|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عصام حافظ الزند
2021 / 7 / 11
ا
قريش قوم تجارة و خدّمات ، تجارة امتدت الى العراق والشام واليمن والحبشة(الفرس والروم أساسا ) وبحكومة الحيرة والغساسنة وغيرها من الامتدادات تصديرا واستيرادا خاصة من زمن هاشم (عمرو بن عبد مناف) صاحب الايلاف {لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف} (سورة قريش29/106 مكية عدد الآيات 4 الآية1-2) وقوم خدمات للحجاج من القبائل البدوية ، التي تأتي في مواسم الحج لتتبارك بأصنامها داخل وحول الكعبة والتي قيل أنها بلغت 360 صنما ، وبعد أن ينتهي الحج وخدماته تبدأ الأسواق نشاطاتها التجارية والثقافية مثل سوق ذي المجاز وسوق المجنة وعكاظ وغيرها والتي تجني منها قريش الكثير من الأموال بشراء ما يحمله الاعراب من بضاعة تكون لهم مادة لتجارتهم الخارجية ويبيعون ما أتوا به من رحلاتهم تلك ، فقريش إذن ليسوا بدو رحل ولا هم بدو غزوات وحروب علمتهم التجارة أن يكونوا للحوار اقرب من السيف ، ومنذ أن اخرج قصي بن كلاب " وهو الفهري وقصته مشوقة علنا نجد يوما وقتا فنرويها " خزاعة وبني بكر من البطاح الى الظواهر واستقر في البطاح هو وعائلته التي عرفت بقريش ( وقيل الكثير في تفسير تسمية قريش منها انه اسم رجل كان اسمه حبّسْل قريش ويورد الطبري في مجلده الأول ص 517 وما بعدها الكثير من الروايات منها تقرشت أي تجمعت وغيره حتى حسبها الدكتور علي جواد بجميع مصادرها بعشرين تفسيرا) و بنى قصي البيوت الثابتة حول الكعبة( كانت خزاعة تأتي الى الكعبة في النهار وتنصب الخيام وتأتي معها بالماء وفي المساء تعود لديارها لصعوبة البقاء في تلك البقعة المقفرة) ولشرب سكان البطاح وهو أساس الحياة والاستقرار حفر قصي بئرا يقال لها العَجول (أخبار مكة وما فيها من الآثار تصنيف الامام أبي الوليد محمد الأزرقي ص 838 طبعا اهملنا الكثير من الخرافات حول هذا الموضوع من آدم وإبراهيم وحفرهم الابار) ثم حفرت آبار أخرى الى حفر عبد المطلب زمزم وقصته معروفة، وهكذا قيل أن قريش لا تحسن الحرب وأن حاربت خسرت فمن حروب الفجار الأربعة خسرت ثلاثة ( يلاحظ المفصل في تأريخ العرب قبل الإسلام الدكتور جواد علي الجزء الرابع ص 20 وماي يليها) ومن حروبها مع محمد ثلاثة خسرت أثنين ولم تستطيع حماية قوافلها الى الشام والعراق
فكان عليها أن تعتمد على تحالفاتها وعلى تحالفات أنشأتها من أجل حمايتها ومن أشهر تلك التحالفات سواء التحالفات ما بين قريش البطاح أنفسهم أو أحيانا حتى مع قريش الظواهر ولعل من أشهر التحالفات التي أقامتها خارج ذلك الإطار ما عرف بحلف الاحابيش (نحن لن نتحدث عن الاحلاف المتضادة داخل قريش في صراعهم حول النفوذ والمهام وهما حلف المطيبين لبني عبد مناف ومن معهم وحلف الاحلاف أو لعقة الدم لبني عبد الدار ومن والاهم)
حلف الأحابيش
لقد قيل الكثير في من هم الأحابيش، فقيل انهم بنو المصطلق، والحياء بن عمرو وبنو الهون أبن خزيمة، وقيل انهم اجتمعوا بذنب حبشي – وهو جبل بأسفل مكة فتحالفوا بالله " إنا ليدٌ على غيرنا ما سجا ليل و أوضح نهار و ما أرسى حبشي مكانه" وقيل: سموا بذلك لاجتماعهم و التحابش هو التجمع في كلام العرب وقيل : سموا بذلك لاجتماعهم عند ( حبشي ) مع قريش ، وقيل: انهم من الاحباش الذين انضموا الى ( بني ليث ) في الحرب التي نشبت بينهم وبين قريش قبل الإسلام ، فقال إبليس لقريش : إني جار لكم من بني ليث فواقعوا دما ،و سموا بذلك لاسودادهم . وقيل أنَ عبد مناف وعمرو بن هلال بن معيط الكناني هما من عقدا حلف الأحابيش ولكن يبدو أن بني هاشم لم يستمروا في دعم الأحابيش ، أما أهم من كتب عن الاحابيش فهو هنري لامنس(Henri Lammens ) (قس بلجيكي مولود عام 1862 واستقر في لبنان منذ وقت مبكر وكتب العديد من الدراسات عن سوريا وعن الامويين وعن مواضيع من التأريخ الإسلامي ولكنه وان اثار جدلا في بعض الموضوعات ، لم يكن وفي كل الاحوال من المستشرقين المميزين ، وأتهم بمعادات الاسلام توفى في بيروت عام 1937 ) ففي دراسة له مهمة عن مكة يتحدث بشكل مسهب عن حلف الاحابيش تأسيسهم ودوهم في حماية قريش والمعارك التي خاضوها وان قريش كانت تختار من كنانة أو خزاعة قادتها " فجعل القريشيون يختارون منهم عددا من العسكر المأجور الف النواة الأولى من (الأحابيش ) المتصف بالشهرة الواسعة في (المغازي) ، أو الحروب ومنها خاصة ضد محمد، ولما تم ملاك الجيش الخارجي بأولئك البدو المأجورين عمد بنو قريش الى تعبئة أقسامه بعدد من الأفريقيين النازلين مكة" وهو ينقل ذلك عن أغاني الاصفهاني، المهم أنه يركز على أن الاحباش أغلبهم من السود ( احباش ، سودانيين ، عبيد من أفريقيا) مطعمين ببعض افراد من القبائل العربية ، ورغم اننا نعتقد ان القس لامنس الذي عاش ومات في لبنان وأن كثير من كتاباته وأن خالفت بقية الاخبار والتحليلات ، إلا انها وجهة نظر يمكن تناقش وقد تكون بعض معطياتها اقرب للواقع ، لكن ما نأخذه عليه هو أنه كان يتحدث في بعض الأمور بأسنانه ، كما يقال، وهذا ما يفقد البحث الموضوعي قدرته على الاقناع، وقد دافع الكثير عن الاحباش باعتبارهم عربا أبناء قبائل عربية من مكة وما جاورها ، الدكتور جواد علي والذي خصص في مفصله فقرة خاصة ناقش الامر بهدوء وذكر أغلب تلك الآراء ، وقال: وكان تحالف الأحابيش على الركن" يقوم رجل من قريش والآخر من الأحابيش فيضعان أيديهما على الركن (ركن الكعبة) فيحلفان بالله القاتل وحرمة هذا البيت والمقام والركن والشهر الحرام على النصر على الخلق جميعا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وعلى التعاقد وعلى التعاون على كل من كادهم من الناس جميعا ، ما بل بحر صوفه، وما قام حر أو ثبر، وما طلعت شمس من مشرقها الى يوم القيامة ، فسمي حلف الأحابيش" ( المفصل ....الدكتور جواد علي الجزء الرابع ص 30 وما بعدها) ولا نود هنا ان نناقش مدى دقة تسميتهم بحلف فهم في الواقع اقرب الى صنيعة لان قريش من تمول وتعين وتطلب وهم عليهم القتال ، تحالف القريشيون مع اليهود وتحالفوا مع قبائل عربية كانت ترى في محمد خطرا عليها ،
وذكر أن عبد المطلب بن عبد مناف هو الذي قاد بني عبد مناف واحلافها من الاحابيش يوم "ذات نكيف"،( حتى بعد الإسلام كانت القبائل لا تقبل الخروج الى الغزو إلا تحت رايتها أو زعامة شيوخها ) كما يذكر أن أسماء الأحابيش كانت تذكر الى جانب من يحضر من بقية الطوائف مثل قريش وهوزان وغطفان واسلم ،وقيل أن الاعراب منهم مثل قريش كانوا يقدسون الصنمين أسافا ونائلة( أساف من جرهم كان يحب فتاة كان اسمها نائلة بنت وائل كانوا مع بعض اثناء الحج واثناء تواجدهما في الحرم تحركت شهوتهما فمارسا الفاحشة في عرض الحرم، فمسخهما الله الى حجرين ولما صحوا الحجاج وجدو الصنمين فنقلوهما الى مكان قرب زمزم (لم تكمن زمزم محفورة آنذاك) وبمرور الوقت اصبحوا في عداد الاصنام المعبودة تقدم لهم النذور ويغدق عليهم بالهدايا ومنهم يبدا الصفا والمروة والذي غدى عند الكثير من شعائر الحج وهذا ما اخبرنا به كثير من كتبة التأريخ )
مهما قيل في من هم الاحابيش وكيف وجدوا، فمن المتفق عليه أنهم تنظيم عسكري(مرتزقة) ساعد قريش في معاركها حتى مع محمد في بدر واحد و الخندق ويعتبر لامنس أن دورهم كان حاسما في تلك المعارك رغم أن الدكتور علي لا يرى ذلك وكانوا مصدر للأمن في قريش التجار وبقوا حتى العصر الاموي لهم رواتب وغنائم فيهم نسبة ( كبيرة ربما) من السود الأفارقة ولا ننسى أيضا أن قريش التجار كانوا أنفسهم من أمهر تجار الرقيق والرقيق كانوا يشكلون جزءا مهما من تجارتهم بيعا وشراء فقد كانت مكة ولقرون طويل مزدهرة بهذه التجارة بل أن جزء من ملكية اشراف قريش وتجارها ومنهم حتى بعد الإسلام من يملك اعدادا منهم فيوظفهم كما يشاء. كان الاحابيش قساة لا تدخل الرحمة الى قلوبهم ما أن يغزوا حتى يقتلوا كل من يصادفون طفلا أو امرأة أو عاجز ويخربوا ويدمروا كل ما صادفهم، ولهم قادتهم ومنهم مثلا ربيعة بن رفيع بن حيان المعروف ب(أبن الدغنة ) والحليس بن يزيد من بني الحارث من كنانة وربما هو نفسه من شارك في أحد مع المشركين وهو المفاوض الأول في الحديبية والحليس بن زبان وربما أيضا من هؤلاء وحشي الذي أجرته هند زوجة أبو سفيان فقتل حمزة عم النبي ثم وفي خلافة أبوبكر وفي حروب الردة قتل مسيلمة الكذاب ويظهر الاحابيش عبر قائدهم قبل الحديبية وظهروا وقاتلوا حتى في فتح مكة. والخلاصة أنهم تنظيم عصابي مأجور ينشأ لغرض القيام بالنيابة عن جماعات وافراد بأعمال الحروب والقتل وهو منظم وجاهز للمعارك وليس لديه مهام أخرى غير القتال، انهم افراد مهنتهم القتل وليس مهما اين ومتى
والتاريخ ومنه العربي والإسلامي شهد قيام العديد من التنظيمات أو الثورات أو الانتفاضات التي اعتّمدَت في قليل أو كثير على شكل من اشكال الأحباش لونا ومحتوى بما فيها ما عرفت "بثورة الزنج" رغم أن ذكرها قد يزعج الكثير من اليساريين، ممن اطلعوا على عموميات تلك "الثورة" ولكننا هنا لانقصد ذلك بل نقول ان منجم أخبار التأريخ مفتوح أمام كل المعلومات وهي كلها عموما تعتمد على الرواية الشفوية التي تخطأ أو تصيب. ولا نريد هنا نوغل في ألف عام أو أكثر ولكن نشير فقط الى ما شهده القرن الماضي وفي منطقتنا بالتحديد قوات تحاكي الاحابيش أو تستلهم تجربتها.
الاخوان النجديين
كثيرة هي الدراسات والكتب التي تحدثت عن الاخوان النجدين ولكنها بدأت تقل منذ الثلث الأخير من القرن الماضي رغم أن هذه الجماعة كان يكفي ذكر أسمها حتى يدخل الرعب كل من سكن الجزيرة العربية أو الحدود العراقية أو الأردن أو الكويت والذين يسميهم امين الريحاني في كتابه الوافي جيش أبن سعود الديني القومي ، جيش التوحيد (تأريخ نجد في العصر الحديث الفصل 28 البدو والهجر 232 ) ،أما نحن فسنعتمد أساسا الى جانب مصادر أخرى على كتاب جزيرة العرب في القرن العشرين للوزير المفوض والمندوب فوق العادة للملكة السعودية في لندن، وهو من الكتب المهمة فمن منجزات الامام (آنذاك وفيما بعد الملك) عبد العزيز بن سعود أن عمد الى توطين بعض البدو الرحل (الموغلين في القفر) في تجمعات عرفت "بالهجر" فبدأة في الأرطاوية سنة 1911 وسكانها من قبائل حرب والمطير ثم هجر غطغط ثم هجر دخنة و اخذة هذه الهجر بالتوسع فبلغت في فترات قصيرة اكثر من ستين هجر شملت قبائل مختلفة ، وسميت هجر لانهم هجروا الحياة البدوية في الترحال ، بل سموها كما في الإسلام حياة الجاهلية وحياتهم الجديدة هي الإسلام وعداهم وأصحاب المدن كفرة يجب قتلهم ، هؤلاء البدو باعوا ابلهم وحيواناتهم وسكنوا في بيوت الطين بدل بيوت الشعر وانقطعوا للصلاة وسماع المغازي والإسلام الجديد ، طبعا الوهابي، والذي قال لهم : عليكم بالغزو في سبيل الدين الجديد فأن انتصرتم فلكم الغنائم والاسلاب وأن قتلتم فلكم الجنة بأعنابها والحور العين خالدين فيها ابدا مفلحون يعني انكم في كلى الحالتين من الرابحين ،وأما تبقى من الوقت فكان للتدريب العسكري ، ولكنهم في الواقع لم يهجروا بل ازادوا في البدوي الغازي المتعصب وتزودوا من جديد بتبرير شرعي لغزواتهم، فكانوا يقولون للغزوات "هبة هبوب الجنة أين أنت يا باغيها" وتودع الام أبنها قائلة: " اللهم أجمعنا وأياهم في الجنة "وهكذا كفل بهم ابن سعود النصر في معاركه والقضاء على كل معارضة وتوسيع ملكه ، وأما لماذا هم اخوان فيعود الى الآية {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها.....}(سورة آل عمران89/3 هجرية عدد الآيات 200 الآية 103 ) ( ثم ورث هذه التسمية الاخوان المسلمون بل ورثوا اغلب ما درجوا عليه النجديين ولا عجب فالمؤسس واحد) أما لباسهم فلا داعي أن نصفه لكم فهو أمامكم لبس القاعدة وداعش الثوب القصير[ حدثنا آدم : حدثنا شعبة: حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيﷺ قال: ما أسفل من الكعبين فهو في النار] ( صحيح البخاري 77كتاب اللباس حديث رقم 5787 ) وهكذا تشبعوا بإسلام لا يعترف بأي مسلم آخر حتى على عبد العزيز انقلبوا لأنه استخدم التلفون الكافر والسيارة الكافرة ورحب بطبول المحمل وتحادث مع الإنكليز
أكبر انتصارات عبد العزيز في معاركه خاصة على أبن الرشيد وعلى مملكة الهاشميين في الحجاز كانت بفعل من الاخوان النجديين وهكذا تخلص أبن سعود من اشد اعدائه واخضع الجزيرة تحت سلطانه ولكن وبعد أن ادوا دورهم أصبحوا عبئا عليه وعلى تحالفاته وتطلعاته الجديدة فقضى عليهم في حروب استمرت لسنوات ومات قائدهم فيصل الدويش (كان الدويش هذا من أكبر قواد عبد العزيز وعندما احس بهزائمه امام ابن سعود بعث برسالة عام1929الى الامام عبد العزيز يقول فيها: كيف تريد منا أن نكف عن الغزو وهو مصدر رزقنا ورزق عشيرتنا الوحيد فأما أن نغزو المشركين في العراق والأردن والكويت ونأكل من الغنيمة أو نغزو القبائل التي من حولنا لنعيش على سلبها" وقد تم القضاء عليهم بمساعدة الإنكليز وتلك قصة أخرى.
المهم في الامر أنهم في الواقع لعبوا دورا يشبه دور احباش قريش وهكذا كما يقال يعيد التاريخ نفسه ولكن هذه المرة بأعنف مما كان
قوات الليفي
أما المثل الاخر فهو عموما أخف وطأ بكثير وكان تجربة بسيطة ولم تتطور ولكنها أيضا لعبت دورا وأن كان ضعيفا ونشير اليه فقط لأنه حدث من تداعيات الاحتلال البريطاني في القرن الماضي في العراق ذلك هو أنشاء اللواء الآشوري أو ما عرف "الليفي" من قبل الانكليز ، لقد كانت محاولة لجر أبناء طائفة معينة لاستخدامهم في حروب الإنكليز مع أبناء العراق الاخرين ، فقاموا بتجنيد مجموعة من الأشوريين وتدريبهم وتسليحهم ولكن تلك التجربة فشلت بل وولدت حقدا لدى الحكومة والتي قامت في وقت لاحق في عام 1933 بمذبحة سميل، والتي قام بها الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي والذي و يا للعجب منح وساما عليها ، على الرغم من الآشوريين هم السكان الأصليين في العراق ، ولكن الإنكليز ارادوا أنشاء قوات خاصة مرتبطة بهم مباشرتا.
أحباش الفرس
وهكذا يسير بنا الزمن لنصل الى ما بعد 2003 حيث الاحتلال الأمريكي والذي جعل العراق ساحة للدول الإقليمية في المنطقة تتنازع عليه فمن الزرقاوي الى داعش وهم أيضا يمكن أن نعدهم من الاحباش الذين مولتهم ودعمتهم أطرافا خارجية وما قاموا به من احتلال وتدمير وقتل مما أعجز القوات العراقية على مجابهته فكان أن أفتت المرجعيات الدينية بضرورة الجهاد فتطوع عشرات الالاف وانخرطوا في القتال والعشرات منهم دفعوا حياتهم ثمنا للقضاء على ذلك الخطر. وتلك تضحيات شريفة ومقدسة ويخلدها التأريخ العراقي
ولكن تلك الحالة وفرت الوقت والأسلوب المناسب لزرع مجموعات إرهابية مستغلة الشعارات الطائفية والفوضى التي عمت وضعف الدولة فخلقت احباشها ،مجموعات من الجهلة مستلهمة افكارها عن أولئك الاحباش القرشيين أو النجديين فأخذت تلك المليشيات تتستر تحت واجهة أولئك المقاتلين الحقيقين ومستغلة دورهم وتضحياتهم ، فارضة هيمنتها على الناس تحاسب المواطنين وفق معاييرها ومعتقدتها ، وكما أن غالبية احباش قريش لم يكونوا على دينها ، كما تقول مصادر التاريخ، أو كما قال النبي حينما رأى الحليس سيد الاحباش مبعوثا من قريش" أن هذا من قوم يتألهون" ( السيرة النبوية لابن هشام الجزء الثالث ص 200-201 ) أي انهم لم يكونوا من عبدت الاصنام ، بل ربما هم نصارى على دين الحبشة فأن احباش الفرس ليسوا على دين الشيعة " على أن انهم وأن كانوا في الجوهر احباش إلا أن أسلوب العمل بين الاحابيش في الفترتين فأحباش قريش كانوا قوة للغزوات وللدفاع عن قريش ولم تستخدم للاغتيال أو الخطف وكانوا قوة علنية تحمل رايتها أما أحباش اليوم فهي أشبه بجهاز سري مع كاتم الصوت تتصيد الافراد العزل الذين ليس لديهم غير التعبير وسيلة للمطالبة وكما قيل في الاخبار قديما: خرجت قريش بأحابيشها" نقول خرجت فارس بأحابيشها
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |