في استذكار اليوم العالمي لحقوق الانسان .. غيمة الخيبات في العراق

خليل إبراهيم كاظم الحمداني
2019 / 12 / 10

ما من عنوان يليق باستذكار اليوم العالمي لحقوق الانسان في بلدان الشقاء التاريخي إلا وتكون مفردة الخيبة حاضرة فيه ..وفي العراق ثمة نكهة اخرى معبقة بالدم وبأرواح ارتقت الى عليين وباحلام غادرت العيون وبنشيج امهات الشهداء ولهفة الاطفال للأباء المغيبين .. ترى كيف سنجروء على ان نسترجع شيئا من الأمل وسط هذا الخراب..ونحن ندرك حجم الفشل المروع الذي احاط بكل مؤسسات المنظومة الوطنية لحقوق الانسان ، نعم عندما تكون الانتهاكات بهذا الحجم وبهذا العمق فإن ذلك لايشير الى نجاح او قصص نجاح بقدر اشارته الى الفشل وتتفاقم مشاعر الفشل والخيبة عندما نطالع اهداف هذه المؤسسات في صدر قوانينها او في انظمتها الداخلية بانها مهتمة او تهدف الى حماية حقوق الانسان .. نعم اغلب هذه المؤسسات – سواء في الفضاء الرسمي او الفضاء الاهلي – فشلت في إداء هذي المهمة وسنحتاج الى كم هائل من الشجاعة وقدر قليل من التبرير لأن نعترف بهذا الفشل ومطلوب اعادة النظر بالخيارات المتاحة لملف منظومة حقوق الانسان الوطنية. في العام الماضي ورد في ما يشبه النعي لحقوق الانسان في العراق كناية عن حجم الدمار والعجز في مواجهته او قل التخبط في مواجهته ، وكان بمثابة جرس انذار لقوم يعقلون .. ولكنهم كانوا مرضى ونرجسيون حد النخاع وبوصلاتهم لا تتجه غالبا صوب الوطن الذي تتناسل فيه الخيبات .
المريح في المشهد هو ثورة الشباب على هذا الواقع بشعار نريد وطن .. مجرد احساسهم بسرقة الوطن من قبل شلَة من اللصوص والصعاليك وصراخهم لأسترجاعه رغم وسائل القمع الممارس .. هذه وحدها تطلبت اكثر من ستة عشر عام وغير المريح في المشهد اصرار اسطوري على التمسك بتلابيب السلطة وعدم الخجل المريع للقابضين عليها من حجم الدم المراق والاحلام التي اغتيلت - ولا يزال القمع مستمرا - . ومثل الكثير من الثورات فان شعار الثورة تم رسمه تحت نصب تاريخي اسمه التحرير وبمقابل جبل من الصمود اسمه اٌحد – بناية المطعم التركي وسط بغداد- .. اذكر قبل سنتين رسم احدهم عيَنا تحدَق الى المنطقة الخضراء كأنما تقول للسلطة نحن نراقبكم ..وليس بمستغرب فان السلطة امرت بازالة هذا الرسم الذي ارعبهم واليوم يرعبهم جيل لا وسيلة لتصنيفه ضمن الاعداء ..
ادرك ان هذا العام شهد حراكات شعبية عدة في العالم ( في هونك كونك والسودان والجزائر ولبنان ..الخ ) ولكنه في العراق كان بلون آخر وابتكر فيه مبدعوا الثورة ممارسات اقرب لأن تكون دروسا للأنسانية في الحياة وكيفية العيش وهذا ليس غريبا فاجدادهم السومريون من ابتكر فن الحياة والحب .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي