ظاهرة الباراسيكولوجي بين الوهم والحقيقة

رائف أمير اسماعيل
2018 / 6 / 29

محاضرة ظاهرة الباراسيكولوجي بين الحقيقة والوهم القيتها يوم 22/6/2018 على قاعة علي الوردي - المتنبي - بغداد

عاش الإنسان على كوكب الأرض وسط عدد هائل من الأشياء والظواهر.. ولأنه كائن حي باحث عن الغذاء، وعن الأمان الذي يحفظ به حياته، وعن المكان والزمان الذي يجد فيه راحته، كان عليه أن يفهم بيئته، وأن يفهم نفسه. وكانت عملية الفهم وسيلة للتنسيق مع البيئة من أجل تلبية حاجياته. لذا، أصبحت هذه الوسيلة حالة متطورة ومتغيرة في تلبيتها حاجات جسمه المتغيرة، والمتطورة بتطور مجتمعه، والمتغيرة أيضا بتغير بيئته.
كانت بعض الأشياء والظواهر مهلكة أو مؤذية له، وبعضها مفيد. وبعض آخرمنها بدت غير مهمة لكلا الحالتين لفترة ما او لإستخدام ما، لكنه عرف بعدها أنه من الممكن تغيير ماهو مضر أو ماهو غير مهم إلى ماهو مهم أو مفيد كلما فهم أكثر، وكلما ابتكر أكثر.
ولأن الإنسان كائن حي اجتماعي تعلم أن يكون فهمه أجتماعيا بحدود واسعة وأن يستفيد كل فرد من من تجارب الأفراد الآخرين، فقد أتفق معهم على عموميات في تعريفات وقياسات لفهم تلك الاشياء والظواهر، خصوصا أنه ولد بينهم وتعلم منهم أوليات الفهم.. من الأسرة والمجتمع؛ فكان ماهو ضمنها عاديا وكان ماهو خارجه شاذا. وهكذا أصبحت بعض الأشياء التي تتكرر عادية، والأشياء التي تظهر فجأة على مسرحه غير عادية. وأصبح لممارساته حدودا من التمكن، بدا شاذا كلما خرج عنها.
أصبح عنده شروق الشمس وطلوع القمر والنجوم عاديا .. بينما لم يكن عاديا ظهور مذنب أو سقوط نيزك ... ثم أصبحت عادية عندما فهمها.
وهكذا أيضا بدا عنده ماهو غير عادي عندما وجد من بني جنسه من امتلك قدرات جسمانية أو فكرية أكبر بكثير من النسق العام فخاف ومجد (الأبطال) و(السحرة) والمخترعين. وبدا له بعد فهم أكبرلممارسات هؤلاء أنه بالإمكان تعميمها وتعلمها لتعود بفائدة أكبر. فأرتأى أن يدقق وأن يتوغل في نفسه وفي الوجود.
ابتكر الإنسان الفلسفة لينظم فيها اسئلته، وليجيب عنها بما توافق مع حدسه ومنطقه الفسيولوجي والاجتماعي. ولأن الأفراد غير متطابقين في الممارسة وفي الأدمغة فقد اختلفت رؤاهم.
ثم ابتكر العلم ليكون الأدق في الفهم كونه يتبع منهجا رصينا يعتمد التجربة التي تخضع بدورها إلى القياس والوصف الكمي والتعميم. فغدا بعض من الظواهر ماهو عادي (يخضع لتعميمه) وبعضها ماهو شاذ يتطلب الاستثناءات في الدراسة العلمية.
تداول البشر كلمة (النفس) لتعبر عن مفهوم يعبر عن ذات (جسد)الانسان وسلوكه .. لكن المفهوم بقي بدون تحديد وبدون قياس مطلق أو تام خصوصا أنه كان متداخلا مع مفاهيم أخرى ابتكرها فكره أو استنتجها .. فقد تداخل مع فكرة الروح ومع مجاهيل الجسد ومع بناءات فلسفية هي الأخرى متداخلة مع بعضها.
وعندما انبثقت العلوم من الفلسفة،انبثق علم النفس ليتخصص في سلوك الإنسان ودوافعه الفسيولوجية المعرفية، محاولا أن يؤسس على ضوء التجربة. فوجد أن بعض الظواهر تقع خارج حدود النفس الانسانية (العادية) فأعتبراها (ماوراء النفس) .. وبما ان التسمية العلمية لعلم النفس هي السايكولوجي ، فقد أصبحت دراسة تلك الظواهر تسمى الباراسايكولوجي.
وهنا أصبح لزاما علينا (أوالأصح) أن نفهم ماهي النفس وماهي حدودها كي نفهم (ماورائها).
رأيت: إن العلوم الطبيعية (الفيزياء والكيمياء والأحياء والفلك وطبقات الأرض) المستندة على (أرض الرياضيات الصلبة) هي الأساس المتين لفهم كل ظواهر الوجود من أشياء وعلاقات. ورأيت: إننا منذ البداية علينا أن نفهم ماتعنيه النفس بموجبها، كي نفهم مايعني (ماورائها). لذا هنا من البداية أرى: إن ماتعنيه النفس هو الجسد والفكر. وبما أن سلوك الجسد ونشاط الإنسان الفكري يخضع فسلجيا إلى نشاط الدماغ فقد ارتأيت أن يكون علم النفس هو دراسة علوم الدماغ فنحدد المفهوم بشكل لايختلف عليه اثنان ، خصوصا عندما تأتي التفسيرات من بعد ذلك متطابقة معه.. تطابق الفكرة والافتراض والتنظير مع المادة. ورأيت أيضا: إننا يجب أن ندقق في مسألة التعميم في تحديد حدود قدرات جسد الإنسان ومنه حواسه وقدراته الدماغية.علينا أن نفهم أولا:إن البشر غير متطابقين في شكل وحجم خلايا الجسم أو كمية ونوع مركباتها الكيميائية وتوزيعها أو حجوم وطبيعة أجزائها ... ولا تتطابق خلية مع أخرى في نفس النسيج ... ولا هي مع نفسها في لحظة أخرى. ولاتتطابق الأنسجة او الأعضاء او الأجهزة، وهذا لايجعل أن هناك حدودا مطلقة لشكل الجسم أو مرونته.. أو مدى تحمله من درجات للحرارة أو الضغط. أو الطاقة المنبعثة من التفاعلات الكيميائية في الجسم. أو توزيع نسب العناصر والتيارات الكهروكيميائية. بين إنسان وآخر وبين الإنسان ونفسه باختلاف الزمان والمكان. فلا يمكننا إلاّ أن نحدد على أساس الأغلبية في زمكان ما.(الانسان أيضا مثلا من ناحية المكان بامكانه أن يرفع أثقالا على القمر ما لايستطيع على الأرض). ومن هنا يكون المدخل لفهم ظواهر الإستشفاء والمشي على النار وغرز الآلات الحادة في الجسم أو التصاق الحديد عليه أو بلع شفرات حلاقة وغيرها عند ربطها مع مدخل فهم الحواس ومدخل فهم الجزء الإرادي للدماغ وهو العقل .
وحسيا، الحواس أيضا لاتتطابق بين إنسان وآخر وبين الإنسان ونفسه زمكانيا. ولايمكن الآن إلا أن نقول إن اغلبية البشر يبصرون أمواج الضوء بحدود 400- 700 مليميكرون متر ويسمعون أمواج الصوت من 20- 20000 ذبذبة/ثا وكذلك بالنسبة لباقي الحواس .. فمنهم ماتكون حدود حواسه أكثر او أقل.ومن هذا يكون المدخل لفهم ظواهر الجلاء البصري والجلاء السمعي .
وفكريا ... ليست أدمغة بني البشر متطابقة تشريحيا وبالتالي فسلجيا ومن هنا يكون مدخلنا إلى فهم ظواهر التنبؤ والتنويم الإيحائي والتخاطر وغيرها.
وعلينا ان نفهم ايضا،أن الكون ليس كله منظم، فهناك نظام وهناك عشواء، وهاتان المسألتان نسبيتان بحسب تنظيم أجسادنا وحاجاتنا وحسب طريقة تنظيم فكرنا واكتشافاتنا.
العِلم، بتعريفه الحديث، يطلق على طريقة التفكير العلمية (مشاهدة تبعث على السؤال ، فرضية، تجربة، تعميم ) والمنظومة الفكرية التي تنتج عنها وتشتمل على مجموعة الفرضيات والنظريات والقوانين والاكتشافات المتسقة والمتناسقة التي تصف الطبيعة وتسعى لبلوغ حقيقة الأشياء. ويقصي هذا التعريف كل ظاهرة غير قابلة للمشاهدة وكل فرضية لا يمكن اختيارها بالتجربة لإثباتها أو تفنيدها، وبذلك لاتعتبر دراسة الباراسيكولوجي لحد الآن علما قائما بذاته وفق هذا التعريف ولايمكنها أن تحصل على استثناء الرياضيات التي تعتبر علما لكونها مسائل فكرية بحته لا تتطلب المشاهدة، وتتخذ بدهيات ومسلمات، وتتعامل مع كائنات المجردة غير قابلة للتثبت عن طريق التجربة.. مازالت الظاهرة دون نظرية او قوانين خاصة بها.. والمشكلة التي تواجه هذه الظاهرة ان الظواهر ان اغلبها لاتحدث لنفس الشخص على الدوام او لايستطيع التحكم بها او استحضارها في اي وقت .
لانستطيع انكار القدرات الخارقة عند البشر عندما نشاهد ظاهرة الدروشة، فنرى امساك صاج النار او ادخال سيف او خنجر في داخل الجسم، وايضا وهذا مهم جدا هو مايسمونه (انلزم) حيث يفقد الدرويش سيطرته على نفسه وذهنه فيحكي مقاطعا صوتية دون وعي منه. وقد شاهدت احدهم كان زميل لي وكنت في السادس ابتدائي وقد فقد وعيه واصبح يقول كلاما لايستطيع حفظه وهو واعي لانه كان طالبا كسولا.
اي هنا صار عنده حالة تنويم ايحائي. ناهيك انه كان يستطيع ضرب نفسه في ذلك السن.
الفيلسوف الألماني ماكس ديسوار هو أول من استخدم هذا المصطلح في عام 1889م، ليشير من خلالهِ إلى الدراسة العلمية للإدراك فوق الحسي والتحريك النفسي (الروحي) والظواهر والقدرات الأخرى ذات الصلة، وتعددت التسميات حتى أصبح يطلق عليهِ في كثير من الأحيان (الساي)، ول
لباراسيكولوجي موضوع يدرسه وهو دراسة القدرات فوق الحسية الخارقة كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصري والاستشفاء وتحريك الأشياء والتنويم الإيحائي (التنويم المغناطيسي)، وخبرة الخروج من الجسد وغيرها.
واندفع العلماء إلى دراستها قبل مائة سنة وما زالوا يواصلون ذلك ولحد الآن لم يتوصلوا إلى ما يؤيدها علميا. وأجريت تجارب لا حصر لها وبالرغم من ذلك لم تظهر النتائج بشكل يدل على علمية ما يدعي أصحابها. ولهذا أهتمت جامعات كثيرة للبحث هذه الظاهرة ومنها جامعة كورنينجن وسيتي كوليدج في نيويورك، وفي انكلترا. تواصل الكلية البريطانية للعلم الروحي أبحاثها في هذا العلم، وكذلك كلية أدنبرة الروحية، وجامعة لندن أصبح بها معمل للبحوث سمي (المعمل الوطني للبحث الروحي) وتصدر جريدة أسبوعية توضح آخر الأبحاث في هذا المجال، أما في فرنسا فيوجد المعهد الدولي لما وراء الروح. ورغم أن هذه الظاهرة غير مدروسة علميا فإن العديد من أجهزة المخابرات مثل السي أي أيه(CIA)، قامت برعاية برامج عن الباراسايكولوجيا وخاصة للاستشعار عن بعد.
وهناك من خصص جائزة بلغت الملايين من الدولارات إلى من يأتي بنتيجة بحث تثبت علمية الظاهرة لكن لحد الآن لم يفز بتلك الجائزة أحد.
وأظهرت بعض التجارب التي أجريت في هذا المجال إلى أن 20 % من النتائج كانت في صالح الباراسيكولوجي. وهكذا جاء الجواب للذي يدعي بأن الصدفة في ذلك هي التي تلعب دورها. وإن هذه النسبة المئوية العالية لم تكن محض الصدفة لان من طبيعة الصدفة تكون 1 في الألف هناك من شكك في الأمر وذكر بأن الحيل السحرية التي يتبعها السحرة لها دور فعال في تلك الظاهرة. حيث لعب الإعلام دورا كبيرا في استغلال تلك الظاهرة وذلك بإخراج الأفلام والمقابلات لمن يستعملها وترويج الكتب المختلفة عن الذين يقرؤون الأفكار ويحضرون أرواح الأموات والرؤيا من خلف الجدار وما إلى ذلك بحيث أصبح البعض حائر أمام تلك التقولات. وهكذا دفعت تلك الشكوك العلماء إلى مواصلة البحث والدراسة لعلهم يتوصلون إلى حقيقة ذلك. كما نعلم بأن الشك يدفع الناس للبحث دائما. وما على العلماء وخاصة علماء النفس والمتتبعين لإثبات الحقائق العلمية إلا أن يواصلوا جهودهم. قد يساعدهم ذلك للوصول إلى الحقائق التي لم تكن واضحة اليوم وقد تتوضح في المستقبل. فكم من النظريات شكك بها وقوبلت بالرفض ولكن بعد الإصرار والبحث أثبتت واقعيتها وعلميتها.

(علم ما وراء النفس)أو الباراسيكولوجي
علم ما وراء النفس أو علم النفس الموازي ويسمى أيضاً الخارقية هو دراسة علمية لحدوث حالات إدراك عقلي أو تأثيرات على الأجسام الفيزيائية دون تماس مباشر معها أو اتصال عن طريق وسيلة معروفة..
ويتألف مصطلح الباراسيكولوجي (ما وراء علم النفس) او علم النفس الموازي من شقين أحدهما البارا (Para) ويعني قرب أو جانب أو ما وراء، أما الشق الثاني فهو سيكولوجي (Psychology) ويعني علم النفس، وفي الوطن العربي هناك من سماه بعلم الخارقية، أو من سماه علم القابليات الروحية، وسمي كذلك علم نفس الحاسة السادسة ولكنهُ ظل محتفظًا باسمهِ لعدم الاتفاق على تسمية في اللغة العربية موحدة له.
أما المنهج الذي يستخدمهُ هذا العلم فهو المنهج العلمي الحديث مع شيء من التطوير الذي تقتضيه طبيعة الظاهرة المدروسة، فهو قديم في ظواهره وقدراته، جديد بمنهجه ووسائله وأساليبه، ويبدأ بالفهم والتفسير ويمر بالتنبؤ حتى يصل إلى الضبط والتحكم بالقدرات التي يدرسها.
مجال البحث
يبحث علم الباراسيكولوجي في علم الخوارق وهو يحاول الاجابة عن الأسئلة الحائرة حول المس الشيطاني والمعروف بمس الجن، الذي يشمل دراسة القدرات غير المالوفة التي يحوزها بعض الأشخاص كما يهتم بتفسير الإدراك بدون أستعمال الحواس الخمس، ويستخدم وسائل علمية كثيرة وعلوما شتى ومنها علم النفس وعلم الفيزياء والبيولوجي بالإضافة للعلوم الأنسانية مثل علم الأجتماع ويجب التفريق بينه وبين علم النفس طبقا لمفاهيم فرويد لأن مجال علم النفس بعيد عن مجال الباراسيكولوجي لأن العلماء وعلى رأسهم سيجموند فرويد لا يؤمنون بكل الظواهر المسمات بمس الشيطان أو الجن، ويرفضون فكرة البحث عن المجهول فيما وراء المادة في عالم الأرواح، ولهذا يفسر فرويد كل ظواهر المس الشيطاني أو الجن على أنها أمراض نفسية، أو مدركات حسية متوهمة(هلاوس).
البعض يلخص الباراسيكولوجي في أربعة مظاهر مختلفة هي كما يأتي:
• Telepathy أو التخاطر وهو نوع من قراءة الأفكار، ويتم عن طريق الاتصال بين عقول الأفراد وذلك بعيدا عن طريق الحواس الخمسة أي بدون الحاجة إلى الكلام أو الكتابة أو الإشارة. كما يتم هذا التخاطب من مسافات بعيدة.
• Clairvoyancy الجلاء البصري، والتي تعني حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر كرؤية قريب أو صديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهما، وما إلى ذلك.
• Precognition التنبؤ هو بعد النظر أو معرفة الأحداث قبل وقوعها، كتوقع موت رئيس دولة أو حدوث كارثة وغيرها من توقعات.
• Psychokinesis التحريك العقلي وتعني القوى الخارقة في تحريك الأشياء أو لويها أو بعجها بدون أن يلمسها صاحب تلك القدرة وإنما يحركها بواسطة النظر إليها فقط.
والبعض الاخر يضيف مظاهر اخرى هي:
• الجلاء السمعي clairaudience
• الاستبصار Precognition الاستبصار بالماضي
• الإحساس بلمس الأشياء Psychometry
• التواجد في مكانين في الوقت ذاته Bilocation
• اشعال الحرائق ذهنيا Pyrokinesis
• تجربة الخروج من الجسد أو الإسقاط النجمي
• الأتصال بكائنات غير منظورة وسيط روحي روحانية
• قراءة الأفكار Esper
• تجربة الاقتراب من الموت
• التنويم المغناطيسي أو تنويم إيحائي
• الهالة الضوئية Aura) أو الجبلة الخارجية (البلازما الحيوية Ectoplasm)
• ظاهرة الـديجا فو وهم سبق الرؤية
• اللمس العلاجي (الاستشفاء) Therapeutic touch
• القراءة النفسية الخارقة Psychic reading
• الطيران النفسي الخارق Transvection
• التعقب الإشعاعي الخارق للاجسام بواسطة الاورا Radiesthesia
• رؤية المستقبل الخارقة Second sight
• الأحلام الجلية حلم صاف(التحكم بالاحلام)




مركز البحوث النفسية
تأسس عام 1986في جامعة بغداد ، ثم تأسست جمعية الباراسيكولوجي في 1993 وكان نشاطها في نادي العلوية . وقد حضرت أربع محاضرات فيها واطلعت على بعض من نشاطها.
وكان الطبيب النفساني الحارث عبد الحميد مديرا عاما للمركز ورئيسا للجمعية حتى مقتله بعد سقوط نظام صدام. وقد بذلت جهدا في اختبار القدرات الباراسيكولوجية لبعض الاشخاص ونشر المجلات والدوريات والكتب للتعريف بالظاهرة وتوجيهها الى مسار البحث العلمي.
ومن الاسماء البارزة في الجمعية ، متي ناصر مقادسي ،معروف الجلبي عبد الستار الراوي، سامي احمد الموصلي، ريكان ابراهيم.
واظن كانت الغاية من انشاء المركز والجمعية هو من ضمن الاجراءات الاحترازية الامنية لصدام خصوصا ان مخابرات بعض الدول ومنها امريكا والاتحاد السوفيتي قد اولوها اهتماما.
علما ان في نهاية الثمانينات تم تعميم كتاب على الوحدات العسكرية للاعلام عن اصحاب القدرات الباراسيكولوجية.

***بعض الامثلة الباراسيكولوجية***
أولا- الظواهر التي مرت بي شخصيا كثيرة جدا:
*عشرات المرات حدثت حالات تخاطر بيني وبين زوجتي، وكنا الاثنين نحس بها.. والاهم مرة كانت جالسة الى يساري فاحسست بنبضة في دماغي ثم جاءت في بالي فكرة قالتها بعدها بلحظة. حينها شككت ان التخاطر عبارة عن طاقة تدخل الدماغ من المقابل.
*قصي منير :– حيث توقعت أن يسجل اللاعب قصي منير هدفا قبل لحظة من ضربة زاوية للفريق العراقي، وكانت مفاجئة لأن اللاعب هذا كنت اعتبره لاعبا سيئا وهو غير هداف وقصير القامة وليس في الهجوم. قلتها قبل لحظة امام عائلتي وبعد لحظة سدد قصي برأسه وسجل الهدف.
* زميلة لي : - حيث تردد في ذهني بالحاح اسم زميلة لي ايام الكلية اثناء معاملة تقاعدي واذا باحد الموظفين ينادي باسمها بعد حوالي ساعة وتبين وجود متقاعدة تحمل نفس الاسم وليست زميلتي.
*انفجار قداحة :– في سنة 1998 كنت جالسا في محلي لبيع الشربت ومعها جانبا الى يساري كنت ابيع السيكاير حيث كان وجهي الى الشارع وجاء في بالي ان انفجارا سيحدث وتصورت ان اطار سيارة سينفجر. وبعد حوالي ربع ساعة صار انفجار على يساري واذا به انفجار قداحة كنت قد خصصتها لاشعال سيكاير المفرد.
* صديق اخي: - مرة جاء في بالي وانا اركب سيارة عائدا الى البيت من الدوام زميل لاخي ايام الكلية، وكنت لحظتها افكر فيه في موضوع احتاجه فيه ، وكان زارنا مرة واحدة قبل ثلاثة اشهر، وهو من محافظة بابل وحال دخولي للبيت دق جرس الباب الاخرى للبيت، فتحت الباب واذا به امامي جاء لزيارتنا، علما كانت هي الزيارة الثانية والاخيرة له ولم نره بعدها لا انا ولا اخي.

ثانيا- من امثلة الجلاء السمعي الروسي ميسنغ كانت له القدرة ان يسمع مايدور في اجتماعات ستالين.
شخص من رواد شارع المتنبي اسمه حيدر سويري أثق به قال لي مرة كان يشتغل عامل في معمل ملح في منطقة المعامل وكان معهم عامل عنده القابلية على تحريك الاشياء بالنظر ومرة قام باستفزازه بانه لايستطيع عمل شيء من هذا القبيل فقام هذا بالنظر الى اسفل قدح الشاي عندما كان صاحبه يحمله وهو يشرب منه ففصله(كسره) .
القاص حميد المختار حكي لي عن قدرات خارقة لابن عمه المتوفي حاليا، حيث انه بعد وفاته قام بجمع مذكراته في هذا الخصوص والف كتاب فيها وانا اشتريته وقرأته وفهمت منه ان له قابلية الكشف عن الجرائم حيث يرى احداث الماضي لاشخاص لايعرفهم.
ثالثا- أدعى الاستاذ الدكتور عبد الستار الراوي في محاضرة له مسجلة على اليوتيوب بعض الامثلة:
1- منيرة استاذة جامعية عندها ثلاث قدرات
كانت تصل الى البيت فتفتح الباب، وبحضوره حركت منضدة وعليها تلفاز في بيت السيدة حيث ان زوجها صديق له. ولها قدرة جلب المال (من الغيب)، حيث مرة احتاجت مالا للسفر فوجدت مايكفي تحت مخدتها.
2- أحمد صلاح الدين عمره 14، في الثاني متوسط،كان يقرأ وهو معصوب العينين باصبعه
ثم رفع يديه واستمر يقرأ بشكل اسرع.
وبحضور 15 شخص من بينهم دكتور عبد الستار والحارث عبد الحميد قال لهم في الغرفة المجاورة يوجد دولاب رصاصي فيه اربعة افلام فيديو، دون ان يدخلها سابقا او الحضور. وله قدرة التنبؤ.
3- فتى يمني جاء اثناء الحصار وابدى استعداده لمساعدة العراق بسبب الحصار، كان يرى الاشخاص عراة. وكان له قابلية استنباء او تخمين اماكن المعادن.
كان يعمل مع شركات نفط امريكية ويمنحوه مبلغ 1500 دولار على كل حقل يكتشفه .
العراق كلفه بمسح جيولوجي في المثلث الاردني العراقي السعودي.

4 - عبد الفتاح البصير: كان يمتلك طاقة حيوية كبيرة تظهر بشكل جلي في يديه. حققت احيانا الاستشفاء،
5- سامر: يكتب بطريقة سريعة وكانه تملأ عليه .
6- فاضل عباس مشعل، مراسل ال بي بي سي: مات وعاد للحياة .. يقول الجسد هو الموت .. والعالم الحقيقي هو عالم الولادة بعد الموت ... رائحة الكون هي اجمل من رائحة الأرض . عبر النفق وقالوا له هناك بيت .. كان يريد الذهاب اليه واذا به يعود الى الحياة .
وهناك العديد من مراكز البحوث الباراسيكولوجية والنشرات ادعت ماهو موثق عندها وتم اختباره.
وهناك ايضا قدرات جسدية فائقة محيرة منها:
الجسم المغناطيسي، المشي على النار.
الباراسيكولوجي عند الحيوانات
البحرية الامريكية اجرت تجارب على ارانب وتبين وجود صلة بين ارنب على اليابسة وآخر داخل خواصة حيث يتم ايذاء احدهما فيخاف الاخر او يضطرب.

*** تفسيرات لبعض الظواهر الباراسايكولوجية***
كخلاصة للتجارب التي أجريت نرى ضرورة البحث والتحقق من الظاهرة بالتركيز على عالم الصغائر في داخل الجسم وخارجه.. الحواس والمدركات في اقاصيها، والوسط الناقل في اقاصيه، خصوصا، الاستفادة القصوى من اكتشافات الدماغ الحديثة، ونظريات الفيزياء الحديثة وتطبيقاتها، والربط الصحيح بينهما، حيث لم يتم التحديد الدقيق مثلا في النسبية الخاصة معنى الراصد.. أي جزء في الدماغ هو الذي يرصد وميكانيك الكم التي تتحكم بالذرات المكونة له وسرعها و بالتالي اختلافات الزمن بداخلها وتم افتراض الدماغ ك(نقطة رصدية) فقط.
ولنا ان نتخيل صغر الالكترون او مجال الفراغ في الذرة أن نواة الذرة لو كانت بحجم نقطة حبر قلم يكون الالكترون يدور حولها بمسافة خمسين متر. وهذا مثل يتيح للضوء العبور بشكل حرارة ضئيلة حتى في الاجسام السميكة غير الشفافة.
وان الزمان والمكان في مجال الكم هذا هو مضطرب في السرع وفي الاتجاه. ولو اخلينا الفضاء من كل المادة فيه او من كل الذرات سيبقى فيه جسم له القابلية على الالتواء او الانحناء او المط او الثقب وذلك هو نسيج الزمكان الذي يشكل (الارضية) والوسط الناقل لكل الحركات والفعاليات من فوقه ويساهم في انتاجها.
الانسان بطبيعته الجسدية ومشاكله الاجتماعية ينظر عموما الى سطح المشهد .. نحن مثلا ننظر الى الانسان المقابل نظرة سطحية في التعامل وننركز على مانحتاجه منه
كذلك لايجب التعامل مع الحواس بشكل مجرد فمثلا الحوت يرى بالسمع مثل السونار ، والكلب قد تكون عنده صورا شمية.. او سونار شمي.. و السكون يكون معه صفير خفيف ، وهذا نفسه عبارة عن ترددات ضعيفة لكن من الممكن تكون اصوات بعيدة يحللها الدماغ.
وأيضا لم يجر اختبار دقيق لتبيان حدود الطاقة المنبعثة لخلية جسم الانسان الواحدة او صلادتها او مرونتها. .. ويمكننا فهم مديات للصلادة الحيوية في قوة بيضة الدجاجة عندما نحاول ان نكسرها وهي نيئة بالضغط على الطرفين المدببين باليدين المتقابلتين ، او في نملة تستطيع حمل وزن اثقل من وزنها ب52 مرة.
وأعتقد في مستقبل لايتعدى الخمسين عاما ستفسر كل ظواهر الباراسيكولوجي بشكل دقيق.

*التنبؤ بالمستقبل
توقع المستقبل لايفرق عن التنبؤ وفي الحقيقة الفرق بين المفهومين اعتباري لا اكثر..التوقع يتعلق بالقوانين الطبيعية والتنبؤ في محاولة فهم سلوك الانسان واضافته الى التوقع. والتنبؤ يكون غير دقيق كلما اتجهنا اكثر الى المستقبل لاننا لانعرف مكوناته .. مثلا ظهور مخلوقات جديدة او انشاءات ومدن جديدة فكيف يمكننا ان نعرف ماذا سيحل بها اذا كنا لانعرفها اصلا.
الزمن هو التغيير.. التحول الذي يطرأ على المادة .. وهو جزء من بنية الكون بموجب نظريات اينشتين، فلامادة بدون زمن .. قبل اينشتين كان الزمن هو افتراض او اعتبار او توقيت يخص الراصد اي ان الراصد يفترضه لقياس التغير في الظواهر امامه.
بينما الوقت هو مقياس لتوالي الحركة او مقياس للتغيير .. الوقت مقياس للزمن.
وخير مثال على علاقة الزمن بالسرعة وتباطؤه كلما زادت في النسبية الخاصة ، هو افتراض ساعة تتكون من لوحين بينهما كرة تتردد وكل ذهاب او اياب بين اللوحين يعادل ثانية. نلاحظ كلما زادة السرعة زاد طول الثانية فتباطأ الزمن وهذا يحدث ايضا بداخل جسم الانسان بانتقال اي مركب بين جسمين ثابتين نسبيا بالنبة لها .. وكذلك هناك النسبية العامة واعوجاج الزمكان حيث يعوج الزمن ويزيد طول ثوانيه.. وبداخل الجسم ينحني مسار المركبات الكيميائية او الذرات فيتباطأ زمنها.
وهنا في كلتا الحالتين تختلف سرع الازمنة في اقاصي مكونات جسم الانسان ويتيه معها ضبط الماضي والحاضر والمستقبل فتكون هذه الالفاظ اعتبارية فكل جزء ذري يكون حاضرا او ماضيا او مستقبلا بالنسبة لغيره وليس لمقياس ثابت، ينتج عنه ان توقيتات الزمن (الجمعي).. الزمن بمستوى المركبات الكيميائية .. ماذا يعني ؟ وباي اتجاه يسير – هل كلها تسير (تتحول) بنفس المعدل او بنفس الزمن .. باعتبار ان الزمن هنا ماهو سوى التحولات في هذه المركبات او مادونها.
هنا يتأثر قياس الزمن بالاهتزازات وميكانيك الكم ، والاحساس به في الدماغ ماهو الا اعتبارات لمحصلات الازمنة في تفاعلها مع التوقيتات الخارجية الاجتماعية. وكذلك الحال بالنسبة للذرات والمركبات التي تشكل وسائل الاتصال.. وماعدا هذا هناك الزمكان المعوج وموجات الجاذبية التي تم الاعتراف بها في تجربة عام 2016 .. اي ان الزمن بموجبها يكون متموج .. ورغم ضآلة التموج بالنسبة للحركات من فوقه فانه يكون مدخل لعدم التساوي المطلق بين الاشخاص في الاحساس بالزمن او عبوره. . مثل قياس الوقت بالظل لمجموعة اشخاص ناهيك انهم غير متساوين بالطول ومتحركين بالموقع.
وباعتبار آخر يكون الزمن في الاعماق متصل.. على مستوى اجزاء الذرات متصل من ناحية الماضي والحاضر والمستقبل ولايمكن التمييز بينها بالنسبة لجسم الانسان او بين الانسان ومحيطه.
ويتضح ايضا حجم هذا التنويه اذا سألنا: اين هو مقياس الزمن في الدماغ.. وعلام يعتمد ؟ معرفة الزمن هنا يكون بالاتصال بمنظومة توقيت مرتبطة بالحواس لكن لوحدها لاتستطيع تحديد الزمن او التوقيت مثل انسان يتيه عنده التحديد الدقيق عند الالتفات عن ساعة في غرفة.
أي هنا يكون الزمن متأثر او متارجح القياس بين العوامل الذاتية ومدياتها الدقيقة والعوامل الموضوعية .. يعني داخل الدماغ الزمن الذاتي والموضوعي المخزون.
لنتخيل، رجوع الزمن الى الوراء مثل رجوع فلم فلاش باك.
ثم نتخيل، رجوع جزء من الجسم وبالتالي جزء من الدماغ – جزء من الذكريات فان الجزء الذي لم يرجع يكون مستقبل او معلومات مستقبلية.
*السايكوكينيزيا
تحريك الاشياء عن بعد، يكون بالتحكم بالزمكان.
ملاحظة: الزمكان يعيقنا في التحرك وبدونه يمكن قطع قطر الكون كله بلحظة.
*التنويم المغناطيسي او الايحائي
سبق وان القيت محاضرة في القاعة هنا (قاعة علي الوردي) قبل سنتين
وهي عبار عن تشابك بين دماغين مثل تشابك اجزاء الدماغ الواحد لكن هنا يكون التشابك بصيغة التفاعل عن بعد وهي تشبه ظاهرة التخاطر.
حالات الدروشة تتم في جو من التنويم الايحائي بشكل غير مباشر بالتراتيل الدينية وتكرارها ، أو بشكل مباشر من قبل الشيخ على (المريدأو التابع ) .
وفيها تأثير من الدماغ الى اجزاء من الجسم للتكيف الفسلجي او المادي او الحيوي مع قوى خارجية لتلافي خطورتها
*الاستنباء
أو اكتشاف المعادن
أرى انه يكون بحاسة الشم الدقيق جدا.. وربما تكمن الصعوبة هنا في الاختبار الدقيق للحاسة.
* الاستشفاء
تتعلق بقابلية خلايا جسم شخص في تحرير طاقة كبيرة في تفاعلاتها، حيث لاتشبه خلية جسم خلية اخرى في الجسم نفسه او مع جسم آخر من حيث تركيز المركبات الكيميائية فيها او المكونة لها ولا في حجم عضياتها ومنها المايتو كوندريا وثلاثي فوسفات الادينوسين. ومن الممكن ان تخرج من جسم (الشافي) بشكل حرارة مركزة او بذبذبة تؤثر على التفاعلات في خلايا جسم المريض.
التخاطر
الصدفة في تذكر شخصين لنفس المعلومات المخزونة أو صورة كلاهما الاخر.
التشابك بين دماغين – مقدار الاتفاق بين تنظيم الدماغين – ابتداء لايمكن التشابك بين الحيوانات التي بينها فارق كبير – التفاعل عن بعد
علاقة الفكر او التخاطر بالحرارة – عندما تتساوى حرارة اثنين يسهل التخاطر
التخاطر والاقتران الشرطي – انبعاث طاقة مع حركات الجسم او الوجه
*تحضير الارواح
ظاهرة تحضير الارواح كذبة
*الاقتراب من الموت – الخروج من الجسد
هي حالة جزء من موت ثم الرجوع ومايرى الانسان هو استرجاع لبعض الذاكرة خصوصا الشخصية
*الاستبصار عن بعد - استبصار الماضي
العالم الرياضي سويدنبرغ استطاع معرفة حقائق معينة من خلال الاتصال بالماضي (تحضير الارواح باعتقاده) حيث استنجدت به زوجة رجل مهم في ان يتصل بزوجها لتعرف اين خبأ حاجة معينة لم تعثر عليها.. وحس بحريق في مدينته والى اين امتد وهو في مدينة اخرى تبعد عنها حوالي 60 كم. وهذا يمكن من خلال تتبع الاثر في الزمكان او ( ذاكرة الزمكان ).
وذلك يشبه هجرة اسماك السلمون من غرب اوربا الى جنوب شاطيء الولايات المتحدة قرب فلوريدا للتكاثر ووضع البيوض ومن ثم عودة الاسماك المفقسة الى اوربا رغم انها لم تسلك الطريق من قبل.
وهكذا فانني اتوقع في زمن لايتعدى الخمسين سنة القادمة سيتم تفسير كل الظواهر الباراسيكولوجية باعتبارها امتداد للقدرات الحسية او الادراكية وليس خلفها او ماورائها بالتمعن اكثر بالحواس والوسط الفيزيائي.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي