سعيدة آيت جامع الدويري.. حين تحلق الريشة خلف أنامل القيد

علاء كعيد حسب
2014 / 8 / 10

الفن التشكيلي مرآة للجمال و فرصة لمحو أثار القبح من ذاكرة الإنسان و ملامح وجوده. و في جميع تفاصيله، هو رحلة لاسترجاع شغفنا بالمفقود و الضائع عبر مسيرنا اليومي. منه و إليه الطفولة تنتهي، و من خلاله نتخذ لأرواحنا تجليات تتماهى مع مقاييسَ تشكل أحلامنا و انتصارنا على الهزائم و الانكسارات.
سعيدة آيت جامع الدويري، الفنانة التشكيلية المراكشية التي اتخذت من الفرشاة و الفضاء الأبيض للوحة، مجالا لتصحيح مفهومنا عن الجمال و عكسه من خلال ما نعتبره، لجهلنا الأيقوني، قبحا، تسعى من خلال تناولها لوجوهٍ تسطع منها شمس الصحراء و تنبعث منها البراري الإفريقية، إلى ربط ماهية الجمال بالطبيعة و الأصالة و الأصل. و بقليل من السفر في ثنايا "بورتيرهاتها" يمكننا مراجعة الطفولة المقيدة و الأب الصارم و الصحراء اللامتناهية، و نستطيع ببوصلة الروح تحسسَ الحرية في قوةِ الألوان و اضطرابَ الحياة عبر منسوبِ الضوء في كل لوحة.
و لا يمكن ولوج عوالم الفنانة التشكيلية "سعيدة آيت جامع الدويري" من دون التحليقِ خلف أنامل القيد بكل حرية و عفوية، و تجاوزِ العوائق العرقية و الفكرية و العنصرية بسبب الجنس، تحت جُبِّ الثقافة الشعبية، و النظرة النمطية التي جعلت من المرأة أَمَةً للخدمة و التفريخ و تلبية النزوات.
اختزال المراحل و التجارب في وجوهٍ موغلة في السفر، و استرجاع الزمن من خلال التفاصيل المميزة لأشخاص يمثلون القيود التي عكست التخلف الفكري الذي عاشه المجتمع المغربي طوال سنوات عجاف، تمثل وعي "الدويري" بدور الفن في فك عقدنا و تجازها و تركيز الضوء على الجوانب المعتمة في مشهدنا الإنساني، و ما هروبها نحو الفن التشكيلي سوى سعي نحو حلم أفضل للمرأة.
ما يميز أعمال سعيدة آيت جامع الدويري، هي الانطباعات العفوية التي تتسم بها، و بما أن ارتباطها باللوحة هو ارتباط عصامي محض، فقد شُحِذَتْ ريشتُها بالعذرية و الطلاقة التي تنتهي إليها كل التجارب التشكيلية البارزة

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي