|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
ماجد مطرود
2017 / 10 / 11
الفوضويّة البدينة
كلّ صباحٍ تشتري خبزا فرنسيا وعسلا فلامنكيا, وفي كلّ مساء تهرس بطاطا مع لترٍمن حليب الماعز
وتطعم قبيلةً من لا جئيين لم تحسم قضاياهم بعد .. في الليل تفرش نصف شقتها بسجادٍ مستعمل
وتتركهم ينامون ويشخرون كثيرا. تصرف نصف راتبها لكنّها تتقاضى عليهم معوناتٍ جيدة من بلدية المدينة.
تعمل بشكلٍ جزئي كمنظفة مراحيض في محطة القطار الكبيرة! لا تستهن بعملها رجاءً!
المستعجلون لقضاء حوائجهم كرماء جدا يدفعون الوريقات النقدية ولا ينتظرون المتبقي منها
تغني, تضحك, ترقص بخفة وليونة, وتمزح كثيرا.. هكذا ببساطةٍ شديدة تحقق السعادة للجميع!
هذه الفوضوية البدينة رغم انّها جاهلة, ورغم ان خبرتها قليلة, إلا انّها ناجحة في حياتها جدا..
تعرف كيف تؤدي واجباتها الوظيفية والانسانية معا.
في الاونة الاخيرة بدأت تسافر كثيرا الى بلادها الاصلية! يقال: انّها فتحت مصرفا وفندقا واسعا
ويقال: انها فتحت مطعما, روضة للاطفال, دارا للعجزة, مأوى للايتام, ورشّحت نفسها للانتخابات.
ويقال ايضا: رغم حصولها على عضوية البرلمان في بلادها الاصلية إلا انها ترفض تترك عملها
كمنظفة مراحيض في محطة القطار الكبيرة ولا زالت تستقبل اللاجئين ايضا
بلجيكا / 2017
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |