العملية هو مثلا عندما يقول شخصا ما كلمة ماء فان الكلمة تكون قد انطلقت من تفاعل كيميائي داخل منطقة من الشبكة العصبية لدماغه وأدت إلى سريان سيال عصبي نتيجته الوصول إلى منطقة بروكا ثم يتم تحريك لسانه وهذا يطلق اهتزازات ثم يتكون صوت يستلمه شخصا آخر فتذهب استجابته له إلى منطقة آخرى في الدماغ فيها كلمة ماء، لكن هنا الشخص هذا ينتبه لها أكثر عندما يكون عطشا أكثر، وبذلك تكون العملية وكأن شحنة سالبة لمركب ما عند الأول قد انجذبت إلى شحنة موجبة لمركب آخر عند الثاني، فتفاعل المركبان للحظة).
7- التكوين الشبكي المار في الدماغ المتوسط والانتهائي (النخاع المستطيل) هو الأقرب لأن يكون مركز الشعور بالأنا، فهو مثل سهم عقرب الساعة أو البوصلة التي تشير وترتبط بهذه المعلومة وتجعلها ذاكرة عاملة أو ذهن دون غيرها، لأنه الموصل بين منطقة التفكير( باقي الدماغ فوقه) وبين احتياجات الكتلة الأكبر للجسم( تحته) بما تشمله من جهاز هضم ودوران وتنفس وغيرها والنقص الحاصل فيها بفعل النشاط لتلك الأجهزة.
8- لايمكن فهم أو الاحساس بمعلومة واحدة، بخلية عصبية واحدة أو جزء منها، وأنما يكون الاحساس بالمعلومة الأقرب للحظة مع ما يربطها من باقي المعلومات المتشابكة معها التي تجابه موقف ما أو حاجة ما. علما ان التشابك بين أي معلومة ومعلومات أخر فيه نواحي كثيرة، مثلا قميص أحمر فهو يتشابك مع القمصان بالألوان الأخرى بينما يتشابك من ناحية تشابه اللون مع أشياء اخر مثلا لون الدم.
الشعور بالزمن: - الذاكرة الزمنية ومعرفة تواليها واحتسابها.
الزمن:هو التغيير الذي يحدث للأشياء، بداخلها أو بعلاقتها مع خارجها. ولأن التغيير مستمر ومتواصل ومتعدد فأنه يكون سريان لا ينقطع على الاطلاق. وفي الحقيقة أن المادة أو الطاقة التي نحسها هي كينونة من التغيير، ولا مادة أو طاقة بدون هذه الكينونة، أو على الأقل فاننا لا نعرف ماهيتهما بدون هذه الكينونة.
أما الوقت:فهو فترات زمنية( تغييرات) احتسبت بتقسيم فترات أطول لنظام ما، وبالنسبة للإنسان فقد اعتمد على نظام دوران الأرض حول الشمس ودوران الأرض حول نفسها، وبالنسبة لبعض الكائنات الحية الأدنى منه تطورا فقد اعتمدت على الليل والنهار ودرجات الإضاءة ودرجات الحرارة خلالهما.
عليه، ترتبط آلية احتساب الزمن ذاتيا في الدماغ بفهم معنى الزمن وطرق احتسابه الخارجية، بمعنى أننا لا نستطيع فهم التوقيتات الزمنية بداخله واستعادة ذاكرة ما خزنت في فترة زمنية دون أن نمارس طرق احتسابه: فترات الضوء والظلام، حساب أعداد، التعامل مع آلات الساعات اليدوية أو الجدارية . وتزيد دقة استرجاع الذاكرة لفترة ما كلما زادت الممارسة فوصلت إلى التركيز في احتساب الأيام وفتراتها ثم الساعات ودقائقها وثوانيها، أو دونها.
فالانسان الجاهل بهذه الممارسة أو الذي لا يمارسها ليوم يصعب عليه الدقة في استرجاع ما جرى خلال فترة ما أو ساعة ما من ذالك اليوم إذا سئل عما جرى فيها، لكن بامكانه أن يسترجع حدثا ما إذا سئل عنه دون تحديد وقت حدوثه. ربما يحدد أنه قد حدث في الليل أو النهار، أو الصبح والظهر بربط الحدث بحدث آخر أو بصورة بصرية أو سمعية أو غيرها.
يعمل الدماغ بنظام ما، منه ما يتوافق مع النظام الكيميائي للجسم والذي يطلق عليه الساعة البايولوجية ، ومنه مع مايجري من احتساب ذاتي للزمن داخل الدماغ ،وبالتالي تتولد القدرة على الشعور به والتحكم به إلى الحد الذي يستطيع أن يوقظ نفسه في ساعة ما، أي أنه يعمل على التوافق بين الوقت الخارجي مع الداخلي، أي التعشيق بين ساعتين.
* كيف يستعيد الإنسان ذكرى في سنوات سابقة أو ساعات سابقة ؟ وكيف يعرف انه في الزمن الحاضر الذي يطابق الواقع، ودماغه فيه مليارات المعلومات التي دخلت في أزمنة مختلفة، وكيف يتذكر ترتيب المعلومات زمنيا، علما أن المعلومات وترتيبها هي اساس للوعي؟ وهنا نلاحظ أنه لا يعرف التوقيت أو المعلومات التي تمثل الزمن الحاضر أو آخر المعلومات المستلمة في الحلم. هذا يعني أن اليقظة واشتغال الحواس وارتباطها بالواقع هو عامل محدد لوعي الإنسان بترتيب المعلومات زمنيا وأنه يقف عند آخرها.
والافتراض هنا: هو أنه يعرف ذلك لأن نهايات الاستطالات الشجيرية هي من تمثل الزمن الحاضر ولابد أن يكون جزءا منها مستلما للمنبهات الخارجية في حالة اليقظة عن طريق الحواس. ولابد أن نهايات الاستطالات، أي الطبقة البينية الجديدة من الاستطالات المضافة في كل القشرة المخية أو مناطق منها على صلة متجددة مع مناطق التكوين الشبكي.
وإن المعلومات تخزن بشكل متوال زمنيا بدءا من الطفولة ، ناهيك عن التوالي في نشأة مناطق الدماغ في الجنين.
ولرسم صورة ساعة الدماغ بشكل دقيق، وتوالي إضافة الطبقات المعلوماتية أرى لابد من البحث في الأسس والاعتبارات التالية:
1- تتبع حركة وسرعة المركبات أو الأيونات داخل الدماغ.
2- احتساب المسافة من رأس الاستطالة الشجيرية إلى أول عقدة من عقد رانفيير وباقي العقد.. بفرض زيادة طول الاستطالة كلما زاد زمن المعلومة أو طولها . أي أن طول الاستطالة وتقسيمات عقد رانفيير هي تقسيمات زمنية للمعلومات المخزنة.
3- احتساب عدد عقد رانفيير حسب المناطق كمعدلات، وعلاقة العدد بحجم الخلية وعدد استطالاتها الشجيرية وعدد زوائد المحور.
3- يتم التعشيق بخزن معلومات تجريبية عن فترات زمنية وتوقيتات ومقاربتها مع نشاطات الدماغ، الموجات الكهربائية ونشاط الخلية.
4- بحث العلاقة بين عقد رانفيير مع خلايا الاستروسايت، بفرض أن يتم تبادل شحنات كهربائية بين استطالات الأستروسايت مع أكثر من عقدة لخلية واحدة، وبالتالي تقوم خلايا الاستروسايت توصيل المعلومات زمنيا بين خلية أو خلايا عصبية متعددة، وقد يكون التوصيل غير مباشر باشتراك أكثر من خلية استروسايت للتوصيل إلى خلية عصبية اخرى، حيث تتشكل دوائر كهربائية مثل (الأنتي كريت) من خلية استروسايت أو بشبكة منها.
5- التغير في شكل الأستروسايت وتفرعها، واشتراك عدد منها في دائرة كهروكيميائية هو أيضا خزن بالشكل. حيث يساهم أعادة سريان السيال العصبي بأجزاء هذه الدوائر إلى إعادة جزء من المعلومة لزمن ما. ويتم الوعي بالتوقيتات للمعلومات المستعادة بكون المعلومات متشابكة مع وقت معلوم معبر عنه بصورة أو صوت ساعة يد وأجزائها.
6- تتبع السيال العصبي في الدماغ لعدد من المنبهات. إلى أي منطقة منه سيصل وإلى أي طبقة من طبقات الخلايا العصبية فيه حيث يعتمد السيال في سعته وقوته على الشحنة الكهربائية المتولدة بالاستجابة للمنبه.
7- تتبع الألياف العصبية – خطوط زمن الخزن كما في خطوط عمر الشجرة في مقطعها العرضي.
الفهم- الادراك- أول نموذج شبكي للذاكرة
في دماغ الإنسان، تكفي حاسة واحدة للاحساس بمنبه، لكن هذا لا يعني فهما له ما لم يرتبط بالحس الجسمي الصاعد عبر منطقة التكوين الشبكي، وعلينا أن نعطي مفهوم الانتباه بعدا آخر، وهو أن يكون المنبه قد حس به الجسم بالاضافة إلى الحاسة المستلمة، أما بالنسبة للحس الجسمي وحده، استلام منبه حراري في نقطة جلدية مثلا فهو يشبه الاحساس في الكائنات البدائية، مثل بدائيات الديدان، فتكون الاستجابة انعكاسية غير شرطية، وهي دون مفهوم الفهم الذي تم التوافق عليه علميا.
فلو استلمت حاسة البصر منبها بشكل نقطة حمراء فانها تبقى منعزلة ولاتعني شيئا للدماغ مالم ترتبط بالحس الجسمي.
لذلك نفهم بأن عملية الفهم عند الوليد تستغرق أياما عديدة حتى يبدي استجابة للمنبهات الضوئية أو السمعية أو غيرها، بسبب بعد المسافة بين الحواس وبين الحس الجسمي الصاعد بالنسبة لحجم الخلية العصبية، بالأخص أنها لم تتفرع بعد، ناهيك عن المسافة بين حاسة وأخرى. فمذ أن يخرج الجنين من بطن أمه تبدأ خلايا الحواس باستلام منبهات لتتأثر بها خلايا الدماغ العصبية الأقرب وتكون استطالات شجيرية وزوائد محور، ثم تتأثر بها الخلايا التي بعدها بتكرار نفس المنبه، فتشق الحواس طرق لها حتى تلتقي مع بعضها. وبهذا وبالنسبة لمثال النقطة الحمراء وبعد أن يكبر الوليد يصل سيال المنبه البصري لها مع سيال الحس الجسمي لليف عصبي صاعد ما، بسرعة عالية جدا عبر التشابكات المتعددة. وكذا الحال اذا ظهرت نقطة حمراء ومعها صوت، مثل انفجار بالون أحمر.
أن أماكن الالتقاء تعني أن خلايا عصبية قد استلمت منبهات من حاستين بسبب موقعها البيني، بين خلايا أو تجمعات استلمت من حاستين مختلفتين أو أكثر. ومن هذا تنشأ المناطق الرابطة. التي تتنامى من روابط ثنائية تجمع حاستين، ثم ثلاثية تجمع ثلاث حواس، حتى ترتبط كل الحواس في المنطقة الجبهية. ويساعد في ذلك شكل الفصوص وتجعدات قشرة المخ.
وإذا اعتبرنا مصطلح الادراك يعني الفهم العالي للشيء أو للمفاهيم فأنه على الأغلب سيعني تجميع المعلومات بأكثر من حاسة. مع مراعاة أن هناك فهما لأشياء أو مفاهيم بسيطة لا يتطلب اشتراك حواس كثيرة، ولا يتطلب خبرات كثيرة لها( معلومات متراكمة مشتركة).
علما أن الطبقات الست أمام كل حاسة تتدرج كخبرات ذاتية أو خبرات بالاشتراك مع حواس أخر. ونعني بالخبرة الذاتية هو تكرار استلام منبه من الطبقة الأولى قبل الاشترك مع الحواس الأخر بدءا من الطبقة الثانية.
والخبرة تكون فسلجيا بزيادة حجم الخلية العصبية أو تغير شكلها أو تعدد تفرعاتها. وبعد أن تتشكل الروابط أو المناطق الرابطة فأن الطبقة الأولى لن تكون وظيفتها سوى معبر للمعلومات إلى الطبقات التي تليها.
الحالات النفسية:
تختزن في الدماغ معلومات شخصية أولية تعبر عن الحاجات الداخلية الأساسية للجسم من طعام وتنفس وغرائز وهي بداية تكون الشبكة المعلوماتية للدماغ ككل، وثانوية بنيت فوقها بموجب المواقف الحياتية، ثم معلومات بعيدة الأهمية منها ماهو معرفي.
وبشكل نسبي لكل شخص منها ماهو إيجابي ومنها ماهو سلبي. وبذلك تستند وترتبط على ماهو موروث في الدماغ الحوفي أو العاطفي، لكن الملاحظة هنا أن هذه المعلومات أصبحت مادة كيميائية سواء خزن بتغير شكل الخلية أو بشكل مركبات تبقى لفترة. هذه المواد الكيميائية الشخصية الإيجابية هي من تسبب الحالات النفسية الأيجابية عندما تستطيع ممارسة دورها الكهروكيميائي. والعكس صحيح. وهنا لابد من الانتباه أن المواد الكيميائية قد تتفاعل أو تتقارب من بعضها أو تتداخل كيميائيا أو فيزيائيا دون استجابة لحاجة داخلية من الجسم أو لخارجية بفعل المنبهات. فتحدث الحالات النفسية ذاتها، وهو ما أشرنا إليه بالتفكير الكيميائي البحت. وقد يحدث هذا النوع من التفكير بمساعدة العامل الوراثي الذي رتب مناطق الدماغ أو الجهاز العصبي بشكل عام بحيث وسّع مناطق أو صغّر مناطق، أو قارب مناطق أو خلايا مع بعضها، أو باعدها، أو رتبها بشكل ما، وبالتالي يؤدي ذلك إلى ظهور حالات الأمراض العقلية أو النفسية،أو أنواع الشخصيات، وأنواع التخلف الفكري أو التفوق.
القدرات فوق الحسية:
أراها قدرات حسية تمثلت في عدم قدرتنا بعد من الفهم الدقيق لقدرات الحواس وحدودها، حيث غالبا ما يتم دراستها على أشخاص بشكل غير دقيق أو أخذ عينات ودراستها إحصائيا، لذا يجب ان ندقق أكثر في حواس من تظهر عندهم هذه القدرة، كذلك ربما تكون قدرة التنبؤ مرتبطة بالفهم الفيزيائي الدقيق لظاهرة الزمن وتحديدات تقسيماته الاعتبارية المتمثلة بالماضي والحاضر والمستقبل.
الاستفادة من فهم الذاكرة:
في المستقبل سيرى الانسان نشاط دماغه ومكتبة المعلومات بداخله على شاشة حاسوب بشكل كامل أو بشكل مجزء كمقاطع، ويرى كل التأثيرات الخارجية والداخلية المؤثرة عليه، الطعام ونسبة الأوكسجين أو العناصر الكيميائية، أو المنبهات الخارجية، وكيف تغير هذه المؤثرات شكل الصور أمامه. ذلك سيساعده أن يعالج ويصحح معلوماته أو ينقلها من مكان لآخر مثلما يرى ويتعامل مع المعلومات المخزنة في الموبايل أو جهاز الحاسوب.
وهذا طبعا له دور كبير في مساعدة عمليات الخزن والتذكر وزيادة الذكاء ومعالجة الأمراض النفسية أو العقلية، ذاتيا أو طبيا بمساعدة الآخرين له.
وببساطة سيتم ذلك بزيادة كفاءة أجهزة رسم كهرباء الدماغ ، بالتحليل المفرط للإشارات الكهربائية المنبعثة منه. ويساعد في هذا النهج أنه قد بدأ منذ مئات السنين في خزن الكثير من معلوماته وذكرياته وصوره وصوته على الورق ومن ثم على أجهزة التسجيل، ثم تضاعفت وزادت في دقتها على أجهزة الحاسوب. سيكون بأمكانه أن ينسخ أغلب المعلومات والذكريات على جهاز الحاسوب، كمعلومات مكشوفة ومفهومة أو داتا. أي أنه سينسخ دماغه أو جزء كبير منه .
18/11/2021
صادفت خاتمة الكتابة اليوم العالمي للفلسفة لهذه السنة
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |