شكرا أيتها الحياة

خديجة آيت عمي
2014 / 10 / 10

تذكرت و أنا أتمعّن في فضاء هذا الصباح الشاب العشريني ربما ، الذي ابتسم ابتسامة طفولية عريضة البارحة مساء ، مستديرا إليّ بالكامل و هو يكاد يضع يده على ظهري فاسحا لي كامل المجال حين فتح التيوب (المترو) الباب قائلا : " لا بل أنتِ من تدخلين أولا ، أرجوكِ ". كان الشاب برفقة صديقه يتحدثان ، ثمّ فعل نفس الشئ حين ركبنا القطار ، إذ جلس صديقه الأول وأشرتُ للشاب على الجلوس بالمكان الشاغر المقابل لصديقه ، لكنه أكد مرة أخرى في انحناءة إحترام على أن يكون المقعد لي ، شعرت ببعض الحرج و شعرت أيضا أنه عليّ إخباره بأنني سأغادر القطار في المحطة القادمة ،نظر إليّ كما لم أنه يعرفني أو كأنه ٱ-;-لتقى أخيرا بمن كان ينتظره منذ زمن طويل .
كان شابا أشقر ، حالق الشعر تاركا خطا منه من مقدمة الرأس إلى آخره ، ظل مبتهجا و لم أفهم لِمَ كل ذلك التقدير لي، إذ غالبا ما يحدث أن يكون الراكبون لبقين مهذبين و لكن ليست لهذه الدرجة . ظل الشاب يتحدث إلى صديقه عن بعد ، و أراه شيئا كان بموبايله Mobile .ثم غادرت شاكرة إياه .
و في هذا الصباح أثناء النزهة ،عائدة ، سمعت صوتا لا أسمعه إلا مرة في الأسبوع ،هدير شاحنة الأزبال ، مر شاب في كامل الحيوية إلى جانبي و هو يجرّ القمامة قائلا لي دون معرفة سابقة " كود مورنين " .
تعجّبت في أسرار الأشياء و تذكرت كم هي جميلة و رقيقة هي الحياة ، و تعلمت أن أقدم لها الإمتنان في كل لحظاتها ، فأنا أشكر الأرض التي عليها أمشي ،و أشكر هواءها الذي أتنفسه ، و أشكر الشمس التي تغبطني ،
وشكرا للمطر الذي يغسلني و للأشخاص الطيبين الذين ألتقي بهم كل يوم و أشكرها على ما تبذله من أجلي رغم تقصيري اللامتناهي تجاهها .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي