التعليم والتعلم في ظل انتشار فيروس كورونا

حسين سالم مرجين
2020 / 4 / 3

قبل انتشار فيروس كورونا كان الخبراء في التعليم يعتقدون إن احتمال تأسيس مدارس للتعليم الأساسي والثانوي افتراضية، أو فصول دراسية لا جدران لها، هو احتمال افتراضي الكابوسي، وهو أقرب إلى شطط الخيال منه إلى الواقع المحتمل حتى في المستقبل البعيد.
ولكن مع انتشار ذلك الفيروس، الذي أدى إلى إقفال المؤسسات التعليمية كافة، أصبح ذلك الكابوس هو الواقع الذي نعيشه، وتحاول جل الدول والمنظمات ذات العلاقة بالتعليم التعاطي بشكل جدي مع هذه المتغيرات، حيث ينتهي دور المعلم المحفز لعمليتي التعليم والتعلم، والذي كان يُشجع التلاميذ والطلاب على التعليم والتعلم، وصولًا إلى تحقيق الإبداع والتميز، لتنتهي تلك المرحلة وتبدأ مرحلة أخرى، ونسقًا جديدَا من التعليم والتعلم بعيدًا عن مشاركة التلاميذ والطلاب في الفصول، والقائمة على استخدام شبكات الإنترنت؛ كونها أقرب الحلول حاليًا.
وهذا الأمر ربما سيكون أسهل وأيسر في مراجل التعليم الجامعي، لوجود خبرات تراكمية في هذا المجال؛ من جامعات وبرامج افتراضية.
إن الاعتماد على خدمات التلفاز كواحدة من قنوات التعليم الإلكتروني والمعمول به حاليًا في ليبيا، أكاد أجزم بأنها لا تكفي، فالأمر لا يزال بحاجة إلى المزيد من الجهود في إنتاج الأفكار والتصورات مثل: توزيع أقراص المدمجة، وإنشاء شبكات افتراضية بين مؤسسات التعليم، وإنشاء تطبيقات خاصة بكل المراحل التعليمية تتضمن وجود الحصص والشروح، ويمكن مشاهدتها والاطلاع عليها أكثر من مرة.
إن الاستمرار في النهج الحالي في التعليم سيُجر الوطن وأبنائه إلى قيعان الجهل والتخلف، وبالتالي أضحت هناك حاجة ماسة لوجود برنامج وطني قصدي في ليبيا لتنظيم ذلك النسق من التعليم والتعلم في إطار تعاون إقليم ودولي فعال، يخص مراحل التعليم كافة.
ونوجه هنا الدعوة إلى وزارة التعليم بضرورة التفكير بشكل جدي نحو إقحام العملية التعليمية بالحواسيب الإلكترونية المحمولة كونه مدخلاً للإمساك بناصية المعرفة والتقانة في ظل الظروف الحالية.
كما نوجه الدعوة إلى مراكز ضمان الجودة في ليبيا إلى ضرورة بناء وتأسيس معايير خاصة لذلك النسق من التعليم والتعلم حتى نضمن راس مال بشري راقي النوعية، لديه الحد الأدنى من المعارف والفهم والمهارات المطلوبة.
إن الأمل بحاجة فقط إلى التفكير والتدبر بعقلية الممكن؛ التي تعني أن تبدأ اﻵن وفي نفس المكان، وبالمتاح الممكن ولكن بصورة متميزة.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي