|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
ماجد مطرود
2016 / 10 / 31
انته وحدكْ .. ماجد مطرود
انته وحدكْ
يا حلو كِلك
بعينك وراءك
وألفك وقافك
سابح بالحزن كِلك ْ
يا ويلي من وحدتي
يا ويلي من وحدتك
يا ويلي من وحشتي
ومن خوفي عليك
وشوكَي لك وحدكْ
قبلَ ولادتي بحولين, قرّرَ الخلفاءُ والأمراءُ والوزراءُ والعلماءُ والقادةُ وكلُّ الأعيانِ. أنْ يَبنُوا قلعة من نارِ. فأمرُوا المهندسينَ والرسّامينَ والبنّائينَ والعمّالَ والصبّاغينَ والعتّالينَ, بالبدء, فبدءوا. جمّعُوا الفقراءَ والمساكينَ والشحّاذينَ وأبناءَ السّبيلِ وكلَّ العبيدِ. ليحرقوا أجسادَهم ويُسطروا عِظامَهم ويطحنوا جَماجمَهم. ومن رمادهم أو من بقاياهم يخطّون رسمًا بحجمِ سَبعينَ ألف روح. يُسمونه العراق.
بعينك الحلوه,
يرفرف جناح الحمام
بعينك الحلوه,
كلّ السواد ينام
حارسه شرطيٌ من زئبقٍ أحمر، لهُ عينانِ جاحظتانِ وكفٌّ غليظة,تزنُ سبعينَ مكوكاً. كانَ قاسياً كالثّورِ. يُغنّي وهو السعّالُ الكبير، يرقصُ وهو الأعرجُ القصير. تراهُ مرةً في القصورِ يستحمُ بالحليبِ ويتجفّفُ بالّحَرير ومرةً تراهُ في اّلخناقِ, بركُ اّلدَمِ سريرهُ ووسادتهُ بسطالهُ والّشوكُ والعاقولُ غِطائه. أحياناً يقودُ طائرةً متطوّرةً سريعةً كالصاروخ, وأحياناً من فوق الحمار يسقطُ حظّهُ ويتيه
كتبت الراء فوق الراء,
حتى تقلقلت روحي
كتبت الراء فوق الراء
حتى تغربت روحي
وهناكَ في قلبه رجلان:
الأولُ كان طويلاً من زئبقٍ أبيض. في الّليلِ يُحركُ الّنجمَ بأصبعهِ ويضعُ الّغيمَ على رمشِهِ. في الّنهارِ تمشّطُ الشّمسُ لحيتهُ. كانَ يحبُّ النّخلَ والماءَ ويموتُ على نور الله. يقال عنه النهار
الآخرُ كان قَصيراً من زئبقٍ فاسد. في الّليلِ يفتحُ الّكهفَ بمخلبهِ وتنامُ الخفافيشُ على رأسِهِ. وفي النّهارِ ترقصُ الّرماحُ والخناجِرُ بينَ كفيّهِ. كانَ يعشقُ الأمرَ والّنهيَ ويحبُّ الّمالَ حُبّاً جَمّاً,ويموتُ على سَبِّ الله. يقال عنه الليل
وفي ليلةٍ من لياليهِ جمّعَ الّخفافيشَ والكهوفَ. جمّع المَخالبَ والرّماحَ والخَناجرَ. جمّعَ الّمالَ والّنفوذَ والنّهيَ والأمرَ وأغتالَ الجّمالَ كلّه. فصرخَ النّاسُ قَهراً وتَيمَّمَ النّهارُ بالّحِداد.
ألفْ نظره ’
الف نبضه ,
الف آه مجروره بالف حسره
الف عين ,
الف دمعه ,
الف شفه, مبلولة بزهره مرّه
كلُّ أمرأةٍ فيكَ تبكي حرقةً ولوعةً وإشتياقاً وكلُّ ورجلٍ فيك يبكي عوزاً وذلةً وأنهياراً. كلُّ حُبلى فيك اجهضت. كلُّ طفلةٍ في المهدِ شاختْ ,كلُّ قصيدةٍ في القلبِ ماتتْ, وكلُّ نخلةٍ في سّوادك يا طيني تفحّمتْ
قاف العِرق والأصل قافك ْمو قاف المكَطّم,
ولا نيران المنايا, تحفر بدارك
انته نبتة ْعمرْ تحيِّ العمر
انته الصبحْ, وانه همسة صبح
مكتوبه عله بابكْ
طائراتُ الهليكوبترس الأمريكيةِ كشفت عورتك وبالت عليك! رأيتها ترمي المساعداتِ للزعماء الشاردين, لا للفقراءِ والمحرومين. ترمي حقائبَ ملغومةً وسياراتِ مفخخةً. ترمي مناشيراً تفرّق بين المرء وزوجه. ترمي التوابيتَ والأسلاكَ. ترمي سّياسيينَ مصنوعينَ بقياساتِ دوللّي. ترميهم فوقَ ظهورِ النّاسِ وعلى صدورِ النّاسِ وفي قلوبِ النّاس, لتُظهِرَ الوسواس الخنّاس, لتصنعَ مناطقَ خضراء فيها النساء والماء والكهرباء, فيها العمل ومساطر النّونِ والقلم, لكي تستريحَ وتبتهج. تأكل الكنتاكي وتشرب النبيذَ المعتّقَ بالبترولِ والألم
من هنا اسألك من انتَ؟
هل انت حبة قمح ام منقار عصفور؟ صحراء شاسعة, أم رفيف طيور؟
قلوب مجروحة بشظية, ام شظية مزروعة في القلوب؟
من انت؟ هل انت داحس والغبراء, ام عجينة طرية باصابع البسوس؟
هل انت سلام هادئ, ام ضجيج حروب؟ قرع سيوف ام خبب تعزفه خيول؟
من انت؟ نجمة سوداء ام سفينة؟ موجة تائهة ام زورق مثقوب؟
هل انت الخنساء ام رثاؤها؟ صخرة ام صخر الندى؟
قل لي هل انت بيت أليف يرسم حلمه, ام وطن غريب يقاتل اهله؟
هل انت الاسم ام فعله, الرقم ام قيمته؟ الحرف ام صوته؟ المكان ام علته؟ الزمان ام ظرفه؟
قل لي فكل شيء فيك حرام, كما كل شيء فيك حلال!
مئات من الانبياء مروا عليك, مئات من الصالحين, مئات من الخطباء, مئات من الوعاظين والحكماء
مشات من الصلوات والاناشيد, مئات من الحكومات, مئات من الاحزاب, مئات من الافكار
لكنك لم تهتدِ! بالله عليك متى تستجيب للوعتي؟
انته وحدكْ
يا حلو كِلك
بعينك وراءك
وألفك وقافك
سابح بالحزن كِلك ْ
يا ويلي من وحدتي
يا ويلي من وحدتك
يا ويلي من وحشتي
ومن خوفي عليك
وشوقي لك وحدكْ
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |