ثقافة الموت- الجزء الاول- العدد الأول_1

عادل الكنوني
2007 / 11 / 22

لقد انتهت القصة الأولى بطرد المطرود و تكذيب الوعود وكانت تلخيصا للطريقة التي يحاول الإستعمار الغربي الدخول بها إلى الدول العربية أما في هذا الجزء الثاني من العدد الأول لثقافة الموث فسأحاول أن أقدم بعض أنماط الإستعمار الغربي لنا من خلال سرد قصة ذهنية ثانية و التي سنتفق على عنوانها منذ البداية و الذي أرى أنه من الممكن أن يكون (تعويذة العام سام السحرية).
يحكى في سالف الزمن عن شعب كان يعرف بالقوة و العلم والمهارة و كان يلقب بشعب النور لكثرة علمائه,و نظرا لما كان الناس ينعمون فيه بالعدل و الإزدهار...و حدث في أحد الأيام أن قرر ملك هذا الشعب أن يزوج بنته البكر فأعلن لحاشيته عن رغبته في تزويج إبنته من أشهررجل في الدنيا فأعلن للعالم عن وجوده و أعلن عن مدى قوة شعبه و علمه,حتى يغري كل رجال العالم بالسعي وراء مصاهرته.
و كتب إلى كل الدنيا الرسالة التالية:
( من أعظم ملك ومن أقوى شعب وأقدم حضارة أعلن للعالم أنني قررت تزويج ابنتي الفاتنة و الناعمة و الذكية لأهم رجل و أعظم رجل في الكون, فمن يمتلك هذه المواصفات يجب عليه أن يحضر لمقابلتي و السلام ختام.)
وبعد مرور زمن ليس بالهين جاء إلى القصر عدد هائل من الرجال
و كل واحد منهم يحمل بيده شيئا و يخفي وراءه أشياء...
وكان الملك ينظر بفخر و كبرياء و يقول في مكمون نفسه :اليوم أستطيع أن أموت و أنا مطمئن على ابنتي و على هذا الوطن من بعدي.
تكلم الملك و نادى حاشيته هيا بادروا بإدخال الرجال رجلا رجلا
فدخل أولهم و قدم نفسه وقال أنا من صنع أول قنبلة هوائية واستطعت أن أقتل بها ازيد من 20 مليونا في حرب لم تكن قد بدأت بعد....
فابتسم الملك وقال إذن أنت تمتلك العلم والقوة جيد ..جيد
و أشار الملك إلى حاشيته بإخراجه بعدما قدم له ما جاد به الملك من حسن ضيافة. وامر الملك بإدخال الرجل الثاني في لائحة الحاضرين
فدخل رجل أنيق الملبس وسيم الطلعة وابتسم في وجه الملك و قال
أنا شاعر و أديب و مفكر ودو معرفة لديا أكثر من مائة موسوعة
عارف بقضايا الناس و مطلع بهموم وقضايا الأمم و...
فقاطعه الملكوقال إذن أنت دو قلب و سريرة خيرة و تحب العطاء و تؤمن بإمكانية خلق مجتمع عادل تسوده المساواة و العدل...جيد جيد.. و لكن كيف لك أن تحافظ على ابنتي إذا ما تعرض لها شخص ما بسوء؟
فسكت الرجل و قال أستطيع أن أهذب روحه كي لا يفكر في فعل ذلك.. و ..و.. فأدرك الرجل صعوبة الإجابة لأنه يعرف تمام المعرفة انه لا يمتلك القوة.
و هكذا توالى دخول الرجال لمقابلة الملك واحدا واحداحتى لم يبقى إلا رجل يدعى العام سام فامر الملم بإدخاله.
فدخل الرجل وقال أنا أريد أن اتزوج من الأميرة و أريدك أن تتخلى عن عرشك لي..فقاطعه الملك بعنفوان و صوت يملأه الغيض و الغضب ما الذي أسمعه أجننت يا رجل لتطلب مني هذا ألا تعلم من أنا ؟
فابتسم سام وقال و انا متأكد من انك ستوافق .
الملك:مالذي تقول ..أخروا هذا المعتوه من القصر وإلاأمرت بقطع رأسه .
وتكلم أحد المقربين إلى الملك وقال لا نستطيع أيها الملك أن نطرده أو نقطع رأسه إنه من مملكة عظيمة تدعى بمملكة الذئاب و هي مكونة من مجموعة من الناس لا يجمعهم إلا المصالح, حتى انهم قد يقتلون بعظهم البعض من أجل المال و الجاه...
الملك : و كيف يعيشون ولا يجمعهم إلا المصالح؟ و كيف هي عوائلهم و أسرهم؟
وقال المقرب من الملك :لا يهتمون بالأسر و العوائل حتى انهم لا يكثرتون للتاريخ و الحضارة ولا يعرفون شيئا عن الوفاء بالعهد ولا يقومون بالطقوس الدينية كما يجب, وأسرهم من آباء و آمهات غير مسؤولين..يجعلون كل فرد يعش و أنه خلق من العدم لا يعرفون في أغلب الأحيان من أبائهم, وحتى أن ولدوا داخل أسرة فمسموح لهم أن أن يقوموا بأي شيء دون حشمة ولا وقار....
الملك: و كيف لي أن أزوج ابنتي من هذا الرجل الغريب و الذي لا دين له ولا أخلاق...؟
العام سام:إذا تزوجت بابنتك فسأعترف بك حاكما لأمتي وكل الأمم التي سنغزوها انا وأنت فيما بعد..
الملك :لكن أنا لا أريد أن اكون غازيا ..
العام سام:ساقدم لك يد العون لتغزوا هذه البلاد التي تقع غرب مملكتك و التي تدعى بلاد الخير, وبعدما تدخلها فستتوج ملكا لها ول هذه البلاد وهكذا ستكبر مملكتك حتى تصبح أكبر و أعظم مملكة على الإطلاق.
الملك: لكنك قلت يجب عليا أن أتنحى لك عن عرشي في مقابل مملكتك (مملكة الذئاب)
العام سام :نعم و لكن ليس قبل ان تستعمر كل البلاد التي تحيط بمملكتك.
الملك: إذن ساكون اعظم ملك في التاريخ...
العام سام بالتأكيد.. و ستكون متوجا من قبل مملكة الذئاب التييهابها الكون كله.
الملك: إذن قبلت عقد القران بينك و بين ابنتي
وأعلن الملك تزويج العام سام...
و بعدها بدأ الغزو....
وأنتم تعرفون النهاية.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي