|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
الهيموت عبدالسلام
2019 / 5 / 12
الجماهير ليست لا ثوريةً ولا إصلاحية ، وليست لا مَلَكية ولا جمهورية ، وليست لا كاثوليكية ولا بروتستانتية ، وليست لا رأسمالية ولا اشتراكية ، وليست لا شجاعة ولا جبانة ،وليست لا مؤمنة ولا كافرة وليست لا إلاهاً ولا شيطانا...
الجماهير كتلة بشرية مزاجية متقلبة تخضع لتأثير الأوهام منذ فجر البشرية ،الجماهير تنقاد للخطباء البلاغيين ولمُحركي الغرائز ولزارعي الأوهام ولمن يُجيدون العزف على أوتار المخيلة الشعبية ، الجماهير تكره العقل والبرهان والمنطق وتنجذب للعواطف والانفعالات والعقائد الإيمانية الدينية
في إطار استعمال الخيال الشعبي والمعتقدات الدينية للسيطرة والتحكم في الجماهير قال "نابليون بونابارث" في مجلس الدولة الفرنسية كلاما بالغَ الأهمية « لم أستطع الانتصار في حرب الفاندي إلا بعد أن تظاهرتُ بأني كاثوليكي حقيقي ، ولم أستطع الاستقرار في مصر إلا بعد أن تظاهرتُ بأنني مسلم تقي ، وعندما تظاهرتُ بأنني بابوي متطرف استطعتُ أن أكسب ثقة الكهنة في إيطاليا ،ولو أتيح لي أن أحكم شعبا من اليهود لأعدتُ من جديد معبد سليمان ،» وربما لم يفهم أي رجل كبير في العالم منذ "الإسكندر المقدوني" كيف ينبغي جذب الجماهير والتأثير على مخيلتها مثلما فهم "نابليون"، فقد كان همه الأول والدائم الضرب على وترها وإدهاشها ،وكان يفكر فيها أثناء انتصاراته وخطبه وفي كل حالاته ،وحتى على فراش الموت كان يفكر في الجماهير ومخيلتها » (كتاب سيكولوجية الجماهير،الطبعة 7 ،ص 88 )
أما عن مزاجية الجماهير وتقلبها وعدم استقرارها على حال من الأحوال فلنضرب على ذلك مثلا« في فترة قصيرة فقط (بين 1790 و1820 ) أي فترة 30 سنة وهو عمر جيل واحد . فقد كانت الجماهير الفرنسية في بداية الفترة مَلكيةً ثم أصبحت ثوريةَ ثم أصبحت إمبراطوريةَ ثم أصبحت ملكية مرة أخرى . وفي نفس الفترة انتقلت من الكاثوليكية إلى الإلحاد ثم إلى التأليهية (مذهب يقر بوجود الله وينكر الوحي والآخرة ) ثم عادت إلى الكاثوليكية الأكثر تطرفا ،وليست الجماهير فقط التي تتغير وتتقلب بهذه السرعة وإنما أيضا قادتُها ،فقد رأينا مثلا أعضاء الجمعية التأسيسية الفرنسية بعد الثورة يبدون أعداءَ ألداء للملوك ولا يريدون لا آلهة ولا أسيادا ،ثم أصبحوا فيما بعد خَدما أذلاء لدى نابليون ،ثم أصبحوا يحملون مواكب الشموع في المواكب الدينية في ظل الملك لويس الثامن عشر» (ن م ص 150 )
2/ هل الجماهير عقلانية ؟
يتحدد وجود الجماهير بوجود القائد المُلهم والمحرك الذي يستطيع أن يقودها سواء كان هذا الملهم نبيا أو مصلحا أو قائدا سياسيا ، والقائد هو من يستطيع بث الإيمان في الجماهير لذلك يعزو الإنجيلُ للإيمان قدرتَه على زحزحة الجبال ،الجماهير تنقاد للقائد من منطلق ديني وتتأثر أكثر بالصور المؤثرة على مخيلتها وبالمعجزات الساحرة والخوارق كصور وليست كوقائع ملموسة ،الجماهير تخضع للبطل الذي يُحدثها عن الانتصارات الكبرى والأمجاد الخالدة والعصر الذهبي والجنة الموعودة ،ولا ينبغي تفسير تَعلق الجماهير بالحاكم أو الإمبراطور دائما بعوامل الخوف والتملق والانتفاع بل يقول "غوستاف لوبون" إنه ليس فقط المتملقون والمنتفعون من كانوا يعبدون الإمبراطور الروماني "أوغست" وإنما روما كلها كانت تعبده وكل بلاد الغال وإسبانيا وآسيا ،فالحاكم ينبغي أن يكون إلاها أو لا يكون لدى الجماهير ، القادة الذين تخضع لهم الجماهير ليسوا رجالَ فكر ونظريات ومحاججات عقلانية بل رجالَ خطابة وتجييش ودغدغة للغرائز الوضيعة ،القائد هو من يهجم على العقل وتحييده وكذا على قوانين المنطق ، والقائد من يُجيد استخدام الصور الموحية التي تترسب في المخيلة الشعبية وليست الأرقام والإحصائيات التي سرعان ما تنساها الجماهير ،القائد من يُحسن خطاب روح الجماهير المكونة من الانفعالات البدائية والمكرسة بواسطة العقائد الإيمانية القوية وهي عقائد أبعد ما تكون عن التفكير العقلاني والمنطقي ،إن روح الجماهير كروح الفرد تخضع لتحريضات المنوم المغناطيسي الذي يجعل شخصاً ما يغطس في النوم وبالتالي يفرض إرادته عليه ،إن القائد إذ يستخدم الصور الموحية والشعارات البهيجة بدلا من الأفكار المنطقية والواقعية يستملك روح الجماهير ويسيطر عليها ،فكيف نفسر أن هذه الجماهير قد ثارت باسم النازية والفاشية في أكثر دول أوربا تحضرا وتقدما ، ولماذا لم تستطع عصور التنوير والحداثة والعلم أن يحول دون ظهور هذه الموجات من العنصرية والبربرية ؟ لماذا يبدو المفكرون العقلانيون التنويريون ضئيلين وغريبين أمام القناعات الإيمانية والعاطفية للجماهير بل ويتعرضون للاضطهاد والاحتقار من طرف هذه الجماهير ؟
3/ آليات القيادة والسيطرة على الجماهير
أ) ظاهرة العدوى
لا تنتشر الأفكار والعواطف والانفعالات والعقائد الإيمانية لدى الجماهير عن طريق الصحافة والإعلان والوسائل العقلية والمنطقية بل عن طريق العدوى التي تنتشر بالقوة التي تنتشر بها العدوى لدى الجراثيم ولدى الحيوانات : فصهيل حصان في إسطبل سرعان ما يعقُبه صهال أحصنة أخرى ،وأي اضطراب أو خوف يصيب بعض الخراف سرعان ما ينتقل الاضطراب والخوف لنفس القطيع ،في باكستان وبنغلاديش... يكفي أن يصرخ افتراء أي معتوه بأن شخصا أساء للرسول حتى تجد الآلاف من الأشخاص يحملون عصيا وقضبانا حديدية ليكسروا ويخربوا كلما وجدوه في طريقهم ولن تجد شخصا يتحرى ويتحقق من صدقية الخبر قبل الانغماس في هذه الهستيريا التدميرية ،ويكفي أن يصرخ أي معتوه في أي شارع من الشوارع العربية والإسلامية مُتهما رجلا أو امرأة بالإساءة للدين أو للآداب العامة حتى تجتمع الغوغاء للتدمير والخراب، الغريب أن بعض الأفراد المثقفين أنفسهم لا يَسلمون من هذه الممارسات الهوسية والتحريمية واللاعقلانية بمجرد أن يدخلوا وسط الجماهير . إن أوهام الفكر السحري والعقائد اللاعقلانية والممارسات الاهتياجية والهوسية تنتشر عن طريق العدوى ،وسريان العدوى وقوتها للتحكم في الجماهير لا تقتصر فقط على الحيوانات وعلى الجماهير بل إن بعض الاضطرابات العصبية كالجنون تنتشر بشكل كبير حتى لدى الأطباء النفسيين بواسطة العدوى بل وإن بعض أنواع مرض الجنون كالخوف المرضي من الأرض الخلاء ينتقل من الإنسان إلى الحيوان عن طريق العدوى كما يؤكد ذلك "غوستاف لوبون" الطبيب وعالم الاجتماع صاحب كتاب سيكولوجية الجماهير.
والعدوى لا تتطلب حضور الجماهير في مكان محدد بل تنتشر عن بعد مثل الانفجار الثوري الذي حصل في فرنسا 1848 الذي انطلق من باريس ليشمل جزءا كبيرا من أوربا وأسقط العديد من الأنظمة الملكية ، والشيء نفسه مع كل الموجات الثورية التي عرفها العصر الحديث ،إن عملية الانتشار بآلية العدوى وبالطرق اللاعقلانية هو ما أثار انتباه "فولتير " قائلا «إن أنذل الأوغاد هم الذين اعتنقوا الدين المسيحي أكثر من مائة عام »
ب/ التحريض
إن "غوستاف لوبون" الطبيب النفسي يقارن الإنسان بالحيوان من حيث الغريزة والعدوى والقابلية للتحريض ، إن التحريض والدعاية في صفوف الجماهير لا تخضع للفكرة المفهومية المنطقية بل تعتمد على الصور المُوحية والمجازية والشعارات البسيطة والقاطعة التي لا تقبل النقاش ،إن أكبر خطأ يرتكبه القائد حين يعتمد في تحريضه للجمهور على الوسائل العقلانية الموجهة للذهن بل القائد من يعتمد قوانين الذاكرة والخيال والصور الإيحائية والشعارات الحماسية والأوامر المفروضة من فوق وطبعا الخرافات والأحاجي والأساطير التي لا تتوفر على الحدود الدنيا من المنطق ، إن التحريض الذي يمارسه القائد على الجماهير مثل التحريض الذي يمارسه الطبيب على المريض حين ينومه مغناطيسيا.
ت/ الهيبة
إن رجالات التاريخ الكبار اعتمدوا على المخيلة والتي عن طريقها بنوا أديانا كالمسيحية والبوذية والإسلام وحركة الإصلاح الديني والثورات السياسية الفرنسية والبلشفية والصينية ،ولم يستطع هؤلاء الكبار أن يحكموا خارج مخيلة الجماهير في معاركهم العسكرية والسياسية والفكرية ،كان "ابن خلدون" انتبه إلى العصبية كبعد نفسي تخيلي في نظريته الشهيرة ، وأشار الفيلسوف "ابن رشد" صراحة في عملية التوفيق بين الشريعة والعقل في كتابه " فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال " حين خلص إلى أن النبي يعتمد المخيلة والفيلسوف يعتمد العقل وأنهما عمليتان متكاملتان وأن الحق لا يضاد الحق.
لا يكفي لقائد الجماهير أن يعتمد آليات العدوى والتكرار والتأكيد لنشر أفكاره وآرائه وعقائده بل يجب أن تكون له هيبة أو كاريزمية بلغة العصر ،إن الهيبة تشتمل على مشاعر الخوف والانبهار وقد تستمر الهيبة بدون شرط الخوف بدليل أن "لإسكندر المقدوني" والنبي "محمد" و"بوذا" لا يزالون يحظون بهيبة كبيرة على الرغم من أننا لم نعد نخشاهم .
إن الهيبة نوع من الجاذبية التي يمارسها القائد على الجماهير وهي هيبة تعطل الملكات النقدية للجماهير وتحل محلها الدهشة والاحترام ، الجماهير أمام القائد تصبح كائنات ممغنَطة ولا تستطيع المبادرة والتفكير خارج ما يمليه القائد أو ما تطرحه نظريته ،لولا الهيبة لما سيطرت الآلهة والأنبياء والملوك والأباطرة على روح الجماهير ، الهيبة نفسها تتعزز بالثروة والشهرة والنسب والألقاب والأزياء الفاخرة ،لذلك لاحظ الفيلسوف "باسكال " مدى حاجة القاضي للتلفع بالرداء الأحمر والشعر المستعار والضابط العسكري للبزة والنياشين والأوسمة جلبا للهيبة .
إن الجماهير تحترم الأقوياء المَهابين وتطيعهم كما تُطيع الدابة المتوحشة مُروضَها على الرغم من أنها تستطيع أن تفترسه بكل سهولة
إن الهيبة الشخصية تختفي دائما مع الفشل ،إن البطل الذي صفقت له الجماهير اليوم قد تحتقره غدا ،وحين يسقط البطل المبجل والمهاب تنتقم منه الجماهير وتسحقه ،ف"روبسبير " الذي قطع الكثير من رؤساء زملائه ومعارضيه حين كان يمتلك هيبة شخصية ،وعندما نقصته بعض الأصوات وضعُف فَقدَ هو الآخر رأسَه حين قادته نفس الجماهير إلى المقصلة والكثيرمن القادة الذين قُتلوا وأُعدموا على يد الجماهير التي كانت تتبعهم ،والمؤمنون يحطمون دائما بنوع من الهيجان تماثيل آلهتهم السابقة.
4/ سلطة الجماهير
في الماضي القريب كان الكتاب والصحافة يلعبون دورَ الموجه للرأي العام ويعملون على تثقيف وتنوير وتغيير تصورات ورؤى الجماهير،الصحافة التي كان كلامها كالوحي أصبح دورها أن تعكس وجهات النظر الذي يخترق الرأي العام ،الصحافة التي كانت تساهم في الثوراث والانتقالات الديمقراطية وتعليم الشعوب أصبحت منشغلة بنمائم المجمع وبالإعلانات التجارية وبصيحات الموضة وبأزياء المشاهير وحياتهم الخاصة وتنقلاتهم ومطاعهم وسفرياتهم وخصوماتهم ،أصبحت الصحافة تأتمر باهتمامات الجماهير على تفاهتها وسطحيتها طبقا لما يقوله المصريون (الجمهور عايز كدة ) ، وأصبح الساسة يتبعون الجماهير بدل أن يقودونها وأصبح الكتاب والفنانون يكتبون ويؤلفون ما تريده الجماهير تماما مثل القسيس في الكنيسة الذي يخطب فيما يريده المؤمنون ، والدليل على سلطة الجماهير أن أصبح البابوات والملوك يخضعون للمقابلات الصحافية ويغردون ويعلقون في مواقع التواصل الاجتماعي، مع سلطة الجماهير لم يعد الملكي ملكيا ولم يعد الجمهوري جمهوريا ولم يعد الاشتراكي اشتراكيا، لم يعد القادة يحرصون على عدم الانحراف عن الأفكار الشائعة والسائدة للجماهير حتى لا تدير ظهرها لهم ،بل أصبحوا في أيامنا هذه هم من يتبعون ويغازلون الجماهير الشعبوية التي تميل "غريزيا" للعنصرية ومعاداة الآخر والكراهية واحتقار المرأة ،انقلاب في الأدوار بين الجماهير والنخب يفسر أيضا بسيادة نزعة الرأسمالية المتوحشة اقتصاديا وبالنزعة الاستهلاكية والتتفيهية اقتصاديا واجتماعيا وبسيادة الشعبوية سياسيا ...لذلك فإن الصحافي إذا لم يكتب ماتريده الجماهير التافهة وما يريده أصحاب الإعلان التجاري سيفقد قرائه والفنان إن اعتمد سمو الذوق والكلمة الهادفة سيفقد جمهوره والسياسي إن خاطب الجمهور بصراحة واعتمد الخطاب العقلاني التنويري سيصبح كمن يقذف في الفراغ أما المفكرون الخلاقون للأفكار فلا تعرف أفكارُهم ونظرياتهم إلا بعد زمن طويل وبعد أن يشبعوا موتا. إن سلطة الجماهير الشعبوية هي سمة العصر الحالي والتي تتميز بالتفاهة والسطحية والتفتيت واللامبالاة والاستهلاك والانحطاط ،هي مرحلة قد تطول وقد تقصر فذلك يعود لرجة شعبية عالمية تفرز قادة عالميين ومحليين وانسجاما مع ما ذكرناه سابقا ستجعل هذه الجماهير الشعبوية نفسها تنقاد لقادة تحررين وتنويريين وتقدمين يخاطبون عقول الجماهير وليس غرائزها الوضيعة والبدائية.
5/ ختاما
تجب الإشارة إلى أن إن نظرية "لوبون" حول سيكولوجية الجماهير والتي تركزعلى السمة المحافظة للجماهير وتحركها عبر الدوافع اللاواعية والنفسية قد قلبت نظرية الجماهير رأسا على عقب ولم تصدم فقط تيارات التنوير والحداثة ومدرسة فرانكفورت التقدمية بل صدمت بشكل كبير المفكرين الاشتراكيين والليبراليين الذي يعتبرون أن الجماهير صانعة التاريخ وتتحرك بشكل عقلاني وتفكر في مصالحها بشكل منطقي عندما تنخرط في العمل السياسي ،وقد تقاطع المفكر الاشتراكي "جورج سوريل" في كتابه "تأملات حول العنف" والذي رغم انتقاده لقول "غوستاف" بأن الجماهير محافظة بطبيعتها ولاعقلانية في دوافعها فإن "جورج سوريل" اتفق مع "لوبين" في الحاجة لأسطورة جبارة أو يوتوبيا لاعقلانية من أجل تحريك الطبقة العاملة وجعلها ثورية ،ويردف "سوريل" أنه لولا الحلم والوهم لما ثارت الجماهير الجائعة لافي الماضي ولا في الحاضر تحت قيادة الزعماء ،ولولا الوهم الطوباوي بتحقيق الجنة على الأرض لما ثارت الجماهير العمالية تحت قيادة الأحزاب الشيوعية ، وكذلك المنظر الاشتراكي الألماني "كارل كاوتسكي " اعترف بأهمية ظاهرة الجماهير وتعقدها يقول « لقد أصبح واضحا كضوء النهار أن الصراعات السياسية والاقتصادية قد أصبحت في زماننا بدرجات متفاوتة من فعل الجماهير» داحضا القول بآليات التحريض والعدوى وتحريك الجماهير لأسباب نفسية التي اعتمدها فهناك أسباب اجتماعية واقتصادية كذلك يقول "كاوتسكي" ولكن يتفق مع "لوبون" في أن الجماهير تظل تصرفاتها غير متوقعة وهدامة وميالة للمحافظة جزئيا وقد ضرب "كاوتسكي" مثلا بالمذابح التي جرت ضد اليهود في أوربا وذبح السود في أمريكا من قبل البيض ، وقد استخلص كاوتسكي قائلا « هكذا نجد أن عمل الجماهير لا يخدم قضية التقدم دائما فما يدمره ليس دائما تلك العقبات الأكثر عرقلة للتنمية ، فالجماهير تجيش العناصر الرجعية مثلما تجيش العناصر الثورية »