ثقافة الموت-الجزء الأول-العدد الأول

عادل الكنوني
2007 / 11 / 23

لقد فكرت مليا قبل أن أحمل القلم و أخط هذه الأسطر , لكن لابد من قول الحقيقة و لو كانت مرة مرارة الدواء الشافي من سقم النفس الإنسانية, سأبد أولا بطرح السؤال التالي لماذا نفضل العيش دون تناقض؟
لن أجيب عن هذا السؤال بجملة أو جملتين لكن سأحاول أن أجيب بسرد قصة افتراضية من وحي خيالي, كما كان يفعل أفلاطون و أستاذه سقراط, فلنتصول مثلا أن شخصا يعيش في أرض لوحده , ولنتصور أن هذا الشخص يعيش بسلام مادام لم يرى كائنا آخر من بني جلتده, ينعم بكل نعم الحياة ما عدى نعمة المجتمع( إن سلمنا بأنه نعمة) و فجأة ظهر كائن آخر يريد أن يمتلك بعض الذي يمتلكه ذلك الشخص الاول بالقوة .
فبدأ الحوار بينهما( إن سلمنا أنه حوار) كالتالي:
الغريب :أنا قادم من مكان بعيد, و أريد أن أستقر هنا.
مالك الارض: ألم يكن لك أرض في وطنك الأم؟
الغريب : ليس لي و لأجدادي أرض؟
مالك الارض: و هل كان لك وطن؟
الغريب :لا أظن ذلك لكن ربما سيصبح لي وطن؟
مالك الارض: كيف؟
الغريب: إذا تقاسمنا أرضك و كونا معا مجتمعا..
مالك الارض: لكنك لا تنتمي إلى عرقي أو ديني ...
الغريب: لكني أنتمي إلى نوعك أي أنني إنسان...
مالك الارض: و على أي أساس سنبني العلاقات بيننا؟
الغريب: على أساس الحب و الصداقة...
مالك الارض: و إذا ما حدث يوم و اختلفنا في شيء معين إلى أي شيء سنلجأ؟ و كيف سنعاج الأمر؟
الغريب: إلى العدالة و إلى الإنسانية...
مالك الأرض: و إذا ما حدث يوما و أرضت ان أسترجع ارضي..
إذا تبين لي انك لست أهلا للثقة وانك لست الشخص المناسب لكي تكون صاحبا و صديقا..
الغريب: سأقدم لك ارضك و آخذ نصف المحصول كل سنة.
مالك الأرض: لماذا؟
الغريب:لأنك لو سمحت لي بالإشتغال على الأرض لأعطيتك نصف المحصول و أخذت النصف بالتساوي لأن لك الأرض و أنا بمجهود البدني.
مالك الأرض: و كيف أعلم أنك لن تسرقني..؟
الغريب: و كيف أسرقك و انا مدين لك بوجودي ...
مالك الأرض: ما تعني بقولك مدين لي بوجودك ؟
الغريب:لولا أرضك ما كنت لأحيا ولولا ثقتك ماكنت أعيش..
مالك الارض: إذن حياتك رهينة بهذه الأرض..
الغريب: نعم
مالك الأرض: إنني أعلم أن مصيري سيكون بين يديك إذا ما سلمتك أرضي.
الغريب: بالتأكيد سأكون صديقا حميما...
مالك الأرض: أعرف ان الطمع يولد الغذر..
و هكذا انتهت القصة بطرد المطرود و تكذيب الوعود............

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي