النفس في الذات الانسانية / هل الذات الانسانية ثابتة ؟؟؟

عمر قاسم أسعد
2021 / 9 / 24

يمكن أن أطلق على ( الذات ) الانسانية بأنها ماهية الذات ككل متكامل ، كما يمكن أن أطلق عليها صفة الوعاء الجسدي ( الانساني ) والذي يحوي بداخله كل الأقانيم المادية بكل ما يحتويه الوعاء الجسدي من عناصر مادية والاقانيم المعنوية بكل ما تملكه الذات من مخزون القيم الإنسانية والاجتماعية والثقافية والوجدانية واليات السلوك المتبعة في مجمل القضايا والمواقف والتي يمكن أن تمر بها الذات الانسانية كذات متكاملة قادرة على الفهم والاستيعاب والتحليل والتركيب واجراء عمليات المقارنة والمحاكمة وإصدار الأحكام .
إن الذات الانسانية تتصف بالثبات النسبي ــ بشكلها العام ــ في كل موقف من مواقفها المختلفة ، على أن هناك ما يسمى بالصبغة العامة للذات الانسانية والتي من خلالها تتعرف الذوات الانسانية الآخرى على غيرها من الذوات ويمكن أن تتغير تبعا لموقف ما في زمن ما مع الاحتفاظ بالثبات النسبي في الصبغة العامة للذات الانسانية . فمثلا ( تتصرف الذات في السوق او الشارع حسب المعطيات الموجودة وتتغير الاستجابة تبعا للمثيرات التي تتطلب استجابات ربما تكون خارجة عن التصرفات الطبيعيه للذات في مواقف أخرى ، وتتصرف الذات في العمل بطريقة تختلف تماما عن تصرفها في البيت مع الاسرة وتتصرف الذات مع دائرة الاصدقاء بطريقة تختلف عن تصرفها في مواقف اخرى . إذن نستطيع القول أن كل موقف من مواقف الحياة يخضع لمثيرات تتطلب استجابه متعارف عليها بشكل عام وتتطلب من الذات ان تتصرف تبعا للموقف ونوع المثير ، وهذا ما يدلنا على أن الذات خضعت لعدة عوامل ( العرف ) او العادات والتقاليد ( والقوانين ) ( والدين ) والتي ترسخت في الذات الانسانية ــ حسب المكان والزمان إذ ربما تختلف من مكان لاخر ومن زمن لاخر ــ .
إن محاولات تقوية الذات واقناعها بالتغيير ـ حسب قناعة الذات كذات متكاملة ــ ربما يبدو أكثر صعوبة مما نتخيل ورغم ذلك هو ليس بالشيء المستحيل والذي يصعب تطبيقه ،
ان الذات القادرة على التغيير يجب أن تمتلك إرادة التغيير ويجب أن تمتلك إرادة التمرد على الذوات الاخرى التي تشدها إلى ردود الفعل المتوقعه تجاه مجمل القضايا .
إن الحاجة والجوع والفقر مثيرات ذات تأثير سلبي على الذات الانسانية تحفزه وتدعوه للتمرد ، إن عدم حصول الذات على الحد الأدنى من حقوقها مثيرات سلبية تحفز الذات وتدعوها للتمرد على واقع فرض عليها من قبل ذوات أخرى ، وهنا يجب علينا أن نعي تماما أن (( صراع الذوات )) ما هو الا استكمالا للصراع الازلي ما بين الخير والشر وإن التضاد موجود منذ الازل بين الذوات المختلفة وما بين الذات ونفس الذات وفيما هو كائن وما هو متوقع ان يكون وما سيكون . لندرك أننا ما زلنا نجهل الاجابة على ((( من نحن ؟؟؟ من أنت ؟؟؟ من أنا ؟؟؟ )))
ومن هنا أستطيع القول أن الذات الانسانية ــ وعلى الرغم من ثباتها النسبي ــ ذات متغيرة لأنها تسعى لتحديد الاطار العام لها من خلال مجمل الخبرات والتجارب وتوقعات الذوات الاخرى المحيطة بها لتكون جزء طبيعيا ينتمي إليها ، كما ان المراحل العمرية للذات الانسانية تتطلب تغيرا خاصا لها تبعا لكل مرحلة من مراحلها ، كما ان المكان والزمان له تأثير اخر في تغيير الذات تبعا لذوات اخرى في نفس المكان والزمان .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي