|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عمر قاسم أسعد
2021 / 10 / 5
(( الخلاصة )) هناك عدة آراء حول النفس والروح كما وردت في الاسلام وذكرت في القرآن ، بعض العلماء قال أن الروح والنفس شيء واحد والنفس وردت في بعض النصوص بمعنى الروح ، كما ذهب البعض أن كلمة النفس تطلق ــ مجازا ــ على الروح والجسد ، على أن هناك اتفاق لدى معظم العلماء الذين بحثو في موضوع النفس والروح لدى الذات الانسانية مستندين على نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ، فالنفس ــ كما وصفوها ــ غير خالدة وتموت ( كل نفس ذائقة الموت ) آل عمران 185 ، بعكس الروح الخالدة والتي لا تموت بموت الجسد أو النفس ، والروح لا تسمى روحا وهي ما زالت في بدن الانسان ، وحال خروجها من البدن بالموت يطلق عليها ( روح ) وهي تصعد إلى خالقها الذي أمر بقبضها وإخراجها من البدن ، والنفس تموت مرتين ، مرة عند نوم الانسان النوم الطبيعي والمرة الثانية عند موته وخروج الروح من بدنه ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) الزمر 42 ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضي أجل مسمى ثم اليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) الانعام 60 ، والنفس تنسب إلى الذات الانسانية بمعنى انها مناط التصرف في الجسد وهي التي تحاسب وتنال الثواب أو العقاب ( وما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) النساء 79 ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) البقرة 9 ( فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخسرين ) المائدة 30 ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ) المائدة 45 ( ولا على انفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم ... ) ( فإذا دخلتم بيةتا فسلمو على أنفسكم تحية من عند الله ) النور 61 . وهنا لا بد من تفسير هذه الاية لتبيان أن النفس غير الروح بل هي شيء منفصل عنها تماما ، حيث قال الله في القرآن (( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون )) النحل 111 يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها أي تخاصم وتحاج عن نفسها ، وأن كل شخص يقول : نفسي نفسي من شدة هول يوم القيامة وفي حديث عمر أنه قال لكعب الأحبار : يا كعب ، خوفنا هيجنا حدثنا نبهنا . فقال له كعب : يا أمير المؤمنين ، والذي نفسي بيده لو وافيت يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبيا لأتت عليك تارات لا يهمك إلا نفسك ، وإن لجهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي منتخب إلا وقع جاثيا على ركبتيه ، حتى إن إبراهيم الخليل ليدلي بالخلة فيقول : يا رب ، أنا خليلك إبراهيم ، لا أسألك اليوم إلا نفسي ، قال : يا كعب أين تجد ذلك في كتاب الله ؟ قال : قوله تعالى ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ) . وقال ابن عباس : ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد ، فتقول الروح : يا رب ، الروح منك أنت خلقتها ، لم تكن لي يد أبطش بها ، ولا رجل أمشي بها ، ولا عين أبصر بها ، ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به ، حتى جئت فدخلت في هذا الجسد ، فضاعف عليه أنواع العذاب ونجني ، ثم يقول الجسد : يا رب ، أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة ، ليس لي يد أبطش بها ، ولا قدم أسعى به ، ولا بصر أبصر به ، ولا سمع أسمع به ، فجاء هذا كشعاع النور ، فبه نطق لساني ، وبه أبصرت عيني ، وبه مشت رجلي ، وبه سمعت أذني ، فضاعف عليه أنواع العذاب ونجني منه . قال : فيضرب الله لهما مثلا أعمى ومقعدا دخلا بستانا فيه ثمار ، فالأعمى لا يبصر الثمرة والمقعد لا ينالها ، فنادى المقعد الأعمى ايتني فاحملني آكل وأطعمك ، فدنا منه فحمله ، فأصابوا من الثمرة ، فعلى من يكون العذاب ؟ قال : عليكما جميعا العذاب . حديث ذكره الثعلبي .
والروح هي ذاك الشيء المجهول في عالم الغيب والذي لا أحد يعرف كنهتها إلا خالقها لأنها من أمر الله وتنسب إلى خالقها ، وكما أسلفت انها جاءت في القرآن وتحتمل هدة معاني حسب ورودها في سياق الآيات القرآنية والتي وردت سابقا .