الكراج

خديجة آيت عمي
2013 / 5 / 3

في صباح يوم مشعّ كهذا الصباح ، وأنا عائدة أحمل قدميّّفي خفة لم أعهدها منذ زمن ، متفكرة في جدول أعمال اليوم و ما ينتظرني من مهاتفات لا بد من إجرائها اليوم بسبب المماطلات الإدارية والمالية وغيرها من تسيُّبات مسيئة للروح أكثر من شئ آخر .
كان عمّال الكراج منهمكين في غسلهم للسّيارات التي كغيرها تتباهى بنظافتها مزهوّة تحت بريق الشمس وتناهى إلي صوت هزيل حاول مرارا التطرّق إلى أمر المال والنظافة وأولوية الإثنين و عادت إشكالية الدجاجة و البيضة تظهر إلى الأفق مجدّدا . لكن تكاثرها ،واقفة في انتظار دورها جعلني أتعجّب ذاكرة أننا لا نزال تحت رحمة الأزمة الإقتصادية العالمية و مع ذلك كان من غير اللاّئق أن يغلق الكراج أبوابه بسبب هذه الأزمة ، إذ لا يزال الزبناء يتدفّقون من أجل غسل السيارات و غسل نوافذ البيوت الأرضية و المرتفعة بل و تنظيف البيوت أيضا.
و خطرت ببالي نظرية توزيع المال حتى يظلّ المجتمع منتجا و عادلا و تذكّرت أيضا مخلوقات بدائية من الضفة الأخرى همّها جمع المال دون أن تستسيغ شيئا من عملية تحريك رأس المال الساعية لخلق سعادة الفرد ،ثم شعرت بتقزّز أكثر حين داهمتني فكرة جماعة الطّغاة الذين يرفضون حتى دفع الضرائب الملزمون بدفعها مفضّلين العيش في مستنقعات تفاديا لبناء مجتمع هادئ جميل.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي