إعطيني برستيج

عمر قاسم أسعد
2021 / 11 / 10

لا شك أن للمناسبات الوطنية مكانة خاصة لدى الجميع وعلى امتداد الوطن وبالأخص مؤسسات المجتمع المدني التي تحاول جاهدة إبراز هذه المناسبات ــ على الصعيد الشعبي ــ من خلال مختلف الانشطة والمهرجانات التي تقيمها وتحت عدة مسميات .
ولأن مؤسسات المجتمع المدني ــ من جمعيات ثقافية أو خيرية أو رياضية أو انسانية ــ تضم في عضويتها أشخاص تطوعوا لتنفيذ الاهداف التي وضعت لإيصالها الى الجمهور ، إلا أن بعض هذه المؤسسات تتنافس في إبراز اسمها وبعض أعضائها ــ في معظم فعالياتها ــ من خلال اتباع منهج الشكل والقشور على حساب الجوهر والمضمون ومن خلال البهرجة الاعلامية والعدد الكبير من اللافتات واطلاق المفرقعات واشراك العديد من مختلف الفرق ــ الفنية ــ لاظهار الشكل والتطبيل والتزمير والقاء العديد من الخطابات الرنانة والكم الهائل من التصوير ( صورني وأنا مش داري ) ...
نحن مع الفرح ومع الاحتفال بكل المناسبات الوطنية ولكننا ضد كل من يزاود على الاخرين وعلى مبدأ ( خذوهم بالصوت ) أو ( اهتم بحفل الافتتاح وبعدها اعمل اللي بدك اياه ) أو ( اعمل هيزعية مطنطنة ) ، ومن هنا علينا أن نجيب على سؤال : ماذا حققنا من أهداف إي مناسبة وطنية ونحن كل عام نحتفل بذات المناسبة بذات النهج والاسلوب وذات السيناريو حتى وإن اختلفت الوجوه والاشكال !!!
والغريب في الأمر أن بعض المسؤولين تروقهم هذه الامور ويدعون إلى استمرارية النهج الشكلي الخالي من أي مضمون ودون النظر بعين الاعتبار إلى تحقيق ولو هدف واحد من الاهداف التي يجب أن تتحقق من اي مناسبة وطنية ، وهم مقتنعون تماما أن البهرجة في الشكل والاسلوب تمنحهم البريق و( البرستيج) الذي يسعون له في مختلف الانشطة ولا يهمهم ان تتحقق المعاني الحقيقية من خلال الاحتفال بأي مناسبة ، فقط ليظهر على الشاشات والصور ليحقق المزيد من النشوة التي يعيشها من خلال منصبه وكرسيه .
وفي المقابل يجب أن لا ننكر جهود الكثير من مؤسسات المجتمع المدني والتي تعمل جاهدة لتقديم رسالتها الايجابية البناءة والتركيز على المضمون والجوهر من خلال ما تقدمه من فكر خلاق في ساحات الشعر والادب والفنون والمسرح والمحاضرات والندوات ، وهذا ما يعطي انطباع أنها ــ فعلا ــ تعيش كل المناسبات الوطنية بالكلمة والفن والأداء ، وهنا تتعمق وتترسخ معاني ومبادئ كل المناسبات الوطنية لأن هذه المؤسسات نعمل من أجل تحقيق الأهداف وليس من أجل ارضاء أشخاص أو مسؤولين .
والانتماء الحقيقي هي ما تقدمه المؤسسات من ثقافة حقيقية وفكر خلاق ينبع من الداخل ليؤثر في المجتمع وبكل فئاته وشرائحه .
وعلى بعض المسؤلين الذين امتهنوا سياسة ( اعطيني برستيج ) ان يكونوا شركاء حقيقيين لتقديم ما يليق بكل المناسبات الوطنية ، ولا أحد يزاود على أحد . (( يتبع ))

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي