![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
كرم خليل
2017 / 9 / 30
ست سنوات من الثورة السورية لعبت ايران دوراً أساسياً في دعم نظام الأسد ومع بداية عام 2013 و سيطرة الجيش الحر بما يزيد عن 70 بالمئة من أراضي سوريا و تدخلت ايران بشكل واضح وصريح وجندت عشرات الميليشيات الشيعية المرتبطة بشكل مباشر بالحرس الثوري الإيراني منها ميليشيات أبو الفضل العباس ، فاطميّون ، زينبيّون ، لواء الرضا والخ .من المسميات الطائفية بحجة حربهم المقدسة ودفاعهم عن المقدسات وكما أن مهدي الطائي رجل دين ايراني صرح على وسائل إعلام إيرانية في تاريخ 15/2/2013 قائلاً : " سوريا هي المحامظة ال35 من ايران وتعد محافظة استراتيجية لنا . فإذا هاجمنا العدو بغية إحتلال سوريا أو خوزستان, الأولى بنا ان نحتفظ بسوريا."
تخبط واضح في الموقف العربي أدى إلى تنامي الدور الإيراني في المنطقة ، فالحشد الشعبي استطاع السيطرة على مساحة كبيرة في العراق بحجة مواجه داعش ، وخلق الحوثيين بلبلة في اليمين بعد غياب موقف عربي واضح وانقسام دول الخليج الى محورين:
المحور الأول شمل السعودية والإمارات بالإضافة الى مصر ولم يستطع هذا المحور تقديم أي إجراء في مواجهة التمدد الشيعي في المنطقة بل على العكس ساعدت سياسة السعودية المتقلبة من تمكين حزب الله "ذراع الإيرانيّ في اللبنان" الذي أعلن تدخله بشكل واضح لمحاربة المعارضة السورية كما قال " نصر الله " في العاشر من تموز عام 2015 "الطريق إلى تحرير القدس يمر بمناطق سورية عديدة أبرزها القلمون ، السويداء ، والزبداني ، والحسكة ".
وفي الوقت ذاته لم تستطع تقديم مساعدات كافية للمعارضة السورية تمكنها من صناعة النصر وتثبت المناطق التي استطاعت السيطرة عليها .
وفي حوار أجراه الرئيس المصري المحسوب على المحور السعودي الإماراتي مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية في 27/2/2015 موضحاً موقفه الحقيقي ليس من الثورة السورية فحسب بل من بقاء الأسد في السلطة بعد ان شرد الملايين من السوريين ، وهذا مايعتبر تمكيناً للإيرانيين في سوريا.اما المحور الثاني الممثل بقطر فأغلب المراقبين يرون وجود موافقة قطرية على التدخل الإيراني في المنطقة بينما يعتقد البعض أنها شريك في هذا التدخل .
خلقت الحرب السورية تفاوت كبير في السياسة الدولية فمن طرف محاربة فكر القاعدة والإرهاب ومن طرف الهيمنة الإيرانية ، لذلك جاءت أغلب التصريحات متفاوتة فالموقف الأمريكي الذي لم يتغير بشكل واضح بعد وصول ترامب للرئاسة ومازال متفاوتاً فهو حليف نظرياً للمعارضة السورية بينما أعماله تدل على عكس ذلك ، من خلال تقديم التسهيلات والمعدات اللازمة لقوات تقودها ايران على الحدود السورية العراقية وتتعاظم نفوذها والمساحات التي تسيطر عليها تباعاً بل أنها باتت تحظى بمساندة برية وجوية روسية في السنة الأخيرة .
ومن خلال الأحداث الماضية برزت ايران كمنتصر واستطاعت فرض نظرتها السياسية مستغلة انشغال المجتمع الدولي بحربه مع داعش ،بينما اكتفت إسرائيل بالسعي لحماية حدودها واضعةً الهيمنة الإيرانية خارج حساباتها السياسية .
فتحت الحرب في سوريا باب للهجرة واللجوء إلى أوربا والولايات المتحدة إلا أن أغلب اللاجئيين المناض بهم توضيح الصورة للرأي العام في المناطق التي لجؤوا إليها وصرحو أنهم فارين من وحشية داعش والإرهاب ،وساهمو بتأكيد الأفكار التي سعى النظام من خلال وسائل إعلامه بإظهار الأسد محارب للإرهاب ، واتجه غالبية اللاجئون المحسوبون على المعارضة لرعاية مصالحهم الشخصية ولم يستطيعوا الوصول إلى تكتل يمثل مظلة سياسية للمعارضين في الداخل يستطيع إيصال صوتها للمحافل الدولية ويوضح أن السبب الرئيسي من القاعدة في المنطقة هو الفشل السياسي للمجتمع العربي والدولي ،ولايمكن ان ينتهي هذا الصراع الدولي بدون استخدام قوة عسكرية وطنية حقيقية التي تأمن بسوريا الوطن سوريا المساواة بقيادة أبناء هذه الوطن الذي اصبح على حافة الهاوية بسبب غباء الاصدقاء قبل الاعداء،و بدعم دولي أمريكي مطلق بقيادة ترامب أو من حينها ستتفم روسيا ذلك ، وبعد الحرب سيكون هناك استقرار جديد في المنطقة .
يجلس اللاجئ السوري في بلاد غربته خلف شاشة هاتفه ويتابع حرب بلده متناسياً الحمل الذي يقع على عاتقه لإيصال الصورة المناسبة التي تخدم بلده ويوضح للجميع إن السياسة الإيرانية لاتختلف عن ممارسات داعش والنصرة.