(الإنسانة/ الطفلة/ المراهقة/ الحلم) في يدي ممدودة للحلم

علاء كعيد حسب
2013 / 1 / 19

للحديث عن الأضمومة القصصية الأولى (يدي ممدودة للحلم) للقاصة (سميرة بورزيق) يلزمنا الغوص في نصوصها مرارا و على جميع المستويات الجمالية منها و الفكرية، و يُفترضُ أن نستعين بحساسية المرأة أثناء خوصنا لسبر أغوار المجموعة، لنصل تفاصيلَ تجسد روح القاصة الإنسانة/ الطفلة/ المراهقة/ الأم، بكل المشاعر التي تختزلها هذه العناصر، و (يدي ممدودة للحلم) ليست سوى رحلة وجدانية في كينونة امرأة اختزلت كل النساء.
أول ما قد يثير القارئ لهذه المجموعة، هو المزاجية في تناول مواضيعها، و هي ميزة في سرد (سميرة بورزيق) تجعل كل حرف في المجموعة شعلة حسية و كل فقرة منه تجربة كاملة من التشظي. لأن القاصة جاهدت – و قد نجحت في ذلك نسبيا- لتشحن نصوصها بشعورها الذاتي بمضامينَ تؤرخ لتجاربها الشخصية، و نسجت في الأدب خيوطها الواضحة من البدايات إلى النهايات، حيث يتفتق القلق سؤالا يتعاظم مع المتغيرات التي طرأت على القاصة على مر الأيام. و هذه المزاجية البريئة ترتبط بعنصري المرأة/ الطفلة و المرأة/ المراهقة، عنصرين يتخذين خطين متوازيين في جميع نصوص (يدي ممدودة للحلم)، بما في ذلك النصوص التي اتخذت بعدا قوميا متضامنا و لصيقا بقضايا الأمة المصيرية و همومها، مثل نصي (إعلان الهزيمة) و (الذكرى الأولى لشعب يحتضر).
كما يتلمس القارئ في بعض نصوص المجموعة علاقة المرأة بالرجل، تلك العلاقة التي تتهادى (في يدي ممدودة للحلم) على أثير من الحب و الفراق و خيط شفاف ينسل بين فؤادين لحظة شك و صراع. و بين اليأس من الحياة و تفاصيل اليومي و رؤى الطفولة، حاضر تكتبه القاصة من نافذتي الماضي و المستقبل، من رغبة في الهروب إلى الحلم، أي حلم يودع في قلبها طمأنينة خالصة، و لو كانت آنية و إلى زوال. و هذه الملامح التي تتضح بين الفينة و الأخرى، تستحضر المرأة/ الأم التي تحصن بعاطفتها عوالم المرأة/ الإنسانة التي تختزل كما أسلفنا، كل النساء.
و للفلسفة بصمتها الخاصة في عديد من المواقع بالمجموعة، تقلص و تمدد فكرة ما حسب حاجة القاصة إليها. فالقاصة التي تعمل مدرسة لمادة الفلسفة بأحد المؤسسات التعليمية بمراكش، استخدمت تكوينها لتمنح نصوص المجموعة ملامحها الخاصة كتعبير صريح عن فلسفتها الشخصية و نظرتها لكثير من القضايا التي تمس المرأة في عالم مغربي ما زال ذكوريا. و في تلك المواقف التي تتخذ من المنطق سلاحا للمواجهة، تستحضر القاصة البيئة التي نشأت بها، بيئة ترفض كليا أي مد ناعم يحطم سطوة الرجل، و أكثر ما يزعزع ثوابتها المنطق بلسان امرأة جاءت من ذات الرحم، و في هذا الاستحضار تبريرات لتورثها المعلنة و هدم لبعض المواقف التي تعرضت لها القاصة و تصحيح من وجهة نظرها لما تراه انحرف عن سياقه الطبيعي.
و هذه القراءة الموجزة في نصوص المجموعة القصصية لسميرة بورزيق، قد تضع نقطا للمتلقي ينطلق منها إلى ثريا النص، و تكون زادا له و يدا تمتد به إلى حلم القاصة في مجموعتها الأولى (يدي ممدودة للحلم).

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي