صمت الضحايا

سرحان الركابي
2012 / 1 / 7

قبل فترة كنت وجهت اللوم لصدقي الكاتب القصصي علي حداد
وحجتي ان القصة والشعر والفنون ماعادت قادرة ان تكون شاهدا على الانعطافة التاريخية الهائلة التي نمر بها , فصوت المفخخات والاحزمة الناسفة واصوات قذائف الهاون وكاتم الصوت والعبوات اللاصقة اقوى من كل الفنون والاداب وركام الكتب والاناجيل والقران والتفاسير والصحاح والتوراة والزبور وغيرها من الكتب واقوى من كل خطب الجمعة وقداس الاحد واعباد بليندا ونور...وز
قلت حينها لنكتب بالمباشر وبالاسلوب الذي يفمهمه الجمهور البسيط , فلغة التعقيد والتوريه والاساليب الفنتازية ما عادت سوى هراء وهذيان ليس له معنى
لنكون شاهدا على العصر لابد وان نتكلم لغة هذا العصر ونخوض فيه بروحية السائح كي لا نخضع لسحر الكلمة ولا ننجرف وراء تهويمات الالوان والفضاءات ودوامة التشكيل
الان اوجه لك اعتذارا اخي العزيز علي الحداد
... ليس لاني كنت مخطئا , بل لاني لم اعد قادرا ان افهم لغة الواقع , ولم اعد قادرا على البوح كما كنت اظن واهما , فحتى البكاء على الاجساد المقطعة صار ممنوعا , وينم عن الكراهية والحقد ,
لا تذكر اسماء القتلة , فقد تثيرهم وتجرح مشاعرهم الدينية
قل ما شاء , لتقل ان الضحايا قتلهم الجن , وربما قتلهم اباءهم وامهاتهم واحزابهم وربما كانوا ضحايا لهجوم مفاجي من شياطين السماء وابالسة الارض
لتقل ما تشاء
لكن احذر ان تذكر اسم القاتل او تشير الى ملامحه وعلاماته الفارقة
انت حاقد ولو لم تكن كذلك ما كرهت القاتلين وهم اخوة لك وابناء عومة
ادفن موتاك بصمت وترحم على ارواح القاتلين ولا تشق عليهم جيبا ولا تخدش خدا
لا تصدر انينا ولا تتالم او تتاوه ,
هؤلاء هم اخوتك الذين دفعهم ظلمك وتواجدك بان كنت موجودا معهم حيث هم موجودين وكان عليك ان تتوارى , وتنتظر ما يرونه فيك , فقد يمنحونك الحياة في بيوتهم وقصورهم وقد يضعونك في مقبرة جماعية او في حوض من التيزاب , فهذه الاماكن هي الوحيدة القادر على احتواءك
فلا مكان لك في هذا العالم ما دمت انت انت , ما لم تغير جلدك وتطهره من ادران الطقوس والعصيان
مت عزيزي وسط صمت الروح ورضا الالهه

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي