|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رائف أمير اسماعيل
2019 / 7 / 4
لم يُعرف حضارة لخلايا البروكاريوت، وحيدة الخلية التي عاشت أكثر من ملياري سنة بعد تشكل كوكب الأرض ، لكن عُرفت لخلايا اليوكاريوت حضارة عندما استطاعت بمحتوياتها الكيميائية الكبيرة أن تؤسس علاقات فيما بينها، تطورت تدريجيا حتى أتت بالإنسان على قمة شجرتها، الذي تميز عن سلفه من الثدييات والرأسيات بمزايا عديدة كانت ذروتها أن دماغه قد تعقد كثيرا إلى حد أن نصفي مخه قد تمايزت عن بعضهما مولدة المحاكاة الداخلية لينتظم السؤال أكثر( وهو مايطلق عليه سؤال النفس لنفسها).
لقد استطاع وزن دماغ الإنسان الكبير بالنسبة إلى وزنه مقارنة بالسلف أن يخزن معلومات أكثر عن المكان والأشياء من حولها، مثلما استطاع أن يبوبها في توقيتات فاكتشف الزمن كمفهوم مستقل. بعدها تحولت الحاجة البدائية المباشرة لعلاقة اليوكاريوت أو أسلافه من البروكاريوت "المقتصرة على العلاقة الكيميائية والمتمثلة بطلب الغذاء" إلى علاقة فردية وجمعية متشابكة تريد الاستفسار عن أسباب هذه الحاجة فولدت الفلسفة لتسأل وتشك وتفترض، وولد العلم ليجيب. وكلما تعقدت الشبكة العصبية وانتظمت أكثر كلما تخصص السؤال الفلسفي العلمي أكثر فولدت تخصصات العلوم ومنها علم الفيزياء وتخصصاته.
ومثلما اختلفت أدمغة البشر كحاصل لاختلاف كل الأشياء في الكون ومنها الداخلة في تركيبته الكيميائية اختلفت الرؤى وبرز منها ماهو يمكن قبوله منطقيا أو تجريبيا، فبرز الفلاسفة والعلماء كقمة باحثة متجددة تشبه قلنسوة جذر النبات، لاتهدأ حتى تكتشف الغموض.
حار الإنسان بالوجود من حوله وبنفسه، حار بالأصل والسعة والعلاقة بين الأشياء فلاحظ ورتب ملاحظاته ووضع نظرياته كأسس للانطلاق إلى ما بعدها.
شك الإنسان منذ بدايات الحضارات القديمة في وادي الرافدين والنيل بأن الوجود واحد ومترابط ، ثم راح يبحث عن البنية والبناء. فاقترح اليونانيون ان الوجود متكون من ذرات تمثل نهاية تقسيم الأشياء. وبطبيعة الحال يتحتم عن هذا: إن المكان هو الحيز الذي توجد فيه الذرات، والزمان هو التغيير الذي يحصل على حركتها أو بعبارة أدق هو الحركة ،وإن الوقت هو مقياس افتراضي بشري لتغيير ما.
وكلما زادت الملاحظات والاكتشافات في مجالات الفيزياء والفلك وباقي العلوم ، زادت الحاجة لمعرفة ماهية البنية التي اطلق عليها ذرات، شكلها وماهيتها كي تطابق العلاقات الفيزيائية والكيميائية والإحيائية التي تتراتب فوقها بمستويات وظواهر متعددة ومتنوعة.
لقد ساعدت الكتابة أن يضع العالمُ الصورَ أمامه على ورق، فيضيف إلى المحاكاة الداخلية محاكاةً خارجية لكثير من الوقت، ناهيك عن المحاكاة بين العلماء وشبكاتهم المتجددة في كل لحظة. وناهيك عن الكثير مما اخترعه من وسائل مساعدة مثل المختبرات وأدواتها والنواظير المجهرية والكبيرة، والأهم من هذا كله وصف وتثبيت بعض من العلاقات بمعادلات رياضية.
لذلك تراتبت بحوث علماء الفيزياء حتى جاءت بالنيوتنية ثم النسبية وميكانيك الكم ، تلك النظريات التي استطاعت أن تفسر الكثير من ظواهر الوجود وأن تقدم لنا صورا أولية بنسبة من الوضوح لسلوك الذرة، وصورا أولية لسلوك الكون، آملة أن تتكاثف الجهود لصور أوضح، صور واضحة المعالم تمسك بالذرة والكون وكأنها ساكنة، والإتيان بنظرية موحدة لكل الوجود.
لقد بينت النظرية النسبية حقيقة طوبوغرافية الكون وامكانية اعوجاج الزمكان، وأن سرعة الضوء هي أعلى سرعة في الوجود الكوني ، ووحدة المادة والطاقة.
واقترحت نظرية الكم نموذجا للذرة، ثم نموذج قياسي للجسيمات دون الذرة، وضحت فيه فصائل البوزونات والفرميونات، كل حسب كتلته وشحنته و برمه. وقد تحقق من وجودها في التجارب النووية خصوصا في المعجلات النووية عدا الكرافيتون الذي أعزت قوة الجاذبية إليه، التي هي واحدة من أربع قوى تشد البناء الكوني، والثلاث الأخرى هي الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة والقوة النووية القوية.
سبق أن العالم ماكسويل صاغ في عام 1865 توحيد القوة الكهربائية والقوة الكهرومغناطيسة التي سبقه في ملاحظة وحدتهما العالم فاراداي. وتلا كل العالم محمد عبد السلام والعالم واينبرغ عام 1968في توحيد القوتين الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة.
هذه الخطوات دعت لفيف من العلماء في الاعتقاد بوجود أصل واحد لكل الجسيمات أو الكمّات دون الذرية، سواء كانت فرميونات أو بوزونات. فانبثقت نظرية الأوتار الفائقة الموحدة التي أقترحت أن الأصل ماهو إلا أوتار تهتز بعشرة أبعاد مكانية وبعد زماني واحد، وشكل الاهتزاز هو من يحدد الكتلة والشحنة، فتتكون تبعا له أشكال فصائل البوزونات والفرميونات. ثم افترضت حلولا للتناقض الحاصل بين نظريتي النسبية والكم في تطبيق معادلاتهما على ظواهر الثقوب السود وأصغر حجم لتشكل الكون الذي بدأ منه انفجار بك بانك.
قد يبدو مستساغا للعقل العلمي الرياضياتي أو الهندسي لبعض العلماء افتراض أحد عشر بعدا فيُأمل أن تتواصل الجهود لرسم أرقام أو خطوط على ورقة ببعدين أو بمجسم بثلاثة أبعاد ويقال لك نحن وصلنا لرسم هذه الأبعاد الإحدى عشر فتخيلها انت بدماغ ذو الثلاثة أبعاد. أو لاتتخيل، لا حاجة فهي مكتوبة رياضيا برموز وأرقام؛ لكن العقل الفلسفي لايستسيغ ذلك ، فيظل يبحث عن بدائل، ولن يقبل بالأبعاد السبعة (الماورائية) إلاّ إذا استسلم تماما.
وبما أن هذه النظرية التي تروم أن تصبح يوما (نظرية كل شيء)، وإن أمامها عقود أو قرون كي تكمل معادلاتها، فمضت عقود ولم تأت بجديد، وبما أنها لم توضح لحد الآن أشكال الاهتزازات التي يقابلها أشكال الجسيمات، ناهيك عن صعوبة تبيان محتوى الوتر أو تكوينه، وضرورة تحديد مفاهيم الكتلة والشحنة والزمن بما يقابله من اهتزاز؛ فقد حاولت هنا في هذه المقالة أن أطرح بعض الأفكار على شكل افتراضات متتالية قد تكون مسعى لإعطاء صيغة أكثر قبولا للنظرية للوسط العلمي والإنسان العادي الذي يريد فهم الوجود بطريقة أسهل، وبصور أقرب ألى الرسوم الكلاسيكية منه ألى فنون الرسم التشكيلية الحديثة التي لا يعلم اغوارها إلاّ المطلعون على تشفيراتها.
في البداية، اتفق مع نظرية الأوتار الفائقة بوضع بداية، بداية عملية، أو البدء من مستوى وجودي يمكن إمساكه، وهنا نقول: لايمكن قبول لانهائية تقسيم الأجسام ولاحتى الطاقة، لأن اللانهاية لاتعدُ حقيقة، أو على الأقل ليس لها معنى فيما يتعلق بالبناء الذي يتلو، فلابد من الامساك بأساس، والجسم الكروي المتخيل للجسيمات دون الذرية ايضا هو لايشكل حلاّ حتى لو كان له برما ، فهو يعجز عن تفسير ماذا تعني الشحنة الكهربائية أو المغناطيسية . ولايمكن بيان علاقة بين جسم كروي آخر مالم يكن هناك إضافات أو نواقص في كليهما، مثلا ثقوب في جسم ونتوء في جسم أخر فتسمح الحالتين بتكون علاقة دخول النتوء بالثقب. وهذه الحالة الأخيرة لاتضاهي مثلا أن يكون هناك وتر مهتز له برم فيكون مثلا بشكل حلقة يدور حول حلقة أخرى ويمنعها الخروج أو تدخل حلقة في حلقة أخرى لتكوين سلسلة .أو يحدث فراغات تسمح بتداخل الجسيمات مع بعضها، وتكون شحنات التنافر والتجاذب وحتى دخول جسم بداخل آخر وخروجه من خلال هذه الفراغات والنتوءات للتشكل الوتري المهتز، أو تطويق او إعاقة وتر لاهتزاز وتر آخر.
لذلك رأيت أن الأوتار هي الحل الأفضل وكما سيتضح من الافتراضات التالية التي ربما تعالج إشكالات الأبعاد الإضافية (التي قد تبعد النظرية عن مسارها الصحيح) ،ومن ثم تفسر بعض الظواهر، رغم ما يتحتم بأن الأوتار لابد أن تتشكل من وحدات أصغر منها (قد يكون هو التقسيم النهائي) بشكل يسمح باهتزازها بثلاث اتجاهات بخلاف افتراض النظرية أنها الوحدات النهائية أو الأصل. أي أن الأوتار وتشكلات البناء فوقها يمكن اعتباره المرحلة الثانية للتشكل الوجودي وهذه المرحلة هي مايهمنا من فهم العلاقات فيما بعد. أما ماقبلها فيُلبي الحاحنا الفلسفي الذي ربما يمكن اكتشافه مستقبلا من خلال مدْ مساقط الفهم لنظرية الأوتار.
الافتراضات:
1- بعد الزمن المذكور في النسبية كبعد رابع، والتي اعتمدته نظرية الأوتار الفائقة هو الحركة أو الإهتزاز .
2- الحركة تحرك (تهز) الوتر فتتكون الأبعاد المكانية.
3- ينثني الوتر خلال فترة زمنية فيكون بعدين متعامدين ليكون المستوي الهندسي(السطحي) وفي فترة أخرى ينثني أحد البعدين أو كليهما بشكل عمودي على المستوي الأول فيكون شكل ثلاثي الأبعاد. يمكن التخيل لأبسط شكل هنا أن ثعبانا يسير فيكوِّن البعدين السطحيين ثم يرفع رأسه لتتكون ثلاثة أبعاد.
وبذلك يتكون لنا 3 أبعاد في المرّة الأولى (بعدين مكانيين زائد بعد الزمن أو الحركة) وفي المرة الثانية عندنا 4 أبعاد (ثلاثة مكانية زائد الزمن). وبذلك يكون المجموع 7 أبعاد بجمع المدّتين.
4- الأبعاد 3 المشار إليها هي الطاقة (لاتمتلك كتلة أو حجم).
5- الأبعاد 4 المشار إليها هي الكتلة (المادة التي تمتلك كتلة وحجم).
6- الأبعاد 3 و 4 تتحول إحداهما إلى الأخرى( كل منهما تبقى لفترة زمنية ضئيلة جدا)، فتتكون ثنائية (الجسم - الطاقة) في الألكترون وربما غيره من الجسيمات دون الذرية من فصيلته. وهذه الحالة تفسر ايضا قانون اينشتين: الطاقة= الكتلة في مربع سرعة الضوء، حيث تتحول الأبعاد 4 الى 3 لفترة بشكل نهائي، إلاّ إذا تعرضت إلى مؤثر خارجي ما يعيد إلى حالة التبادل أو إلى الكتلة كما هو متوقع نظريا وكما أجريت تجارب في المعجلات النووية أخيرا.
7- التحول في الأبعاد من 3 الى 4 وبالعكس غير متساوي زمنيا بالضرورة . ولا بالضرورة أن تتساوى المدد الزمنية لبعد 3 وحدها أو 4 وحدها في الجسيمات دون الذرية المختلفة. وهذا التحول المتبادل هو مجال زمن ميكانيك الكم وتأثيراتها وعملها.
8- التحول المتبادل بين 3 و 4 يبقى لفترة زمنية قصيرة (كأن تكون بنسبة 40% من الزمن الكلي)، يليه أن تبقى الأبعاد 4 لفترة زمنية أطول منها بكثير( 60%) من الزمن الكلي وهو مجال نسيج الزمكان "مجال النسبية" ومظاهره الجاذبية أو الفضاء أو التشكل الكوني. وبذلك يكون لدينا 11 بعد خلال المدة الزمنية الكاملة، 8 مكانية و3 زمنية (الزمن الكلي).
9- وبذلك لاوجود لأبعاد إضافية غير متعامدة في نفس اللحظة عدا الأربعة المعروفة . والأبعاد الإضافية التي أشارت إليها نظرية الأوتار الفائقة هي مستويات زمنية للأبعاد المكانية 2 و 3 ليس إلاّ. وهنا يمكن لمستوى زمني بعدي أن لايكون متعامدا مع الذي يليه فتبدو وكأنها هندسة فضائية جديدة (وكأنها فذلكة هندسية لايمكن تخيلها)، فتتعامل الرياضيات مجتمعة مثلما تعامل اينشتين مع الزمن كبعد رابع وصعوبة إضافته في التصميم الثلاثي المتعامد كتصور للعين البشرية والدماغ رغم دوره البعدي.
وشكل "كالابي ياو" الذي افترضته نظرية الأوتار من الممكن أن يكون هو الشكل المختلط للاشكال المتحولة التي افترضناها عندما يتم رصدها بالزمن الكلي المفترض.
10- مثال مجسم: لو فرضنا ان هناك كرة تتمدد وتتقلص بسرعة هائلة بحيث لانرى الكرة الصغيرة لعدم قابلية العين تمييز الزمن الضئيل للتحول (كما يحدث مع خطوط مسح التلفاز)، ومرّ جسم بسرعة اثناء التقلص من فوق الحجم الصغير فاننا سنتعجب كيف يخترق هذا الجسم الكرة، وهذا يوضح علاقة بين الجسيمات دون الذرية التي هي عبارة عن أشكال وترية مهتزة. ويوضح أن الأبعاد الإضافية جاءت بسبب التحول وهي ليست أبعادا إضافية في الحقيقة لأنها ليست ثابتة.
11- الحاجة إلى أبعاد إضافية: أظن، إن الحاجة لأبعاد إضافية ليست هي الآن ترفا نظريا وأنما لجمع الطاقة وفهم ماهية ما عند التعامل مع ميكانيك الكم، وهي تشبه الحاجة إلى افتراض وجود المادة المظلمة لحساب كمية المادة التي تتناسب مع دوران المجرات، وافتراض الطاقة المظلمة الممدة للكون والتي تعاكس الجاذبية الكونية التي تسحب لينكمش الكون. ربما كانت البداية في افتراضات آينشتين متعلقة بدفع خيال الإنسان لتقبل البعد الرابع وانسجامه مع طوبوغرافية الكون ثم برزت الحاجة الفعلية لها فيما يجري فعلا داخل الذرة وتوحيد مجالات القوى الأربع.
وأظن أن المثال التالي يوضح هذه الحاجة: طيارة تسير بمستوى نظرنا ونفهم أنها ستطير بدائرة وترجع إلى نفس النقطة وتحتاج أن تصرف 100 لتر بنزين ، لكن عندما تعود يتبين انها صرفت 120 لتر وعند التدقيق في المستوى وتتبع الدائرة وحساب الزمن يتبين أنها تأخرت في نقطة وصرفت الـ20 لترا الإضافية بينما هي لم تتوقف، فنحتاج إلى مستوى نظر عمودي على قطر الدائرة فيتبين أنها ذهبت من هذه النقطة إلى المركز ثم رجعت. وبعد حساب المسافة يتبين أنها تحتاج فقط إلى عشرة لترات وليس إلى 20 لتر وهكذا نفترض في نقطة أخرى على هذا المسار توقفت أيضا ثم يتبين أنها نزلت بشكل عمودي (أو نفترض أنها ذهبت إلى بعد آخر) وصرفت الباقي وهكذا عند حساب الصرف المطلوب وبيان نقصان ايضا وافتراض بعد آخر.
ويعني هنا، إن البعد الإضافي يمثل اختلاف في اهتزاز وتر عن نسق اهتزاز عدد من الأوتار متخذة حالة تمثلها أبعاد محددة، أو في الوتر الواحد يحدث اختلاف اهتزاز جزء من الوتر عن نسق من اهتزازات باقي الوتر المتخذة فيكون بعدا إضافيا للنسق التي كونت أبعادا محددة.
12- الأوتار لاتصطدم الواحدة مع الأخرى، فتبقى بينهما مسافة تمثل حيز خاص بالوتر، يكبر بكبر الاهتزاز. ولاتلتحم مع بعضها، إلا من أطرافها فتشكل نسيج الزمكان، ولو التحمت من أي مكان من سطح الوتر لإنهار الكون كله في سنوات قليلة، وربما تصح حالة انهيار الكون مع الاصطدام أيضا. واهتزاز الأوتار مع الاحتفاظ بالحيز الخاص أثناء الاهتزاز في أي فراغ (عدم) هو من يتسبب في توسع الكون. ( الضوء في الحقيقة لايصطدم مع شيء آخر. المواد لاتصطدم مع بعضها وانما تنعكس عن بعضها عن بعد).
13- الحركة الدودية للضوء: الضوء يسير مثل الدودة. و سرعة الضوء لها علاقة (بسرعة الحركة أو الاهتزاز في الوتر أو سرعة الزمن الذي هو كما اسلفنا يمثل القوة المحركة للوتر) وأيضا (بالفعل ورد الفعل).أي بين الوتر ب3 أبعاد (أو الطاقة أو الضوء) و بين نسيج الزمكان (المتحرك باتجاه توسع الكون والمتموج مثل آلة النسيج)؛ بسبب الافتراض: إن لكل جسم حيزه الذي لايمكن أن يخترق جسمه جسم آخر لكن من الممكن أن يتداخل معه. وبما أن الجسم مهتز فأنه يفقد موقعه لصالح جسم أخر مهتز يشغل جزء من جسمه جزء من موقع الجزء الأول. وهذا يفسر عملية دفع جسم لجسم آخر، وكذلك ظاهرتي التنافر والتجاذب(توضيح أكثر في النقطة اللاحقة رقم 22).
أي، إن الضوء لايمكن أن يسير في العدم، إلاّ في المسافة بين خيط نسيج وآخر بحيث لاتتعدى طول انحنائه أو طوله الموجي، ويفسر هذا تأثره بنسيج الفضاء الزمكان وانحرافه بالجاذبية أو ابتلاعه وربما تهشمه من قبل الثقب الأسود. ويفسر هذا الافتراض أيضا سبب محافظته على سرعته في النسيج وبيان عدم فقدانه طاقته بالانعكاس أو بالانكسار.
مسير الجسم ومنه الضوء يمكن تحديده بالنسبة لجسم ثابت، وايضا بالنسبة لنسيج الزمكان ، وذلك يكون نسبيا لأن النسيج هو متحرك أيضا.
14- تختلف طاقات الموجات الضوئية بحسب موقع الانثناء في الوتر.
15- تختلف الكتل بمواقع انثناء الوتر لتكوين البعد المكاني الثالث.
16- تفسير تأثير الراصد على تجربة ثنائية الالكترون(جسيم- طاقة) هو بسبب حركة الراصد وتأثيرها على اهتزاز نسيج الزمكان التي تؤدي إلى تكون البعد المكاني الثالث للألكترون وتحيز عملية التبادل المذكورة أعلاه الى الأبعاد 4 بدلا من 3 لفترة أطول. مع الانتباه إلى ان مجموعة من الالكترونات في لحظة ما تتخذ أطوارا مختلفة من حالة التحول.
17- من الممكن تخيل أن كواركات البروتونات هي عبارة عن حلقات من بعدين تدور أحدهم بدوران عمودي حول الأخريات . ويجري الفصل بينهما في المعجلات بتوحيد الاتجاه، أو يتم دفع أحدهما لتخرج في لحظة زمنية قصيرة جدا قبل أن يرجع أحدهما فيلتف حول الآخر. ونفس الطريقة تحدث عند إبعاد فوتون لالكترون من مداره.
18- فناء الالكترون بالبويزترون هو انحلال البعد الثالث لكليهما من خلال تقاربهما إلى الحد الذي لايسمح باهتزاز البعد الثالث لكليهما وبالتالي تحول كل منهما الى فوتون ببعدين.
19- من الممكن تداخل الأبعاد مثل شخص يتنقل بين غرفتين بسرعة هائلة فيكون جزء من صورة فيها اشخاص آخرين موجودين في كل غرفة على حدة . وأيضا هذا المثال يصلح لتوحيد القوى اذا اعتبرنا ان الشخص في كل غرفة يتصرف بتصرف خلاف تصرفه في الغرفة الأخرى أو الوضع الذي يتخذه، مرة جالس او مرة واقف، أو مرّة وجهه إلى الكاميرا وأخرى عكس ذلك فلانعلم أنه الشخص نفسه. وهذا يفسر التداخل في بعض الظواهر في البناء الكوني وظهور حالات لايمكن تفسيرها بالأبعاد الزمكانية الأربعة.
20- التشابك الكمي: لو كان هناك شخصان على كرة كبيرة وهما لايعلمان أنهما فوق تحدب كبير، فتصوروا أنهما على سطح مستو مثل ماكان يعتقد قدماء البشر بالنسبة للارض، وكان تحت كل منهما نفق والنفقان يؤديان إلى حفرة فيها أرنب فسيعتقد الاثنان أنهما يريان أرنبين، الأول يرى أرنب من الأمام والآخر من الخلف. أي ان التشابك الكمي ربما يفسر طوبوغرافيا، حيث ان الالكترونين او الفوتونين (كل فوتون متجمع ككمة حجمية بسبب اخضاعها للبرم ) يتم ابعادهما عن بعضهما مكانيا لكنهما يبقيان متصلان ببعد الزمن لكليهما بعد توحيده لكليهما. ويمكن التشبيه ايضا ان الأبعاد المتعامدة كل جسيم تتسق مع الأبعاد المتعامدة للجسيم الآخر فيما يتعامد الزمن على كليهما ويحركه وعند قلب أحدهما لابد أن ينقلب الآخر. وهنا سيتطور مفهوم الزمن كطوبوغرافية من الحركة تغمر الأوتار قبل الاهتزاز وبعده، مثل وضع أشياء في سائل متحرك.
أو هناك تارجح بين حالة تشكل القوانين الفيزيائية وعدمها، يعني بعد واحد بلا اهتزاز ثم ظهور الأبعاد تباعا. مع ملاحظة: لاتوجد مسافة بين جسمين إذا خرجا من نسيج الزمكان أو خرج جزء منهما، فيبقى الجزء ضمن الزمكان منفصل والجزء خارجه متصل.
21- الاهتزاز يؤدي ان يكون الوتر او جزء منه في اكثر من موقع في لحظات متتالية وهذا يعني ان الالكترون وباقي الجسيمات دون الذرية تتواجد في اكثر من موقع في مدة زمنية قصيرة جدا وبالتالي علينا أن نتصور أن الكون له أشكال متعددة ومتداخلة وعلاقات متداخلة خلال اجزاء صغيرة جدا من الثانية الواحدة، وهو ما لا تحسه حواسنا فتعتمد حواسنا من تجميع محصلات كبرى بالنسبة لها، مثلما نحن البشر لانرى ماتراه الحشرات بالنسبة للسطوح، فترى الحشرات الدقيقة جبالاً لانراها نحن.
22- هناك افتراض آخر ، بعض الأوتار تلتف حول نفسها في طرف منها فتشكل الجسيمات التي تكون كتلتها صغيرة جدا وغير محسوسة،أو مشكوك بها على أنها تمتلك كتلة مثل النيترينو، حيث يمكن الافتراض إن فيه عقدة طرفية مثل حبل مهتز وفي نهايته عقدة. وهذا الفرق الضئيل هوما يميزه عن الضوء.
23- التنافر والتجاذب: لا يمكن تفسير أن الشحنات السالبة بين الالكترونات تكون وحدها كافية لأن يدفع جسم كبير جسما آخر كبير، مثلا يد تدفع كيلو غرام حديد . ونفترض هنا أن الاهتزاز يؤدي إلى احتلال جسيمات اليد مكان أو موقع جسيمات كتلة الحديد بسرعة هائلة وتنتقل عملية الاحتلال داخل الحديد فينتقل بالتالي كله إلى موقع آخر. وفي حالة عدم القدرة على التحريك فان اهتزاز جزيئات الحديد تكون أسرع من جزيئات اليد الضاغطة أو الدافعة بحيث ترجع إلى موقعها دون أن تسمح لجزيئات اليد بالتوغل .
24- القوة المغناطيسية بين مغناطيسين تعني مرور أوتار مهتزة باشكال معينة بين ذرات المغناطيس ومن ثم رجوعها( أوتار الألكترونات الخارجية للحديد) المرور يؤدي إلى دفع الذرات إلى المغناطيس الاول مثل المثال السابق.
25- تشكل الكون: كيف يمكن أن تكون كل مادة الكون مكبوسة في حجم بلانك بينما مادة الكون مبنية بعدد هائل من الذرات وأجزائها التي كل منها أوتار بحجم بلانك . بمعنى كيف أن الكون كله قد بدأ من حجم وتر ثم تمدد بالعدد إلى عدد هائل منه ( مئات المليارات من المجرات وماتحتويه) بغض النظر عن حجم الكون الذي أغلبه فراغ . وكيف تمدد خلال فترة قصيرة أجزاء من الثانية إلى حجم بقدر الكرة الأرضية مثلا قبل انفجاره ؟؟
يصح افتراض هذا إذا فهمنا أن المسألة هي حدوث فتحة أو مايشبه ثقب أسود في بيئة وجودية ومن ثم حدث دخول سريع إليها من حولها وزاد الدخول باطراد وتناسب طردي بزيادة حجم الفتحة بانظمام الداخل إليها تدريجيا بتحولها من حالة إلى أخرى من الممكن تكون حالة انقلاب بالشكل أو بالاهتزاز.
وأخيرا نقول إن كثيرا من الأفكار تبدو مثيرة للسخرية وعدم الاهتمام، لكن بعضها قد يغدو مهما أو مفصليا في المستقبل، أو أنها تقدح أفكارا معاكسة لها تكون ذات جدوى. ومن المهم أن تقدم لأصحاب التخصص، على الأقل أنها تعدل وتغير تفكير صاحبها لو أنها رفضت، فيفكر من جديد باتجاه آخر.
4/7/2019