لدعاة التطبيع

الهيموت عبدالسلام
2019 / 6 / 29

لن أخاطب فيكم يا دعاة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين حسكم الوطني وحسكم القومي وحسكم الإنساني ...
لن أُذكركم بأحرار وشرفاء العالم الذين ساندوا الشعب الفلسطيني والذين قدموا أرواحهم من كل بقاع العالم فداء ونصرة لقضية لازالت ترزح تحت آخر نظام عنصري استيطاني والذي اعتبرته الأمم المتحدة نفسها"إن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية" على غرار النازية والفاشية .
لن أتهمكم بالعمالة والخيانة والطابور الخامس ولن أقول لكم أنه جراء التبخيس والعدوانية التي فُرضت عليكم من قبل المتسلط القاهر سقطتم في الإعجاب به والاستسلام له في حالة من التبعية الكلية ، وأنه بمقدار ما ينهار اعتباركم لذواتكم يتضخم تقديركم للمتسلط وترون فيه نوعاً من الإنسان الفائق الذي له حق شبه إلهي في السيادة والسيطرة كما يقول "مصطفى حجازي" .

سأقتصر علي تذكيركم بما ما يقوله اليهود أنفسهم حول هذا الكيان العنصري :
*"سيغموند فرويد (أصل يهودي ): "إن فلسطين لا يمكن أبدا بأن تصبح دولة يهودية"
* "كارل ماركس" (أصل يهودي ) : يكمُن التحرر الاجتماعي لليهود في تحرر المجتمع كله من اليهودية بصفتها نمطاً من الظلامية الدينية وسيطرة الملكية الخاصة وعبادة المال، فهي بهذا المعنى غطاء فوقي للاستغلال الطبقي ، كتاب "حول المسألة اليهودية"
*حنا أرنت : (أصل يهودي ) الفيلسوفة الشهيرة التي عانت من الاعتقال النازي والتي كانت قد تعاونت في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي مع بعض المنظمات الصهيونية، إلى أنها في 1948 أصبحت من الأصوات المعارضة لإقامة دولة يهودية في فلسطين.
* "آلبرت إينشتاين" : (أبوين يهوديين) الذي رفض قيادة دولة إسرائيل قائلا "إن دولة تقوم على الأسس التي تقوم عليها إسرائيل هي دولة جديرة بالفناء" وانتقد ما فعلته الحركة الصهيونية بالعرب بالقول "ما يُسبب لي حزنا عميقا أن أرى الصهيونية تفعل بالعرب الفلسطينيين أكثر مما فعلته النازية باليهود"..
* "نعوم تشومسكي" : عالم اللسانيات الشهير : (أصل يهودي ) ، اعتبر دائما إسرائيل قاعدة عسكرية حربية لضرب الديمقراطية ودعم الثوراث المضادة.
وإلى جانب هؤلاء هناك العديد من الوجوه الفكرية اليهودية الأخرى مثل فيلسوف الاختلاف والتفكيك "جاك دريدا" و"باسكال بونيفاس " صاحب كتاب "هل من المسموح انتقاد إسرائيل" ، و"جورج سميث" العالم الكيميائي الحاصل على جائزة نوبل ، و"شلومو زند" المؤرخ وأستاذ التاريخ المعاصر في جامعة تل أبيب صاحب كتاب "اختراع الشعب اليهودي " والذي تعرض للتهديد بالقتل ... هؤلاء فقط بعض الوجوه الفكرية ذات الأصول اليهودية التي تعتير أن الحركة الصهيونية أساءت للمُثل الدينية اليهودية وحولتها لنموذج قومي أوربي على النمط النازي ، وكل هؤلاء العلماء والمفكرين والفلاسفة ذوي الأصول اليهودية على اختلاف منطلقاتهم ومقارباتهم اعتبروا أن الحل لليهود هو اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها ضمن منظور كوني متعدد وإنساني .

ليس فقط العلماء والفلاسفة والمفكرون ذوي أصول يهودية مَن وقفوا ضد الحركة الصهيونية وضد مشروعها الاستيطاني ومجازرها بل هناك العديد من المنظمات اليهودية التي تحارب الكيان الصهيوني وتناضل من أجل إزالة دولة إسرائيل :
1/ منظمة ناطوري كارتا اليهودية
تشكلت المنظمة عام 1938 من يهود محافظين سكنوا فلسطين قبل قيام إسرائيل, هم يهود أورثوذكس ،معادون للصهيونية و ينادون بضرورة إزالة دولة إسرائيل
2/ صوت يهودي للسلام
منظمة تنشط أساسا بالجامعات الأمريكية لفك الارتباط بين يهود أمريكا وإسرائيل ، وتنظم حملات من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيين ،وتكوين طلاب ناشطين لدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات الاقتصادية على الكيان الصهيوني وقد شاركت المنظمة في أسطول الحرية لكسر حصار غزة 2012
3/ هعيدا هحريديت
الطائفة الحريدية وهي تيار من اليهود المتشددين دينيا والمعارضين للصهيونية وأكبر تلك المنظمات عددًا حيث تبلغ قرابة 9 آلاف عائلة، تأسست المنظمة عام 1921 وتتولى تنظيم المظاهرات ضد تدنيس يوم السبت في القدس، ويمتنع الحريديون عن المشاركة في الانتخابات العامة للكنيست وتعتبر المشاركة بها أمرًا محظورًا بالمطلق، كما ترفض الحصول على مخصصات مالية تدفعها الدولة، ولا يتحدث أبناؤهم العبرية لأنها لغة الصهاينة.
4/ فوضويون ضد الجدار
تأسست هذه الحركة في العام 2003 تعمل ضد الجدار العازل ، وتقوم على أنشطة بالتعاون مع الفلسطينيين في إطار نضالهم الشعبي ضد الجدار والحصار والاعتداءات العسكرية ضد قطاع غزة وضد الاحتلال بشكل عام. يشارك أعضاء هذه الحركة في المظاهرات التي تجري كل يوم جمعة في قرى بلعين ونعلين والنبي صالح وغيرها. كما تنظم هذه الحركة مظاهرات وأنشطة احتجاجية داخل إسرائيل لإظهار بشاعة وعنصرية الاحتلال داخل إسرائيل
5/ ترابط
تعتبر أن المجتمع الإسرائيلي ناتج عن صيرورة تاريخية استعمارية كان أحد أهدافها الأساسية مشروع كولونيالي تقوده الحركة الصهيونية بحماية القوى العظمى في الغرب لتصبح سمته الأساسية هي العنصرية بين مجموعات المهاجرين ومع الفلسطينيين,
6/ زوخروت
جمعية يهودية نشأت 2002 ،تعمل لتعميق الوعي لدى اليهود في إسرائيل بالأزمة الفلسطينية، وتدعو لتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتُحمل اليهود الصهاينة المسؤولية عن أحداث النكبات والمجازر التي ارتكبوها وتعتبرها وصمة عار في طريق السلام العادل والمصالحة بين اليهود والفلسطينيين.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي