الله ...حيث يجب أن يكون إفتراضيا

ماجدة منصور
2020 / 10 / 30

الله إفتراض: لكنني أريد أن يكون إفتراضكم في حدود مايمكن أن يحيط به الفكر.
هل يمكنكم الإحاطة بإله؟ هذ يعني بأن لكم إرادة معرفة الحقيقة و أن يتحول كل شيئ الى مُدرك بالفكر البشري ـ مرئي بالعين البشرية و محسوس بالحواس البشرية !عليكم أن تدفعوا بالتفكير حتى منتهى ما تدركه حواسكم.
أما ذاك الذي تدعونه عالما فليكن من إبداعكم أنتم أولا: وليغدو فكركم و صورتكم و إرادتكم كلها شيئا واحدا داخل هذا العالم و الحق اقول لكم : إن ذلك من أجل غبطتكم أيها الساعون الى المعرفة.

و من أين لكم أن تتحملوا عبئ الحياة من دون هذا الأمل ، ايها السالكون و الساعون للمعرفة ؟؟
لا في اللامعقول و الغير مٌدرك ينبغي أن يكون موطن ولادتكم.
لكنٌ / و لكي ابوح لكم بكل مافي قلبي أيها الأصدقاء: لو كانت هناك آلهة فكيف يمكنني أن اصبر على أن لا أكون...إلها! إذا: ليس هناك من آلهة
لقد توصلت لإستدراج النتيجة، لكن هاهي النتيجة بدورها الآن تسحبني عميقا.
الله إفتراض: لكن من يا تٌرى يستطيع أن يتجرع كل معاناة هذا الإفتراض دون أن يموت؟؟؟هل ينبغي أن يٌحرم المبدع من إيمانه و الصقر من التحليق في الأعالي المنذورة لتحليقه!!
إن الأعالي منذورة لتحليق الصقور.
إن الله بصورته الحالية هو فكرة تجعل كل مستقيم معوجا و كل ما هو ثابت تجعله في حالة دوران .
ماذا؟؟
الزمن يضمحل؟ و كل ما هو زائل باطل!!!مثل هذا التفكير دوامة و دوار يتعتعان هيكل الجسد البشري و يصيبان الأمعاء بالغثيان ايضا.
الحق الحق أقول لكم: مرض الدوار أسمي مثل هذا الإفتراض.

خبيثا و معاد للإنسان أُسمي هذا كله: كل هذه التعاليم التي تُكرز للواحد و الكامل و الثابت و المكتفي بذاته و الخالد.
كُلي ..ثابت...خالد...إنما هو مجرد مثل ليس إلا...و إن الأنبياء و الشعراء ليكذبون كثيرا.
لكن أفضل الأمثال ينبغي أن يكون ذاك الذي يتحدث عن الزمن و المصير: مديحا و تبريرا للعابر ينبغي أن يكون.
الخلق---- إنه الخلاص الأكبر من الألم و هو ما يجعل الحياة تمضي خفيفة و لكن،، و لكي يكون المبدع مبدعا:: ذاك يتطلب آلاما و تحولات كثيرة.
أجل ، لا بد أن يكون في حياتكم كثيرا من مرارة الموت أيها المبدعون فهكذا تكونون المدافعين عن كل ما هو عابر و مبرريه أيضا.
أن يكون المبدع هو الطفل الذي سيولد توا فذلك يتطلب منه أن يكون الأم التي تلد و تتوجع من ألم المخاض أيضا.
الحق أقول لكم : عبر مائة روح مضيت في طريقي و عبر مائة وجع ولادة و عبر مائة لحظات فراق موجع و وداع مؤثر كنت أرى و أعرف أنها هي تلك اللحظات التي يتفتت بها القلب.
لكن ذلك ما تريده إرادتي المبدعة ....إنه قدري و كي أكون أكثر صدقا فإن هذا القدر هو ما تريده...إرادتي الحرة.
كل أحاسيسي تتألم و تشعر بنفسها سجينة و لكن إرادتي تظل تأتيني على الدوام مخلٌصا و رسول مسرة.
الإرادة تُحرر: ذاك هو مذهب الإرادة و الحرية الحقة : هكذا يعلمكم زرادشت.
أنا لا أريد شيئاـ و لا أن أُثمن شيئاـ و لا أن أبدع، ليظل بعيدا عني هذا الإعياء الأكبر.
في السعي الى المعرفة أيضا لا أشعر إلا بلذة إرادة ( الإنجاب) و التحول و إذا ما كانت هناك براءة ما في أحكامي فإنما يحصل ذلك لأنها تحمل في صلبها إرادة الإنجاب.
بعيدا عن الله و عن كل الآلهة فقد ساقتني تلك الإرادة / و ما كان الذي يمكن أن نُبدع لو كان هناك...آلهة!!
لكنها تظل تسوقني مجددا الى البشر ، إرادة الإبداع هذه كما المطرقة تماما حين تندفع الى الصخر.
((إيه يا معشر البشر/ في الحجر يرقد لي تمثال هو صورة الصور....إه...أن ترقد صورتي في أشد الأحجار و الصخور قتامة و كثافة و قبحا!!
و الآن : ها هي مطرقتي تضرب بحنق على جدار سجنكم و غلظتكم و ها أنا أطرق على حجارتكم بعناد كي أفتت أصنامكم لشظايا رقيقة ...ملتهبة...مضيئة...مشعة....خفيفة...جامحة...عابرة للقارات...فإن الطاقة البهية للإنسان قد مرٌت بي...فما لي أنا
و آلهتكم إذن؟؟
أستاذي سامي لبيب: ليس هناك من آلهة خارجة عن إختراع البشر و قد كتبت لكم هذا المقال عندما منعني أساتذة الحوار المتمدن من التعليق على مقالكم الحالي.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي