![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
زياد جرغون
2011 / 7 / 5
لقد مضي علي الثورة المصرية أكثر من 5 شهور , وسرعة النجاح الذي حققته الثورة المصرية جعل الكثيرين يستبشرون خيراً , وخاصة أهل غزة واعتبروا ما حصل نقلة نوعية في العلاقة المصرية الفلسطينية. ولأن العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري هي علاقة متينة وهناك روابط عائلية واجتماعية وعلاقات اقتصادية وتجارية متداخلة يصعب فصلها.
لكن الشعب الفلسطيني بغزة ينظر لنجاح الثورة المصرية علي أمل تخفيف الضغط بإتجاة كسر الحصار الظالم الذي تفرضه إسرائيل منذ 5 سنوات عليه، وفتح معبر رفح بشكل كامل كأحد المعابر السبعة المغلقة والتي تتحكم بها دولة الاحتلال، وحتى الآن الوضع غير طبيعي كون الفلسطينيين لم يشعروا بتحسينات علي المعبر بعد إعلان الحكومة المصرية فتح معبر رفح .
فحركة التنقل على معبر رفح حاليا كما كانت قبل ثورة 25 يناير، فالمعبر يفتح 6 أيام بالأسبوع ويعمل 8 ساعات باليوم ويتم إدخال من 350 – 400 شخص لمصر وللخارج ,ويتم منع دخول العشرات من الفلسطينيين لمصر بدعوي التحفظات الأمنية عليهم من قبل أجهزة الأمن المصري المختلفة.
إن تصريحات رئيس الوزراء المصري عصام شرف ووزير الخارجية المصري نبيل العربي بفتح معبر رفح خلقت نوع من التفاؤل الحذر لدي الفلسطينيين , سرعان ما تبدد لأنه لم يطبق علي الأرض فتح المعبر. بل ما طبق هو لثلاثة أيام وسرعان ما عادت الأجهزة الأمنية والحكومة المصرية إلي سابق عهدها , وضربت بعرض الحائط تصريحات رئيس وزرائها ووزير خارجيتها لتحاول أن تعيد للأذهان بان لا ثورة حقيقية بمصر . بل إن النظام السابق هو من بقي يحكم مصر لكن بوجوه جديدة.
فالنظام المصري لازال يتعامل مع قطاع غزة وفق التالي :-
1. استمرار التعامل مع غزة علي أنها قضية أمنية , لا سياسية ولا إنسانية.
2. استمرار التمسك بقوائم الممنوعين من السفر لدواعي أمنية , وهناك من هو ممنوع منذ أكثر من 40 عام ، دون سبب يُذكر بل إن أكثر من 70% من الشباب الفلسطيني ممنوعين من دخول مصر.
3. استمرار تقليص عدد اللذين يُسمح لهم بدخول المعبر بحيث لا يتجاوز يومياً الـ 400 شخص.
4. استمرار سياسة الترحيل من المطار إلي المعبر , حيث يحتجز الفلسطيني بالمطار في بعض الأحيان أكثر من 72 ساعة لحين تجميع عدد من الفلسطينيين , ويجري ترحيلهم للمعبر وعلي نفقتهم الخاصة ويدفعوا مصاريف من يرحلهم.
5. استمرار منع حملة وثائق السفر من دخول مصر وغزة من قبل أجهزة الأمن المصرية بحجة أنهم لا يحملون بطاقات هوية , فهل يُعقل أن نجد بعد ثورة 25 يناير من يطبق القانون الإسرائيلي نيابة عن الإسرائيلي، لان هذا السلوك كانت تمارسه الإدارة المدنية بقطاع غزة والضفة حيث لا تسمح بدخول أي مواطن فلسطيني للضفة أو القطاع إلا إذا كان يحمل بطاقة هوية أو يحمل تصريح زيارة صادر عن الإدارة المدنية.
6. لازال يمنع الطلبة الفلسطينيين من الالتحاق بالجامعات المصرية الحكومية ، حيث كان يسمح لهم بالدراسة بالجامعات المصرية أيام عهد جمال عبد الناصر والسادات ،ويتم معاملتهم أسوة بأخوتهم المصريين .
إن مصر ما بعد الثورة تشبه مصر ما قبل الثورة في تعاملها مع الفلسطينيين , الواقع يشير إلي عدم إجراء أي تغيير اتجاه التعامل مع الفلسطينيين : وهل الضغوط الخارجية التي تمارس علي المجلس العسكري والحكومة المصرية يجري الاستجابة لها وخاصة باتجاه الإبقاء علي الوضع الراهن بمعبر رفح دون أي تغيير ملموس يسهل من حرية الحركة والتنقل والتجارة ما بين غزة و مصر والعالم الخارجي.
إن إعلان شباب الثورة المصرية عن تنظيم مسيرة مليونية تنطلق من ميدان التحرير بالقاهرة إلي معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة بداية شهر أيلول المُقبل للمطالبة بفتح معبر رفح دون قيد أو شرط وبشكل كامل وعلي مدار الـ 24 ساعة.
إن هذا الإعلان يمثل الأمل الكبير في مصر وشعبها وشبابها بالنسبة لأهل غزة . لان من صنع ثورة 25 يناير وانتصر قادر بكل تأكيد علي فتح المعبر ليربط بين الأشقاء ( ما بين الشعب المصري والفلسطيني ) وهذا يُؤكد أيضاً علي أن ثورة 25 يناير لن تسمح بان تعود الأوضاع بمصر إلي ما قبل الثورة , بل هي ماضية بتحقيق أهدافها بالرغم من بطئها إلي أنها لن تتوقف .
وجماهير غزة سنزحف في أيلول المُقبل علي معبر رفح ليتعانق شباب غزة مع شباب ثورة 25 يناير لنؤكد للعالم أجمع انه بعد هذا الزحف لن يعود معبر رفح مغلقاً بل سيفتح علي مدار الساعة وبدون قيد أو شرط لان الذي فتحه هو إرادة الشعب المصري الحليف الدائم والمساند لقضية شعبنا فهذا الشعب قدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى من اجل فلسطين وشعبها ومن اجل قضايا التحرير العربية.
* عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة | بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا |