|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فلورنس غزلان
2019 / 10 / 14
أُصدِر الأمر للألف جندي المتبقين في الشمال الشرقي السوري للإنسحاب بأمر " ترامبي"، وموافقة تحت الطاولة على الاجتياح التركي ، مع تسليم واضح وصريح للروس كي يتسلموا النفوذ والحل، فيتفقوا مع الأكراد من جهة والأتراك من جهة أخرى باعتبار روسيا " الناطق والمسؤول الأول عن سوريا ككل" وبدأ التفاوض مع الأتراك ، و على أساسه سُمح لقوات من الجيش السوري بدخول بعض المناطق، ــ بالطبع نتحدث هنا عما تم الاتفاق عليه لا عن المعلن ــ كقول الأكراد انهم تواصلوا مع النظام أو توسطوا لدى روسيا للاستعانة بجيش النظام!، دخول جيش النظام السوري المناطق الكردية والتي أعلنت في السابق "كحكم ذاتي" لايعني البتة أن حرباً ما توشك ان تندلع بين تركيا وسوريا " النظام"، فكلا الطرفين لامصلحة له في الحرب ، لأنه يعني حرباً بين روسيا وتركيا، الجيش السوري يعرف ونعرف قدراته أمام القدرات التركية، لكن الحسم بدأ ومفاوضاته تسير على قدم وساق بين روسيا وتركيا، وكلاهما سيخرج " منتصراً مع اختلاف نسبي بين ماستحصل عليه روسيا وماسيحصل عليه أردوغان "... أردوغان يريد إبعاد الأكراد عن حدوده ، وهذا سيؤمن له من خلال تواجد القوات النظامية السورية وإبعاد القوات الكردية إلى مايقارب 30 كيلو متر عمقاً ــ وهذا ماطالب ترامب ناصحاً الأكراد بتنفيذه ــ ، لكن سيظل لتركيا قوات رمزية متمركزة في المناطق التي احتلها حتى الآن ، إنما لن تفي بمشروع " المنطقة الآمنة"، إذن الخاسر الأكبر في هذه الخطة الجديدة هو الأكراد ...وحلم الدولة يسير في طريق التلاشي إنما ربما ...يحصلون مستقبلاً بعد أن تُحَل بشكل ما القضية السوريه وأقول ثانية... ربما ... تنشأ حكومة فيدرالية في سورية ، ومن خلالها يُعطى للأكراد حكماً ذاتياً حينها.
النفوذ الأكبر " المشروع" أميركياً ونظامياً وبالتالي أوربياً ...لأنه فعلياً لم يبق قوات غربية في شمال شرقي سوريا تحت ماسمي بقوات " التحالف الدولي"، فالقليل من القوات الفرنسية ستلحق بالانسحاب كحليفتها الأميركية،... نفوذ روسي مكرس ومُشَرعَن فعلياً وإن نُفِذ شكلياً بصورة القوات السورية النظامية...وبهذا يصبح الاحتلال الروسي من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب واقعاً مسموحاً بتواجده ...وما من معترض أو شاهراً اصبعاً سوى صراخ من بقي فيهم بعض النخوة الوطنية السورية، وعلينا ألا ننسى النفوذ الإيراني المسموح له روسياً في بعض المناطق حتى الأن !.
هل نقول أن الحرب ستتوقف في الشمال الشرقي السوري قريباً ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة ، وتتضح معالمه من خلال السعي السياسي الروسي ــ التركي، والضغط الأوربي الضعيف.