![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
قاسم علي فنجان
2025 / 2 / 16
نشر الأستاذ الفاضل رشيد غويلب على صفحته الشخصية مقالا مقتضبا-تبريريا- حول ما دار من لغط بشأن حضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي السيد رائد فهمي لاحتفالية تأسيس "التجمع المدني الوطني" بقيادة رئيس وزراء العراق السابق اياد علاوي، وطلب الأستاذ رشيد من القراء للمنشور ان يكون هناك حوار بناء لمناقشة قضية مثل هذه، ونحن نريد ان نشارك في هذا الحوار، لكن بدون كلمات "احسنت، عاشت ايدك، سلمت اناملك".
في البدء يجب ان يفهم القارئ قضية "التجمع المدني الوطني العراقي"، هو تجمع سياسي يقوده اياد علاوي وصالح المطلك وعدنان الدنبوس، وهم من اقطاب العملية السياسية الحالية، اياد علاوي بعثي "علماني"، صالح المطلك بعثي إسلامي، عدنان الدنبوس اقطاعي عشائري، هؤلاء أعلنوا عن تأسيس هذا التجمع، الذي يهدف كما يقولون للتغيير والإصلاح ضمن قوانين العملية السياسية ذاتها، لتأسيس "دولة المواطنة"!!!
دعا التجمع في حفل تأسيسه شخصيات سياسية واكاديمية وبرلمانية ومستقلة، كان من ضمن المدعوين السيد رائد فهمي، الى هنا القضية طبيعية جدا. اذن لماذا اللغط والكلام الكثير؟
في كلمة اياد علاوي بهذه المناسبة قال "انا بعثي، ولي الشرف ان أنتمي للبعث، لقد قاومنا الشيوعيين وغيرهم". هنا استشاط بعض الشيوعيين غضبا، وامتلأت صفحاتهم بالنقد للسيد رائد فهمي لحضوره هذا التجمع. وهذا من حقهم، فمناسبة الثامن من شباط لم يمض عليها غير بضعة أيام، ومناسبة "يوم الشهيد الشيوعي" لم يمض عليها غير يوم واحد، وهؤلاء "الشيوعيين" قد احتفلوا بالشوارع لإحياء هذا اليوم، وقد زاروا قبور قادة الصف الأول من الحزب، ثم ليأتي بعثي مثل اياد علاوي مشترك باحداث الثامن من شباط ليتفاخر بالقول انه "قاوم الشيوعيين"، ومعروف ان كلمة "قاوم" في قاموس البعث تعني "قتل، عذب، نفى".
لنعود الان للأستاذ رشيد غويلب ماذا يقول عن هذه الاحداث "الشيوعية-البعثية"، لكن قبل ذلك لنتذكر ان السيد رائد فهمي كان قد زار اياد علاوي قبل ثلاثة أيام من اعلان التجمع هذا، وهذا اللقاء يعطي ألف علامة استفهام ويمكن ان يرسل إشارة الى ان الحزب يريد ان يتحالف مع تلك القوى.
يقول الأستاذ رشيد في منشوره المقتضب ما نصه:
"لقد جدد التوضيح رغبة في إبداء الرأي بمسار السيد إياد علاوي، باعتباره، الى جانب قريبه الراحل احمد الجلبي نموذجين لشخصيات علمانية برؤى مختلفة، كان يمكن لهما ان يلعبا دورا أفضل وأكثر فائدة في العمل للوصول الى نموذج علماني، بمقاسات سلطة الاحتلال، ولكنهما فشلا لسقوطهما في فخ الاستقطاب الطائفي السائد، احمد الجلبي تورط في فكرة البيت الشيعي، ورحل تاركا مساحة للشك في سبب وفاته. وعلاوي قاد تحالفا طائفيا سنيا، استند الى القاعدة الاجتماعية لنظام البعث، ربما اراد ان يوظف فكرة النقيض النوعي. لقد نجح في التفوق على منافسيه بمقعديين نيابيين لا أكثر، ولكن التوافق الامريكي – الايراني، وتسيس القضاء، وخضوعه لقرار اصدقائه التاريخيين في واشنطن، جعله يذعن ويفضل التراجع. ومنذ عام 2009، والخط البياني لتأثيره السياسي، في انحدار. ومنذ ذلك الحين تحول الى ورقة سياسية محروقة. وظل يحاول الاستمرار على ما يعتقده ماضيا مجيدا. ولهذا عاد للحديث في حوار للعربية عن صداقته لصدام، وان الاخير كان شهما وجريئا. ولكنه تناسى الفرق الكبير بين شجاعة المناضل، وجرأة البلطجي التي جسدها صدام، فتسبب بخراب العراق، وفي تهيئة الظروف لنشوء دولة المحاصصة والفساد الفاشلة".
الى الان لم نعرف ما هي معايير علمانية اياد علاوي واحمد الجلبي، هل سنوا قوانين وتشريعات فصل الدين عن الدولة؟ هل طالبوا بفصل الدين عن التربية والتعليم؟ المشكلة ليست بعلمانية هؤلاء، المشكلة بمن يفهم انهم علمانيين. اياد علاوي حكم ستة اشهر فقط، اتسمت مرحلته بالحرب على مقتدى الصدر وتياره، ومعروف ان الذي دفع الى تلك الحرب هما قطبا الصراع في العراق أمريكا وايران، فالرجل-اياد علاوي- ليست لديه اية توجهات علمانية، هذه رؤى سهلة وعامية تفتقد للبحث والاستقصاء؛ وحتى الجلبي، رجل لا يهمه سوى أمواله التي في البنوك، وهو كان مطلوبا لعدة دول بقضايا اختلاس ونصب، ولا نعرف كيف تم تشخيصه على انه علماني؛ الأستاذ رشيد يعرف هذه الحقيقة اذ يقول " لسقوطهما في فخ الاستقطاب الطائفي السائد"، فعن اية علمانية نتحدث، انها العلمانية التي يراها فقط الحزب الشيوعي العراقي.
يقول الأستاذ رشيد:
"بالمناسبة يمكن الحديث عما هو معروف في تجربة السيد إياد علاوي في حزب البعث، والحرس القومي، وممارسته تعذيب المواطنين بعد انقلاب 8 شباط، لكن هذا التاريخ أصبح معروفا، وأهميته السياسية الراهنة محدودة".
هذه الكلمات مؤلمة لمن عاش تلك الحقبة المظلمة والقبيحة، لمن عاش في دهاليز قصر النهاية، لمن رأى العذابات وسمع انين المتألمين؛ انها حتى ليست براغماتية أمريكية؛ "أهميته السياسية الراهنة محدودة"، يا للهول، انها كلمات قاسية عزيزنا الأستاذ رشيد، "المهم حظ السيد اياد علاوي بالانتخابات القادمة"، هل صحيح ذلك؟ أهذا معقول؟
تصور ان السيد رائد فهمي جالس يستمع لكلمة "العلماني" اياد علاوي، وكله امل بأن يكون هذا التجمع الجديد أداة للتغيير والإصلاح، واياد علاوي البعثي بلا خجل او حياء يقول "لقد قاومنا الشيوعيين"، ترى ما هي العلامات التي ارتسمت على السيد رائد فهمي وبعض من القيادات الشيوعية؟
عندما يلتقيك شاب-ة ذو ميول يسارية، يبادرك بالسؤال "أنتم ليش تحالفتوا ويه مقتدى الصدر" او "أنتم ليش تحالفتوا ويه اياد علاوي"؟ وتبدأ تشرح له-ا، انكم تتكلمون عن الحزب الشيوعي العراقي، نحن نختلف عنهم، ذلك تيار وهذا تيار آخر، وتبدأ بالشرح والتفسير؛ صار الانتماء او القول إنك شيوعي متعبا جدا، يجب ان يحسد المرء الليبرالي او الديموقراطي الغربي او الديني "المتحرر"، فهؤلاء لا يعانون مثلما يعاني من يكون شيوعيا في زمن الحضارة الترامبوية، الأفضل الانتماء "لليسار الالكتروني" فهو أكثر راحة من ميدان محبط، او ينكفأ، ينطوي على نفسه مثلما فعل الكثير من قادة الأحزاب الشيوعية، الذين اصابهم اليأس والإحباط، فهجروا كل شيوعية وماركسية.
نتمنى ان نكون قد نفذنا ما يطلبه الأستاذ رشيد غويلب في ختام منشوره الذي يقول فيه " رائع جدا الالتزام بقواعد الحوار البناء". نتمنى أننا لم نخرج عن ادب النقاش.
إشترك في تقييم هذاالموضوع تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
جيد جدا
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النتيجة : 100% | شارك في التصويت : 1 |