العاملات المهاجرات (تنبيه ل: فهد الشميري)

إبراهيم رمزي
2020 / 4 / 30

العاملات المهاجرات
(تنبيه لـ: فهد الشميري)

من التعابير الشائعة: أن الله يظهر قوته في أضعف خلقه.
وأضعف خلقه هنا، هن فئة النساء العاملات في: القصور، والفيلات الراقية، والبيوت الباذخة. كمرافقات ومربيات ومعلمات وممرضات ومجمِّلات وحلاقات وخياطات وطباخات وشغالات ومنظفات ...
خصّهن الله بالاطلاع على الأسرار العادية و"الدفينة" للعائلات، وممارَسات كل فرد من أفرادها في حالتي الاستقامة والانحراف.
كما يعرفن أسرار العاملين ـ الدائمين والمؤقتين ـ لدى هذه العائلات: من سواقين وطباخين وبستانيين وحراس، وصناع، وغيرهم .. ويعرفن خفايا العلاقات "السرية" التي تسود بينهم وبين "بعض" أفراد العائلة، إناثا وذكورا، صغارا وكبارا، أطفالا وشبابا وشيوخا.
ولأن أكل العيش مر، كما يقال، فهؤلاء العمال والعاملات يشبِهون الفوطة التي تمسح بها الأيادي النظيفة والأيادي العفنة، وليس لهم إلا خياران، أحلاهما مرّ: الصمت الاختياري، أو الصمت القسري. فهم صم بكم عمي، يتبعون القاعدة الذهبية: "لا أرى، لا أسمع، لا أقول".
أيُّ مجتمعٍ ـ كيفما كان ـ لا يتشكل من "الملائكة" الأطهار فقط، إذ لا بد من وجود فئة "الشياطين"، ولا يتميز الحسن إلا بتواجد القبح بجانبه. ولذلك، فالواجب على من بيته من زجاج، ودرعه مثلوما، وستره مهتوكا، أن يصون أعراض الآخرين عن الهذيان. ويأسو الجراح بدل رشها بالفلفل الحار. وأهم من كل ذلك، عليه ألا يرفع راية العنصرية البغيضة، وليفكر في اعتناق دين الإنسانية قبل أي عقيدة.
ورحم الله يحيى بن حكم الغزال الأندلسي، حين قال:
إذا سالتهم عن رجل بريءٍ ** من الآفات، ظاهِـرُه صحيحُ
فَسًلْهُم عنه: هل هو آدمـيّ؟ ** فإن قالوا: نعم. فالقول ريحُ!
ولكن بعضَنا أهــــلُ استتارٍ ** وعند اللــــــه أجمعُنا جريحُ
ومن إنــعــــــام خالقنا علينا ** بأن ذنوبَــــنا ليستْ تَــــفُوح
فلو فاحتْ لأصْبَـحْنا هروبا ** فُرادَى بالـفَلا مـا نَسْتَــــريح
وضاق بكلّ منتَحِلٍ صلاحا ** لِـنَـتْـن ذُنـوبه البلدُ الــــفَسِيح
30/4/2020

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي