التربية الجنسية لدى المراهق بين النظرية و التطبيق

عادل الكنوني
2010 / 1 / 22


مفهوم التربية :
لقد جاء في معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ما يلي :
التربية "من ربي"،ويقال ربي في بني فلان ربوا وربوءا بمعنى نشا فيهم ’أما من "ربا" ’ فيقال ربا الشيء ربوا وربوءا بمعنى نما وزاد ’ وربا فلان أي غذاه ونشاه ’ وربا بمعنى نمى قواه الجسدية والعقلية والخلقية ( المعجم الوسيط ). وأما من " رب " فيقال رب القوم ساسهم وقادهم ’ ورب الولد بمعنى رباه حتى كبر. ( فالتربية تعني إذن السياسة والقيادة والتنمية )".
- أما التربية من المنظور النفسي والاجتماعي فتعني سيرورة تستهدف تحقيق النمو والاكتمال التدريجي لوظيفة أو مجموعة من الوظائف عن طريق الممارسة ،وتنتج هذه السيرورة –أما عن فحل الممارسة من طرف الآخر ( وهذا هو المعنى الأصلي والأكثر عمومية ).
-وأما عن الفعل الذي يمارسه الشخص على ذاته. وتفيد التربية بمعنى أكثر تمديدا سلسلة من العمليات يدرب من خلالها الراشدون ( الآباء عموما ) الصغار من نفس نوعهم ويسهلون لديهم نمو بعض الاتجاهات والعوائد، وعندما يستعمل اللفظ وحده، فانه ينطبق في اغلب الأحيان على تربية الأطفال.
-ومن حيث هي وظيفة يمكن تعريف التربية كما يلي : نشاط قصدي يهدف إلى نمو الشخص الإنساني وإدماجه في الحياة والمجتمع ، تتمحور كل هذه التعاريف حول إمكانية زرع مجموعة من القيم والسلوكيات في شخصية الفرد منذ الصغر ، والتنمية فكرية العقلية والجسدية والروحية لضمان تكيفه مع الوسط الاجتماعي الذي ينبغي عليه العيش فيه بمرونة ودون صعوبات .
-تعريف اليونسكو للتربية في مؤتمرها 18 بباريس 1974.
التربية منظومة من السلوكيات والتصرفات الساعية لتنظيم العلاقة بين الأفراد والمجموعات بما يخدم مصالح المجتمع ويتفق أو يتعارض مع أعرافه تبعا للفترة الزمنية وتتابع الأجيال. كل جيل يضيف من خلال خبرته مبادئ جديدة في التربية إلى الجيل الآخر ولمساعدته على تخطي عقبات الحاضر ، ويسعى الجيل اللاحق إلى إسقاط بعض تلك المبادئ لتعارضها مع واجبات الحياة وإضافة مبادئ جديدة تفيد تذليل المصاعب وتسعى لدمج أواصر جديدة تسهم في تبادل المصالح المشتركة بين أفراده . ويمكن اعتبارها مساعي متواصلة ومتراكبة وجهود لا عصر لها في إعداد جيل جديد قادر على مواجهة معضلات الحياة القادمة.
إذا ما رجعنا إلى الفكر اليوناني القديم نرى أن التربية اقترنت بالتعليم ، وذلك من خلال رأي " أرسطو " ( 322- 384 ق.م ) الذي يقول هي إعداد الفعل كما تعد البذار للغرس،فهي عملية تشييد وتطبيع ، أما في الفكر الإسلامي فنرى أن " الغزالي " ( 1095 – 1111 ) يقول " إن صناعة التعليم هي اشرف الصناعات التي يستطيع أن يعرفها الإنسان وان أهم إغراض هذه الصناعة هي الفضيلة والتقرب إلى الله " وتلك هي العملية التربوية التي يسعى إليها الفكر الإسلامي . إلا أننا مع " جون جاك روسو " ( 1816- 1887 ) الذي يعتبر رائد التربية الحديثة حيث يرى إن التربية مهمة من نوع خاص ، حيث يقول " ليس على التلميذ أن يتعلم لكن عليه أن يكتشف الحقائق بنفسه " . وهذا يعني أن التربية نابعة من الذات بطبيعة الإنسان، وبعيدة عن التلقي الميكانيكي ، وعلى المربي تهيئة الفرص أمام الطفل لينمو انطلاقا من ميوله ومواهبه واهتماماته .
يعرف " دوركهايم " التربية قائلا " ، بأنها العمل الذي تحدثه الأجيال الراشدة في الأجيال النامية لمساعدتها في الحياة الاجتماعية ." إن أسلوب التربية بالرغم من انه مسعى جيل ما لنقله إلى الجيل اللاحق مع الحذف والإضافة لجملة من السلوكيات والأفعال بما يتلاءم ومتطلبات الحياة لكنه يختلف حسب أسلوب وشكل التربية التي تعطى من أسرة إلى أخرى .
أو من فئة لأخرى أو من مجتمع إلى أخر ، ويبقى المسمى الأساسي للتربية هو تنظيم و تأطير صلاحيات وسلطات الفرد أو الفئة الاجتماعية بما يخدم مصالحها وسلطاتها بدون أن تتعارض مع مصالح وسلطات الإفراد أو الفئات الاجتماعية الأخرى للحفظ على شبكة العلاقات الاجتماعية بما يخدم السلام الاجتماعي.
تعريف " جون ديوني " : يعرف التربية قائلا : " بأنها مجموعة العمليات التي يستطيع بها مجتمع أو فئة اجتماعية مهما صغرت أو كبرت أن تنتقل سلطتها وأهدافها المكتسبة للحفاظ على وجودها الخاص وتطورها الدائم . " ففي المجتمعات المتقدمة التي تؤطرها مؤسسة الدولة يضعف دور الفرد أو الفئة الاجتماعية في المساهمة في التربية لان الدولة تفرض نظمها التربوي على كافة فئات المجتمع بما يخدم في المحصلة النهائية كافة الفئات .
لكن دور الأسرة والجيل لا ينتهي تماما لان الكائن الإنساني الصغير السن يميل أكثر في اكتساب السلوكيات إلى تقليد الكبار.
ويرى " رونيه اوبير " أن التربية هي جملة الأفعال والسلوكيات التي يغرسها كائن بشري نوعي في كائن إنساني أخر وفي الغالب يكون الإنسان الراشد هو الذي يغرسها في الصغير بشرط أن يكون لهذا الأخير الاستعداد الكامل لتقبل غايات وأهداف الأول لعين بلوغه سن الرشد , وبتعبير اشمل يمكن أن نقول إن التربية هي العملية الواعية الموجهة توجيها قائما على إدراك وإبصار من ابل أحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك الفرد.
وبالتالي في سلوك الجماعة التي ينتمي إليها , فمجال فعلها من ناحية هو مستوى ثقافي بقيمها وعناصرها واتجاهاتها وإبعادها الماضية والحاضرة والمستقبلية مترابطة ومتشابكة، ومن ناحية أخرى هي كيان الأفراد وشخصياتهم باعتبارها القوى المستوعبة لهذه الثقافة والتي يتوقف استمرارها وتجديدها على فعلهم فيها.

أهم وظائف التربية :

تسعى التربية إلى تشكيل الفرد وتنشئة سليمة وفق معايير أخلاقية وروحية وجسدية موجودة سلفا. ومعنى الوظيفة: دور أو عمل معين أو مهمة يقوم بها للشخص...
فعل أو حدث لهدف معين في سياق وضعية معينة ... هدف وعمل ، عنصر من عناصر نظام معين أو جهاز معين ( المعجم الفلسفي ل لالاند 1972 ). ونرى من خلال هذا التعريف نرى أن الوظيفة تصبح في بعض الأحيان هدفا والعكس صحيح. وهو الأمر الذي نجده في حديثنا عن التربية ، إذ لا يمكن الفصل بين الوظيفة والهدف مادامت التربية لها من الهيولة ما يجعلها تتعدى التأطير الأجوف للفظ ونحن هنا بالتأكيد لا نتحدث عن الهدف أي الفرض او المرمى ، بمعنى تطلعات على المدى المتوسط ، اقل عمومية من الغايات التي ترجى العمل التربوي أو عدة مستويات منه ، كالقول بتغليب التعليم المهني أو التقني أو العناية بالعلم والثقافة أو الاهتمام بتعليم الكبار أو تعليم المرأة ( نفس المرجع .م.ع ) ولكن نتحدث عن الهدف بمعنى أي الهدف الذي يعم التربية من حيث هي عملية بنائية دينامية لتنشئة الفرد ، ومعنى الهدف التربوي هو نتيجة محددة بدقة يتوجب على الفرد الوصول إليها في سياق وضعية بيداغوجية أو بعدها أو أثناء انجاز برنامج مدرسي ... وهي كذلك صياغات صريحة للتغيرات المتوقعة لدى التلاميذ خلال صيرورة تربوية أو موحد لسلوك نموذجي مرغوب فيه ومعبر عنه بألفاظ سلوكية قابلة للملاحظة ، والمدى التربوي حيث معظم علماء التربية يتوخى تحقيقه من خلال مجموع العمليات التربوية ، ويصاغ في صورة تعبير يحدد المواصفات المرغوب فيها والتي يراد تحقيقها لدى المتعلم في نهاية تعلمه ، ويمكن الإشارة على أن الهدف التربوي ، أو الوظيفة التربوية ، له وجهات .
1- وظيفة أو هدف نفسي : إن الوظيفة النفسية للتربية تقوم بالأساس على تكييف الفرد الناشئ مع البيئة الاجتماعية المحيطة به من جهة ، وكذلك مع متغيراتها البيولوجية من جهة أخرى ، كنموه الجنسي ودخوله في مرحلة نفسية معينة وخروجه من مرحلة سابقة عن الأولى بالضرورة (مثل خروج من الطفولة ودخوله في المراهقة ، مع ما تعرفه من تغيرات نفسية وبيولوجية ) ، بحيث تهدف إلى تنشئة الفرد نفسانيا حتى يصبح قادرا على مواجهة صعوبات الحياة الاجتماعية وقادرا على امتصاص الصدمات النفسية .
2- وظيفة أو هدف اجتماعي : يبرز هدف التربية الاجتماعية في خلق بيئة تتميز بتداخل العلاقات الاجتماعية والعمليات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد مع التركيز على إبراز مفهوم الشخص داخل المجتمع كبنية متغيرة ونامية تتطور وفق سيرورة خطب اتجاه الاستقلال بدور معين يقوم به الشخص داخل المجتمع وهو ما نسميه بالمهنة أو الوظيفة ، كما تركز التربية اجتماعيا على تشريب الفرد كل مقومات الجماعة من قيم وأخلاق ودين وتقاليد لكي يصبح فيما بعد هو الآخر مورثا لجيل آخر ياتي من بعده . وعموما فان هدف التربية " هدف مثلث الأبعاد ، فالتربية : أولا يجب أن تجعل الفرد يعي إمكاناته الذهنية وحالاته النفسية وان تقدم له المعرفة اللازمة لتحقيق هذا الوعي ، وان تجابهه بطرق مختلفة لتحويل إمكاناته من حالة وجود بالقوة إلى حالة وجود بالفعل . ثانيا مهمة التربية أن تجعل الفرد يعرف نفسه ويعي انتماءاته ، وهذا يقتضي وعيا بالأدوار التي قد يؤديها الفرد ، وبالتالي تنميته لحش الواجب والمسؤولية الذي يفرضه تحقيق دور معين أو الانتماء إلى نطاق معين . ثالثا : مهمة التربية توعية الفرد بحيث يصبح قادرا على التمييز بين الغايات والوسائل لكي يعرف كيف يحقق إمكاناته ويقوم بالواجبات التي تنبع من أدواره وانتماءاته وأيضا لكي يعرف كيف يحقق إمكاناته ويقومها ويعدلها حين يجب التعديل.


مفهوم الجنس :
تعريف :

الكلام عن الجنس عموما يصدم العقول ويستفز المشاعر فهو ذلك السهل الممتنع فما نعتبره بديهيا من حيث هو ممارسة بين طرفين قد يكون على مستوى من التعقيد اكبر مما يبدو عليه، فما هو الجنس ؟
قال ملينو فسكي : " الجنس ليس مجرد اللقاء الفيزيولوجي بين اثنين ولكنه الحب وصناعته ،انه نواة الزواج وتكوين الأسرة ، انه في الحقيقة يسيطر على مظاهر ثقافتنا ، الجنس بمعناه الواسع هو قوة اجتماعية وثقافية وليس لقاءا عابرا بين رجل وامرأة ".
ففي اللغات الأجنبية غير اللغة العربية ، فرقوا وضعوا حدودا بين الفعل الجنسي والسلوك الجنسي ، فالأول يمكن أن يشمل مثلا العادة السرية والممارسة مع طرف ثان ، أما الثاني فيشمل قراءة المجلات الجنسية والنظر للصور والأفلام وارتداء ملابس مثيرة ، وقد حددوا مجموعة من الأدوار المختلفة للجنس ، فإذا كان الجنس في ثقافتنا الإسلامية يحث على تكثير سواد الأمة مع العفاف والإحصان في حين في ثقافة الغرب يتمحور دور الجنس في ثلاثة أشياء :1- الجنس من اجل المتعة بدون أهداف . 2- الجنس من اجل مشاركة إنسان نهتم به . 3- الجنس من اجل إنتاج الأطفال .
وكمقابل لمفهوم الجنس في ثقافتنا الإسلامية ، نجد مفهوما آخر يماثله وهو مفهوم النوع ، فإذا كان هذا المفهوم من المفاهيم الجديدة التي برزت بصورة واضحة في الثمانينات من القرن الماضي ، من خلال العلوم الاجتماعية والواقعة الاجتماعية السياسية ،فان النوع (الجندر) هو إشارة للمرأة والرجل إذ استخدم لدراسة وضع المرأة بشكل خاص ، وكمدخل لموضوع المرأة في التنمية ، إن الدور الذي يقوم به أي من النوعين هو نتاج سلوك مكتسب ، وعلى هذا السلوك تتعدد العلاقات والأدوار التي يقوم بها الذكر والأنثى ، ويتقاطع مفهوم النوع مع الجنس في كونه يخص الكائن البشري بصنفيه (الذكر والأنثى ) فالنوع الاجتماعي وبخلاف مفهوم الجنس من الناحية البيولوجية أو النوع الجنسي ، بحيث إن النوع الاجتماعي في هذا السياق يدل على تفاعل الأدوار والعلاقات بين الرجل والمرأة بخلاف النوع الجنسي الذي يهتم بالجانب البيولوجي للإنسان المتضمن للصفات الفيزيولوجية والتي تفرق بين الذكر والأنثى من حيث الكروموسومات والصفات التشريحية ، والإنجابية والهرمونية ، في حين إن النوع يتضمن تلك الصفات الاجتماعية بالأساس والحضارة المرتبطة بالرجال والنساء في إطار محتوى اجتماعي زمني محدد.

مفهوم المراهقة :

المراهقة هي بداية انتقال الطفل .الفتاة من الطفولة إلى الشباب إلى الرجولة أو الأنوثة وهي بالضبط انتقال جسدي وعاطفي وعقلي واجتماعي ، ومن هنا تأتي أهمية المربي وفهمه لفترة المراهقة وخصائصها وخطورتها لتكون له عونا على مساعدة المراهق لاجتياز . هذه المرحلة بأمن وسلام واضمن . وتأتي صعوبة التحديد للمراهقة من اعتبارها سيرورة نضج ونمو غير ثابتين ، فبالرغم من كونها تعتبر فترة من الحياة لها قوانينها ومشكلاتها ودورها فهي في نفس الوقت إحدى حلقات دورة النمو النفسي والجنسي التي يجتازها الإنسان ، حلقة تتاثر بالعوامل السابقة لفترة الطفولة وتؤثر في المراحل اللاحقة عليها ، فالطفولة تؤثر في المراهقة وهذه الأخيرة تؤثر في الرشد ، فالمراهقة ليست فترة معايدة كما يعتقد علم النفس الكلاسيكي بل هي فترة تمتد بجذورها وروابطها.
المراهقة لغويا:
ترجع لفظة المراهقة إلى الفعل العربي ( راهق ) الذي يعني الاقتراب من الشيء ، فراهق الغلام فهو مراهق .أي قارب الاحتلام ،ورهقت الشيء رهقا قربت منه . والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد .
المراهقة في اصطلاح :
إن اصطلاح المراهقة في علم النفس يعني الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي
ونفسي اجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه ، لان المراهق لا يصل الى الاكتمال الأبعد سنوات قد تصل إلى تسعة .
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة ، وهي أن النمو تدريجي ، مستمر ومتصل ، وهو انتقال يتخذ شكل تغير ونمو في جسم وعقل ووجدان المراهق ، والكلمة " المراهقة " فاصلها اللاتيني التي اشتقت منها لفظة الراشد .
مرحلة المراهقة:
المراهقة تشير إلى تلك الفترة التي تبدأ من البلوغ الجنسي حتى الوصول إلى النضج ويعرفها سانفورد على أنها :" تشير إلى فترة طويلة من الزمن ، وليس لمجرد حالة عارضة زائلة في حياة الإنسان .
المراهقة مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرجولة ، وعلى كل حال يجب فهم هذه المرحلة على أنها مجموعة من التغيرات التي تحدث في نمو الفرد الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ، ومجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي لا تصل كلها إلى حالة النضج في وقت واحد " . ويحدث في هذه المرحلة كثير من التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية والتغيرات الجسمية والعقلية .
وهنا يجب التمييز بين البلوغ والمراهقة وذلك بسبب الخلط السائد بينهما ، فالبلوغ يعني اكتمال الوظائف الجنسية لدى المراهق ، أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسدي والعقلي والاجتماعي ، وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب من جوانب المراهقة ، كما انه من الناحية الزمنية يسبقها ، فهو أول دلائل دخول الطفل لمرحلة المراهقة .
وتستعمل لفظة الشباب كمرادف للمراهقة ويرى " ديبس " أن الشباب هو الجانب الاجتماعي للمراهقة ، فالشباب يشكل فئة اجتماعية خاصة تتميز عن الجيل الذي وصل فعلا إلى النضج الحقيقي .
ويحدث أن ينمو ويتشكل المراهق في أوقات مختلفة ، لذلك فان حدودها لا يمكن إلا أن تكون حدودا وضعية أو متعارف عليها وهي حسب السن من 12 _21 بالنسبة للذكر ومن 13_ 22 بالنسبة للفتاة ، وهي تتألف من ثلاث مراحل فرعية :
1- المراهقة المبكرة الممتدة من 11 _ 14 .
2- المراهقة المتوسطة: 14 _ 18.
3- المراهقة المتأخرة: من 18 _ 21.
- التغيرات التي تطرأ في حياة المراهق :
1- تغيرات جسمية:
المراهق ( الشاب والفتاة ) يلاحظ بعينه التغيرات التي تطرأ على جسمه يوما بعد يوم والتي لا دخل له فيها مثل الطول والعرض ونمو الشعر وكبر حجم الأنف وخشونة الصوت وحب الشباب الخ ، ويعد البلوغ من اخطر معالم التغير الجسمي ، أو الحدث الجنسي البارز وهنا يحس المراهق ولأول مرة بقوة جنسية فائقة يشعر من خلالها بقدرته على التناسل ، ثم تدفعه هذه القوة نحو الاهتمام بالجنس الآخر ، حيث يحدث تغيرات فيزيولوجية تتعلق بالخصوص بالغدد الجنسية وإفرازها لمادة سائلة فيبدأ بالاحتلام أو ممارسة العادة السرية ، وبدء الدورة الشهرية وعادة الاستمناء وبروز حجم الصدر وزيادة حجم الورك عند الفتاة ، كل هذه التغيرات والتبادلات تظهر بشكل قسري دون إرادة المراهق ، مما يسبب في خلق نوع من عدم التوازن في شخصيته والمطلوب منه أن يتكيف معها بشكل مناسب حتى يتجاوز هذه المرحلة بسلام ، لذلك يحتاج المراهق لتوعية بما يحدث له ، والى تغييرات وشروح وإجابة عن مجموعة من الأسئلة تؤرق ذهنه ، والأمر الذي ، في غالب الأحيان ، لا نجده في الأسر التي تنتمي إلى طبقة غير متعلمة .
2- التغيرات النفسية:
كل هذه التغيرات الجسمية السابقة كان لابد أن تفرز تغيرات على المستوى النفسي حيث يظهر الاضطراب والقلق لدى المراهق والإرادة في التعبير عن كيانه وقمة التجريد ، وازدياد طلباته واهتمامه بمظهره ، كل هذه المحاولات من قبل الأنا ث تعود أسبابها إلى تضخم أنا المراهق ، فهو يعتقد انه قادر على القيام بكل الأمور التي يريدها ويحبها ، ولديه خيال خصب وتفكير واسع ، وطموح جانح يتعارض وإمكانياته المحدودة مما يخلق عدم التوازن و اللاتكيف النفس في أناه ، فهو شديد الحساسية كذلك كلما أثير أو انتقد من قبل الآخرين مادام يعتبر نفسه كيانا مكتملا لا يمكن أن يخطئ .
ولا شك إن هذه التغيرات النفسية سببها الرئيسي التأثير بالعالم الخارجي وانفعاله ، حيث يشكل الجنس الآخر حاجة ملحة للذات كما يلعب دورا أساسيا في رسم حياة النفسية ملؤها الألم والعذاب والحزن في أحيان كثيرة ، إلا انه يرى فيها سعادة وفرحا ، ويعتبرها مظهرا من مظاهر عاصفة الحب والانجذاب الانفعالي نحو الجنس الآخر ، ولعل هذا ما يبرز الرغبة في التواجد مع الجنس الآخر بشكل دائم ومستمر والتلذذ بالاستماع إليه والكلام معه .
3- التغيرات الاجتماعية :
يشعر المراهق بأنه في حاجة ملحة لتحقيق مكانته الاجتماعية لكي يرى فيها ذاته والتعبير عن أفكاره وأحلامه وهذا غالبا ملا يجده في أسرته فينطلق باحثا عن مجموعة من المراهقين أمثاله حيث يشاركونه اهتماماته وعالمه ، وتصبح تلك المجموعة ملاذا ، إما يربط مصيره بها ثم يصبح هذا المجال حيويا لممارسة رغباته وميولا ته واهتماماته وهذه المجموعة قد تكون عبارة عن مجموعة من الأشخاص لهم نفس الاهتمامات السوية أو غير سوية ،كالانضمام إلى عصابة أو مجموعة رفاق سوء
فينزلق المراهق فيها نحو الملذات الشاذة، إما المجموعات السوية من خلال التنظيمات الثقافية والاجتماعية أو الأندية الرياضية..... وبالتالي يساهم بشكل ايجابي في تكوين شخصيته بعيدا من الانحراف والسلوك الشاذ .
_ التربية الجنسية لدى المراهق _
1- المراهق والجنس:
إذا كانت مرحلة المراهقة تبدأ مع البلوغ وظهور قوة غريزية جنسية شهوانية تتميز بالعنفوان فان الكائن الإنساني ذكرا أم أنثى لديه وظيفتين أساسيتين: وظيفة جنسية ووظيفة تناسلية حسب ما أكد عليه س. فرويد ،فالأولى تبدأ منذ ولادة الإنسان من خلال مختلف أنواع السلوك مثل : المص والقبلة والمداعبة والاستمتاع ... الخ.
في حين أن ثانية وهي القدرة على الإنجاب ، ويقول فرويد موضحا الفرق بين الجنسية والتناسلية .
" إن ما يستيقظ في نفوسهم ( المراهقين ) بالفعل في هذه السن هي الوظيفة التناسلية ، التي تستخدم لبلوغ غايتها جهازا جسميا ونفسيا يوجد من قبل ، فانتم تخطئون إذ تخلطون بين الجنسية والتناسل ...." ولعل هذا ما يبرز تقسيم فرويد لمراحل النمو النفسي حسب تطور النمو ، فهناك مرحلة الفمية وهي المرحلة الأولى من مراحل النمو التي تمتد من الولادة إلى نهاية السنة الأولى ، الذي يحقق لذة تتجاوز لذة التغذية لتحقيق لذة جنسية لدى الرضيع ، أما المرحلة الثانية : فتمتد الى نهاية السنة الثالثة وهي المرحلة الشرجية ، فالطفل يحصل فيها على لذة من خلال التبول او التبرز وكل المرحلتين السابقتين تسميان بالمرحلة ما قبل التناسلية حيث لا يكون للطفل أي اهتمام بالأعضاء التناسلية ، ابتداء من السن ( 3__6 ) فان مناطق اللذة فهي الأعضاء الجنسية ، وفي السنة الخامسة تظهر العلاقة الثلاثية التي تؤطر لعقدة أوديب ، فالصبي يريد أن يستأثر بأمه ، ولا يخفي رضاه حين يكون الأب غائبا .
ويعرف الطفل إلى حدود مرحلة البلوغ بما يسمى بمرحلة الكمون على مستوى النشاط الجنسي ، وهذه المرحلة أهميتها على الصعيد الأخلاقي للطفل ونموه ، إذ خلالها يزداد نمو الأنا ، ويتم تبين وتنظيم الأنا الأعلى ، وتساهم التربية المدرسية في نضج هذا الأنا الأعلى من خلال قصص الأنبياء والعصاميين والأبطال ، أما مرحلة البلوغ التي تعتبر المدخل الطبيعي للمراهقة ، فان الطفل ينتقل فيها من الميول الجنسية الموجهة نحو الناس إلى الاتجاه نحو الموضوع ، غير أن هذا الانتقال لا يتم بكيفية مفاجئة بل بطريقة متدرجة ، وبالرغم من نيله للجنس الآخر فان قلة نضج قدراته الجسمية والنفسية والاجتماعية لا يسمح له بربط علاقة معه ، لهذا فان التخيلات والأوهام تشكل مصدر تقريب هذا الآخر إليه ، لهذا فالعادة السرية تظهر في هذه الفترة لدى معظم المراهقين في بداية هذه المرحلة ثم ينتقل بعدها إلى مرحلة لاحقة يروم فيها التقرب من الجنس الآخر ، ألا انه لا يستطيع بعد الدخول في علاقة معه ، فيظهر الشذوذ الجنسي ، أحيانا كنتيجة لذلك ، إن ميل المراهق للجنس الآخر لا يتخذ طابعا تخصصيا معينا بحيث انه لا يبحث عن طرف مثالي نموذجي له صفات معينة ثم ينتقل بعدها لمرحلة الاختيار عن طريق بحث مضن عن الطرف الآخر متوهما عاطفة الحب مريدا له ، وتبين مختلف البحوث التي تناولت مرحلة البلوغ خاصة دراسة "" كامبل ، وفورفي " أن المراهقين في المراحل الأولى والمتوسطة يظهرون كراهية للجنس الآخر ويتجنبون الاختلاط به ، أي إن البلوغ في حد ذاته لا يعني فترة المراهقة ، لان الدخول في المراهقة الفعلية يبدأ بالميل نحو الجنس الآخر وليست كراهية .
2- مفهوم التربية الجنسية :
هي شكل من أشكال التوعية التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات السليمة والمتعلقة بالأمور الجنسية حسب ما يسمح به نموه الجسمي والعقلي والاجتماعي ، مما يؤهله لبلوغ التوازن النفسي والاجتماعي وفي مستقبل حياته الجنسية والإنجابية ، وهي الخبرة الصالحة والكفيلة بتأهيل المراهق لحسن التكيف مع مختلف الأوضاع المحيطة بالوظيفة الجنسية .
تهدف هذه التربية بالأساس لتزويد الناشئين بالمعارف العلمية لمختلف الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه ، والحياة الإنجابية وذلك لتجنب الاعتماد على الأفكار المسبقة والمعتقدات الخاطئة ، والتربية الجنسية السليمة ينبغي أن تنطلق من الأسرة عن طريق الأبوين وفي من قبل البلوغ ثم تستعمل في المؤسسة التربوية بطريقة متناسقة مع جملة المواد المبرمجة في الدراسة ، كما يشترط ، لسلامتها ، آن تكون التربية الجنسية وقائية ( شرعية ) وقائمة على الشرعية المسبقة ، وقادرة على إعلاء الدوافع الجنسية وتحويلها باتجاه النشاطات الاجتماعية والفنية والرياضية المفيدة .
إن التربية الجنسية ضرورة ملحة، وعلى الأهل أن يدركوا أهميتها، ولذلك وجب توعية أبنائهم في هذا النطاق، ويجب أن تكون هذه التوعية قائمة على الصراحة والصدق وبعيدة عن الخداع.
وحسب احد النفسانيين وهو " فيفان جاماتي " : الولد الذي يفقد ثقته بأهله هو بمثابة ولد يتيم ، لذلك لا يجب على الآباء والأهل أن يتهربوا من الإجابة على بعض الأسئلة المحرجة وألا يبالغوا في الأمر والنهي أو تصوير الفعل الجنسي كأمر محظور TABOU ,وان يركزا على أهمية الحب والتفاعل بين الزوجين الذي يسبق العلاقة الجنسية.
لماذا نخص المراهقين بالتربية الجنسية :
ينبغي للتربية الجنسية أن تقدم للجميع إلا إننا نخص المراهقين بشكل اكبر لأنهم:
1- لديهم أقصى حد من الرغبة الجنسية .
2- يشكلون مجموعة أكثر عرضة للخطر والانحراف.
3- لأنهم تواقون للحصول على معلومات حول الجنس والحياة الجنسية لما عرفوا من تغيرات جسدية ونفسية.
4- لأن مصادرهم في المعلومات حول الجنس مستقاة من الأصدقاء وأفلام الجنس والصور والكتابات الجنسية.
5- هم عرضة للانحراف بكل سهولة، ولديهم القابلية لذلك.
6- ينخرطون في مشاكل الأمهات العازبات والإجهاض والشذوذ الجنسي .
7- سيصبحون مواطنين مسئولين في المستقبل قانونيا وأخلاقيا.
8- لأنهم عندما يحصلون على معلومات جنسية عن طريق وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة المقروءة غالبا ما تكون مغلوطة وغير علمية ، ولأنهم يميلون أكثر للجنس الآخر ولهم فضول كبير في التعرف على الجنس الآخر .
9- الجهل الجنسي : فالتربية الغير كافية أو المنعدمة لا تؤهلهم لفهم المرحلة التي يمرون بها كل هاته الأشياء ولاعتبارات أخرى يطول الحديث عنها ، كان ولا بد وان نرصد اهتماما كبيرا حول التربية الجنسية لدى المراهق ، فهناك من يرى أن الدراسات التي أجريت حول التربية الجنسية في المدرسة لها وجهين متناقضين من حيث مرد وديتها وأثارها على المراهق ، إذ قد تحفزه على الممارسة الجنسية بشكل غير طبيعي وصحي أو تنبهه بخطورة الممارسة الجنسية.
وفي دراسة حول الموضوع في برنامج قامت به منظمة اليونسيف داخل مجموعة من المدارس ، وجدت أن اهتمامات الطلبة تختلف حول الممارسة الجنسية فإما أن يتزوجوا في مرحلة مبكرة أو يصبحون شاذين جنسيا ، وهذا ما جعل مجموعة من المنظمات النسائية تؤكد على أن الفتيات غير واعيات بالمبادئ الأولية للحياة يكن أكثر عرضة لسوء الممارسة الجنسية وللتحرش الجنسي والاغتصاب والحمل غير المرغوب .
وفي بحث أظهر أن خمسون بالمائة من زبائن المصحات النفسية ، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و25 سنة ، وان معظم الأسر هملت التربية الجنسية أو تقدم الجنس بطريقة غير سليمة ( كموضوع لا يجب الحديث عنه ).
إن الجهل بالمعلومات حول الجنس أو الاقتصار على معلومات مغلوطة دون تصحيحها تؤدي إلى ظهور جميع أنواع السلوكات الخطيرة والتي مفادها انتشار الأمراض الجنسية على الخصوص .
- ما هي التربية الجنسية لدى المراهقين :
1- تساعد على فهم جسمهم وطبيعة الوظائف التناسلية وأهميتها .
2- فهم طريقة التناسل .
3-إعدادهم لمرحلة انتقالية وهي مرحلة الرشد .
4-تساعد المراهقين على أن يراعوا الآخرين في الممارسة الجنسية.
5- جعلهم فخورين بجنسهم أي بنوعهم وتقديرهم لصفاته، ولقدرات الجنس الآخر.
6- القيام بسلوك جنسي مسئول .
7- بناء سلوكات جنسية صحية .
==> خلاصة : لابد أن نراعي مجموعة من التوصيات عند تقديم التربية الجنسية .
- توصيات:
لا بد لكل مرب سواء أكان أبا أو معلما أن يراعي مجموعة من الشروط أو النصائح بعبارة أدق، وهي كالآتي:
1- التربية يجب أن تبدأ قبل البلوغ.
2- يجب أن تمنح بطريقة تدريجية، ويجب أن تتركز بالأساس ما بين 8 و 10 سنوات.
3- يجب أن تكون اختيارية ( عن طواعية ) حتى يستعد لتقبلها على المدى البعيد.
4- يجب اخذ موافقة الآباء ومساندتهم.
5- التربية الجنسية يجب أن تكون مندمجة في الأنشطة الاعتيادية والأنشطة الثانوية للمراهقين.
6- يجب أن يتم تقسيم البرنامج الذي ثم الاشتغال عليه، مراجعة، تحليل وملاحظة، حيث لابد أن يعدل البرنامج من حين لآخر.
7- التعليم يجب أن يكون له بعد اجتماعي.
8- الأجوبة يجب أن تكون صادقة ( عن أسئلة جنسية مطروحة ).
9- الاستعمال الصحيح لأسماء الأعضاء المختلفة للجسم .
10- لا ينبغي على الآباء آو المعلمين أن يصدموا بتساؤلات الأبناء حول الجنس أو أن يعاقبوهم.
لان الفضول سيء طبيعي في الطفل .
11-ينبغي على المربين أن يشعروا الأبناء بضرورة القيام برصد تمثلات المجتمع واعتبار الجنس ليس خطيئة ولكنه رغبة مباحة ومشروعة في الحياة.


مفهوم التربية الجنسية:

إن التربية الجنسية في المدرسة من الأحسن أن يكون لها امتداد في البيت .
1) التعليم ينبغي أن يكون صحيحا علميا.
2) ينبغي أن يكون عن طريق الحوار الثنائي.
3) الموضوع ينبغي أن يكون ذو حمولة وجدانية، واللغة المستعملة لابد أن تكون مقبولا اجتماعيا.
4) مجموعة التلاميذ ينبغي أن تكون متلائم في السن والمرجعية الثقافية .
5) لو كانت التربية تقدم خلال سنة واحدة لابد أن يخصص لها على الأقل من 45 دقيقة إلى ساعة مرة كل أسبوع، أو نصف يوم أو يوم كامل، أربع مرات في السنة.
6) الحديث ينبغي أن يدعم بوسائل سمعية- بصرية مساعدة.
7)المجموعة من التلاميذ لا ينبغي أن تتجاوز 50 فردا، ألا وسيصبح التواصل معها صعبا.
8) يجب أن يبدأ المشروع رياديا.
8-1- على الأقل تواجد معلم واحد مدرب.
8-2- وجود دعم من الإدارة .
8-3- دعم الوالدين والمدرسين بحيث ينبغي أن يتوفر قبول أولي للوالدين حول مشاركة التلاميذ في دروس التربية الجنسية ( كراسي التربية الجنسية ).
8-4- البرنامج المجرب ينبغي أن يخطط له جيدا لتجنب الحساسية الثقافية والمواضيع الهامشية(المعرقلة).

تطبيق البرنامج ( أجرأة البرنامج )
- المنهج والمحتويات سوف تعتمد على:
1) توفر الموارد البشرية .
2) توفر الوقت .
3) توفر الوسائل السمعية البصرية المساعدة .
4) نفس السن ، المستوى الثقافي ، الجنس ، والمرجعية الثقافية للمجموعة .

-المناهج والطرق:
(1) المحادثات (2) مجموعة النقاش (3) صندوق الأسئلة (4) حصص الأسئلة والأجوبة (5) التمثيل (6) الدراما (7) سرد الحكايات (8) النقاشات (9) مشاهدة الأفلام والأفلام الوثائقية ، مع العلم أن المحادثة هي الطريقة التقليدية :
وهذه الطرق أو المناهج إذا استعملت ستعطي تنويعا في البرنامج وتحافظ على رغبة التلاميذ في هذه الحصص .
هناك مواضيع كثيرة يمكن استخراجها من هذه النقاشات والدراما .
مثل: الأمراض المنقولة جنسيا – حمل القاصرات – الاستشارة قبل الزواج – الأسطورة والمفاهيم المغلوطة – الشذوذ الجنسي – زواج الأطفال – الميز حسب الجنس، اختيار الشريك.
إن نظرية صندوق الأسئلة مفيدة جدا وفعالة في التربية الجنسية.
طريقة صندوق الأسئلة:
-وضع صندوق في مكان مركزي في المدرسة أو الإعدادية أو الثانوية.
-وضع علامة على الحائط لإعلان التلميذ بإمكانية وضع أسئلتهم في الصندوق دون الإشارة إلى أصحابها حول المشاكل الصحية والأسئلة المرتبطة بأجسامهم ووضعها في الصندوق.
- يفتح الصندوق مرة واحدة في الأسبوع من طرف المعلمين ويتم الإجابة عنها .
-هذه النظرية: صندوق الأسئلة، مناسبة، سهلة التطبيق، تأخذ بعين الاعتبار ارتباك التلاميذ في الإفصاح مباشرة عن مشاكلهم كما تلبي حاجيات المراهقين.
-هل ينبغي أن يشتمل المقرر الدراسي في الثانوية على التربية الجنسية ؟
معظم المعلمين يشاطرون فكرة اشتمال المقرر على التربية الجنسية . ( في الغرب ),في حين أن البعض عبروا عن تحفظهم للأسباب التالية :
1) بعض المواضيع فهي حساسة و هبا حساسية ، ومن الممكن ان تؤدي إلى نتائج عكسية .
2) التربية الجنسية تزكي فضول غير ضروري وتؤدي الى سوء استعمال طرف التلاميذ .
3) التلاميذ مسبقا مثقلين بالمقرر.
4) المدارس ليس لديها وقت إضافي لإدماج التربية الجنسية .
من هم المقولون للقيام بالتربية الجنسية ؟
- بنبغي أن تدرس من طرف أساتذة ومعلمين مختصين . كما يمكن أن تكون من طرف أقران متدربين في المجموعة المستهدفة.
- ينبغي أن تتضافر جهود كل من الآباء والمعلمين والإداريين لتحقيق هذا المبتغى.
- من يمكنه التدريب ؟
ينبغي أن يتلقى الفرد كل من أجزاء التربية الجنسية ، أطباء ، أخصائيين في علم النفس ، ناشطين جمعوعيين ، معلمون متطوعون ، منظمات غير حكومية ، إعلاميون ، وغيرهم .... تكوينا في التربية الجنسية لان هذا الأخير يحتاج إلى مصادر معرفية متعددة، وهذا التدريب ليس فقط في المضمون أنما يكون أيضا في منهجية التطبيق ( طريقة التطبيق ).
ينبغي أن يكون لدى المعلمين / المدربين دراية بالمهارات اللغوية، وان تكون لديهم قدرة جيدة على إصغاء، وان لا يقوموا بدور الحكم ( إعطاء أحكام قيمة ).
- مراعاة جانب الثقة في اختيار المدرب :
لقد تبين في تحقيق حول المراهقين بأنهم يفضلون تلقي هذه المعلومات من طرف معلميهم، وتبين أيضا بان المعلمين أكثر قدرة على تحديد مدى استيعاب التلاميذ للموضوع. ( موضوع التربية الجنسية ) ، مع انه ليس كل المعلمين راغبين على التطوع للعمل في المشروع بحكم قناعاتهم الخاصة .
ولهذا من الأحسن اختيار المعلمين المتطوعين بعفوية للتدريب .
يحتاج المعلم إلى قدرة إقناع كبيرة وقناعة للوقوف إمام مجموعة المراهقين وإقناعهم بان الجنس أمر يستحق التقدير والتكريم .
لهذا ليس كل معلم ان يوافق على إعطاء هذه الحصة ، كما انه لا يمكن لكل معلم ان يكون قادرا على بعد تقديمها : في بعض الاحيان يمكن ان يكون المعلمون الاكثر حماسا للموضوع غير مناسبين لاداء المهمة ، لهذا يتوجب اختيار المعلمين بعد معرفة بشخصيتهم .
يتوجب كذلك تشجيع التلاميذ على القيام بهذا الدور التدريبي التعليمي في علاقتهم مع أقرانهم .
الإطار التنظيمي للمشروع :
عندما يراد تطبيق برنامج التربية الجنسية على نطاق واسع، يتوجب طلب مساعدة كل من:
الممثلين الحكوميين، فعاليات المجتمع المدني، خبراء في التربية الجنسية، وممثلين عن المنظمات غير الحكومية، وممثلين عن المؤسسات التعليمية.
-ا- الأجهزة السمعية / البصرية المستعملة لا تكون دائما ملائمة للمهمة:
ولهذا يتوجب تحضير أجهزة قادرة على تلبية رغبات المجموعة.
1-2- الاختلاف الثقافي من قبيل اللباس ، العادات ، اللغة يكون حاضرا على الحكم على هذه الأجهزة التي قد تكون مناسبة بالنسبة لمنطقة وغير مناسبة في أخرى ، ولهذا في أثناء تحضير هذه الأجهزة السمعية / البصرية المدعمة للدراسة لابد من احترام المرجعية الثقافية للمجموعة المستهدفة .
2- الاختبار المسبق ( للبرنامج ) أمر مهم لتجنب أي ارتباك أثناء عملية التواصل، وهو يراعي هل فعلا الوسائل / السمعية البصرية تحترم تلك الثقافة ؟ هل الرسالة مفهومة ؟ وهل الأدوات المستعملة مناسبة ؟
حصيلة:
بعد توفير التربية الجنسية للمراهق يتمكن هذا الأخير من فهم بعض السلوكيات في الحياة مثل تقديره وتكريمه لجسده ، تحمله لمسؤولية سلوكه الفردي ( قانونيا وأخلاقيا ) – تعلم المراهق اتخاذ القرار –تمتعه بحياة جنسية دون الشعور بالذنب أو الخجل أو الخوف – تعلمه التمييز بين سلوكه الجنسي اللائق والسلوكيات المضرة سواء بنفسه أو بالآخرين وبالتالي الامتناع عن الاغتصاب – تجنب الأمراض المنقولة جنسيا – حياة زوجية سعيدة – الوعي بالمشاكل الاجتماعية مثل : الميز حسب الجنس ( النوع )- الدعارة...

الأخلاق في التربية الجنسية :

ما دام الجنس من حيث هو مجموعة من الألفاظ والسلوكيات يسمع بها كل أفراد المجتمع من خلال اللغة العادية ( السوقية ) وكذا في الدين والمدرسة والشارع فبالأحرى أن يتم الإجابة على الأسئلة التلاميذ من الطرف المدرب / المعلم بوضوح وشفافية دونما الحاجة إلى إخفاء والخجل .
تقويم:
من المهم التقويم والتحليل والتعديل للبرنامج من وقت لآخر لان ذلك يساعد معرضي معرفة مدى فعاليته ونواقصه.
تخطيط المنهج الدراسي:
-لا يوجد دليل للتربية الجنسية للمراهق جاهز ومقبول من لدن الجميع فبعض المربيين يحضرون دليلهم الخاص بالاعتماد على صور للأعضاء التناسلية والتطرق لمواضيع كالتغيرات الجسمية والعاطفية عند البلوغ.
-الأمراض الجنسية وتحديد النسل، في حين يلجا البعض إلى التركيز على مواضيع عائلية كالعلاقة بين أفراد العائلة، دور المرأة، دور الرجل، الإدماج الاجتماعي للطفل. ويلجا آخرون إلى تناول الاختلافات الثقافية والاجتماعية والمعتقدات المتعلقة بالجنس وبالتالي فكل خبير يناقش الموضوع من وجهة نظره وحسب تجربته في الميدان ، ولهذا لا يوجد دليل نموذجي موحد يمكن أن يلبي الحاجيات المختلفة للجميع .



























المراجع



1- المراهق والعلاقات المدرسية ، احمد اوزي .
2- - سيكولوجية المراهق ، احمد اوزي .
3- مشكلات الطفولة والمراهقة ، ميخائيل ابراهيم اسعد .
4- مجلة علوم التربية ع . 9 - 10 .
5- مصطلحات مذخلة ( الجندر ) عادل ابو بكر الطلحي .
6- مجلة الحوار المتمدن – العدد 1436 - 06 / 1 / 21 ( الحمدمي خالد ) .
7- مجلة الحوار المتمدن _ العدد 1779 - 06 / 12 / 29 ( محمود بادلي ) .
8- الموسوعة النفسية الجنسية – د عبد المنعم الحنفي .
9- والتوافق النفسي ومستوى الطموح " صلاح احمد مرحاب " .
10- محمد محمد جاد (الإسلام و العلاقات الجنسية بين الرجل و المرأة)1979.
11- الدكتور يوسف مراد (سيكولوجية الجنس) مجلة إقرأ العدد 138 سنة 1994

12- Dictinary . com un abriged ( v . 1 . 1 ) .
13- The American science Dictionary .
14- The free enyidopedia .
15- www.healthlibarary.com / reading / parukruthi / sesc / chap 4 litmil . sex education to Adolescents by Dr . vithas Prabhu.
16- 5-EDUCATION ET SOCIOLOGIE PAR EMILE DURKHEIM. 1922


















حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي