هل حصلت صدفة ، أم هو مكر التاريخ

سعيد الوجاني
2024 / 9 / 25

أراضي فلسطين في سنة 1967 ، واراضي الصحراء الغربية في سنة 1975
مشكلة الأراضي المتنازع عليها بين إسرائيل وبين الفلسطينيين ، والمسمات بأراضي 67 ، ومشكلة الأراضي المتنازع عليها بين النظام المخزني البوليسي والمزاجي التائه ، تكاد تشتكر في العديد من العناصر التي قد تعتبر حصَلتْ صدفة ، او هي مكر التاريخ الذي لا يرحم ..
فبالنسبة للدول المتصارعة ، هناك إسرائيل ، وهناك مجموعة من الدول العربية التي رضخت للأمر الواقع ، بما فيهم ( قيادة ) رام الله التي أصبحت جزءا من المشروع الإسرائيلي ، الذي هو إسرائيل الكبرى ، والتي لا تزال تبحث عن ارض الميعاد ، ربما ان الوصول اليها قد يسبب " نكبة " جديدة ، او " نكسة " جديدة ، لان حلم إسرائيل من البحر الى النهر ، لا زال لم يكتمل بعد .. وتنتظره بعض السنوات حتى يصبح جاهزا ، أي إسرائيل ما قبل ثلاثة آلاف سنة ..
وبالنسبة للمجموعة الثانية بشمال افريقيا ، فالنزاع هو بين الدولة المخزنية التي بعد ان تعرت وافتضحت مطامحها الإمبراطورية ، حين دخلت الصحراء الغربية عنق الزجاجة ، أعطت الامر ، و أردد الامر لبرلمانها ، بان يصادق على اتفاقية الحدود التي تم توقيعها بين الملك الحسن الثاني ، وبين الهواري بومدين .. بنواكشوط سنة 1971 .. بحيث رغم التوقيع على الاتفاقية ، ظلت ناقصة ، الى ان يصادق عليها البرلمان المفروض فيه انه ( يمثل ) الشعب . فمصادقة البرلمان على الاتفاقية سيكون اعتراف ( الشعب ) من قبل ( ممثليه ) ، واعتراف الدولة العلوية ، بجزائرية الصحراء الشرقية ، أي الاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ..
لكن كيف نفهم ان مدة استغراق نشر السلم في أراضي 67 ، واراضي 1975 " الصحراء الغربية " ، سيتخذ نفس المسار ، خاصة وان إسرائيل صديقة النظام المخزني ، والنظام المخزني كذلك . والنظام المخزني يتظاهر بمساندة " فلسطين " ، لكن إسرائيل خيبت امال النظام المخزني المزاجي ، حين لم تعترف له ب " مغربية الصحراء الغربية " ، رغم ان العلاقة بين تل ابيب وبين الجزائر ، جد متأزمة ، وجد معقدة ، وتظهر هذه العلاقة المتوترة في اللقاءات الدولية ، كموقف الجزائر في عدم قبول إسرائيل كعضو مراقب بالاتحاد الافريقي ، ورغم ان النظام المزاجي التائه ، ايد عضوية إسرائيل كمراقب بالاتحاد الافريقي ..
وهنا يجب الإشارة الى ان إسرائيل رغم علاقاتها المتوترة مع الجزائر ، فهي لم يسبق ان هاجمتها ، او تسببت في طردها من مجمع او لقاء دولي ، كما ان الجزائر الدولة لم يسبق ، ان جاوزت في معارضتها لإسرائيل حدود المعارضة لنظام من طرف نظام ..
لكن العلاقات بين النظام المخزني المزاجي ، وبين الجزائر ، المناصرة من قبل دول الاتحاد الافريقي ، وصلت مستويات بلغت درجات من القصوية ، رغم ان الجميع يحرص على تفادي التأزيم اذا كان سيسبب في حرب بينهما .. . وبالنسبة للقانون الدولي ، ومجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، وموقف الاتحاد الأوربي ، فرغم ان إسرائيل تحدّت القانون الدولي وتحّدت قرارات مجلس الامن ، فالجميع يحرص في عدم تقلقها ، لأنها هي الغرب ، وهي الولايات المتحدة الامريكية ، بسبب لعبها دور دركي للحفاظ على القيم الغربية ، وللحفاظ على إسرائيل التي لا تزال تبحث عن حدود ارض الميعاد الغير معروفة . فهل هي من البحر الى النهر ، او هي غير ذلك ، تتعدى حدود النهر ، وتتعدى حدود البحر ..
لكن النظام المزاجي والتائه ، والسلطاني المخزني ، يتواجد في وضعية استثنائية ، بالنسبة لنزاع الصحراء الغربية ، صبحت منذ يومها الأول تهدد كيانه ووجوده . فطريقة دخول النظام المخزني المزاجي والتائه الى ارض الصحراء الغربية ، يشبه من حيث الغزو على حد تعبير النظام الموريتاني الذي اعتبر تواجده بأراضي " تيرس الغربية " أراضي وادي الذهب بالاحتلال لأراضي الصحراء ، وهو احتلال مرفوض من قبل القانون الدولي ، سيما وان القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ، منذ سنة 1960 ( القرار 1514 ) ، الذي ينص على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، ويتجاهل مبادرات النظام المزاجي المتنوعة والعديدة ، المرفوضة من قبل الأمم المتحدة . وانه نفس النص قصده ويقصده مجلس الامن ، منذ اول قرار صدر سنة 1975 ، حين اندلعت الحرب ، وكانت طاحنة بين جيش المخزن العلوي ، وبين الجيش الشعبي الصحراوي ، الذي اعترف به ، واعترف بالشعب الصحراوي شخصيا الملك محمد السادس ، عندما اعترف بالجمهورية العربية الصحراوية في يناير 2017 امام العالم ، واعترف بالحدود المورثة عن الاستعمار . وهنا يكون الملك شخصيا بمن لا يعترف بمغربية الصحراء ، وبمن لا يعترف بمغربية الصحراء الشرقية . وزاد بقاء " الگويرة " بيد الاحتلال الموريتاني ، تأزيم وضع القانوني لتواجد النظام ، مرة أولى حين دخل كغازي بمقتضى اتفاقية مدريد الحرامية في سنة 1975 ، ومرة حين دخل ثانية أراضي " تيريس الغربية " " وادي الذهب " بعد خروج موريتانية منه ، سنة 1979 . أي دخل بالقوة ، لكن خاب مسعاه عندما فشل في فرض تقسيم الصحراء الغربية على المنتظم الدولي كأمر واقع . وهنا نجد ان وضعية النظام الذي عجز في اقناع العالم بصحة خرجاته المتنوعة ، خاصة تقسيم أراضي الصحراء الغربية ، كوزيعة وغنيمة بين النظام المزاجي التائه والطقوسي ، مستندا على تبريرات وحجج ، ابطلتها تصرفاته المسترسلة ، وبين النظام الموريتاني الذي فطن باكرا لفخ اتفاقية مدريد Madrid ، التي كانت اصل البلاء في التشكيك في أطروحة النظام المخزني البوليسي المزاجي والتائه حول " جنسية الصحراء " .. لان السؤال الذي يحتفظ به مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي هو : اذا كانت الصحراء مغربية ، لماذا تم تقسيمها قسمة غنيمة اللصوص ، بحيث أصبحت جنسية الساقية الحمراء مغربية ، وأصبحت جنسية وادي الذهب موريتانية .. لكن كيف ستصبح أراضي الصحراء ، خاصة تلك التي كانت من نصيب موريتانية ، مغربية بعد ان كانت موريتانية لتصبح منذ سنة 1979 مغربية وليست موريتانية ؟ وللإشارة فاستمرار تواجد الجيش الموريتاني ب " الگويرة " ، وفي ظل صمت النظام المخزنولوجي المزاجي والتائه ، لا يعني ان موريتانية تعتبر " الگويرة " موريتانية ، وهي التي وصفت عند خروجها من " وادي الذهب " تواجد أي نظام بتواجد احتلال .. فالقادة الموريتانيين ، يحتفظون ب " الگويرة " حتى لا يدخل اليها جيش النظام ، وهي ستسلمها لأصحابها " جبهة البوليساريو " ، عند استكمال الترتيبات والإجراءات ، وعند خروج جيش الملك من أراضي الصحراء .
يلاحظ ان هذه الورطة المادية والقانونية ، للنظام المخزني ، الذي عجز في تبرير هذه التصرفات المرفوضة ، دخول الصحراء كغازي ومحتل ، مرة الساقية الحمراء في سنة 1975 ، ، وتركيز المجتمع الدولي على المشروعية الدولية التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، ومرة ثانية " وادي الذهب " سنة 1979 ، عند خروج الجيش الموريتاني منه ، لا علاقة لها بالوضع القانوني لإسرائيل في غزوة 1967 ، لأنها كدولة حضارية وطقوسية ترجع وتستند على التاريخ القديم ، عندما كان اسم " الضفة الغربية وقطاع غزة " ، وهو اسم يعترف به العالم الغربي ب " يهودا والسامرة " التي تخوض حرب الطهارة الحضارية ، من قومية عروبية ، ومن اسلاموية يمثلها الاخوان المسلمون " حماس والجهاد " اللذان سقطا في فخ نهار الجمعة الأسود ، والحرب تسير في اتجاه الحسم النهائي في أراضي 67 ، والحسم النهائي بالحدود اللبنانية " حزب الله " .. فإسرائيل تقود حربها التطهيرية امام انظار مجلس الامن ، وانظار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ... وكل المؤسسات والكيانات المسؤولة .. والجميع يؤيدها ويتضامن معها في حربها حفاظا لوجودها .. اما بالنسبة لحرب الصحراء الغربية منذ 13 نونبر ، ولا تزال جارية ، فالعالم ومثل إسرائيل يزكيها ، ويعتبرها بالمشروعية التي تهدف الى تنزيل قرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 1960 ( القرار 1514 ) . فبخلاف مستوى التعامل بين أراضي 67 بالشرق الأوسط ، واراضي 1975 بالصحراء الغربية ، نكاد نجمع على نسيان المجتمع الدولي للوضع القانوني للدولة اليهودية في " يهودا والسامرة " ، وكأن المجتمع الدولي اصبح يعترف ومنذ زمان بيهودية وصهيونية الدولة الإسرائيلية ، فلا جلسات اممية تنعقد بسبب أوضاع " يهودا والسامرة " ، لكن المجتمع الدولي يشدد على عدم الاعتراف بمغربية الصحراء ، وهو يبحثها كل سنة ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار . وهنا لا ننسى ان المجتمع الدولي ، أجاب الحسن الثاني وجيشه ، عندما دخل قوة الى وادي الذهب ، برفض المجتمع الدولي لهذا التدخل في سنة 1979 ، واعتباره بالاحتلال ، عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها الشهير 34/37 الذي يعتبر جبهة البوليساريو بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي . فاستعمال مصطلح شعب ، واضح الدلالة والمعنى والقصد .
والسؤال . منذ متى لم تنعقد جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، لتدارس وضع " يهودا والسامرة " .. في حين ان الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد دورات سنوية لبحث الوضع القانوني لوضع الساقية الحمراء ووادي الذهب ، ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ( سطروا على كلمة استعمار ) .
ومنذ متى لم يعقد مجلس الامن دورة لبحث وضع " يهودا والسامرة " ، في حين ان دورات مجلس الامن متتابعة في كل سنة ، لبحث الوضع القانوني للصحراء الغربية ..
وباستثناء سورية ، والعراق والجزائر واليمن وتونس وليبيا ، وهي دول عظمى ، من هي الدول التي تدعو الى عقد مجلس الامن ، او الجمعية العامة ، لدورات عادية او استثنائية ، لبحث مسلسل التسوية الذي بدأ مع مدريد Madrid ( 1982 ) ، وانتهى مع Oslo في سنة 1993 ... لا احد .. وبما فيهم قيادة ( رام الله ) ( السلطة هههه ) . بل سنجد ان الدعم الدولي لإسرائيل ، اصبح ومنذ مدة يتصدّره النظام السياسي العربي ، وبما فيهم السعودية والامارات والبحرين ..
فمن من هذه المجموعات ، خاصة العربية ، تؤيد غزو النظام للصحراء ، عندما اقتسمها مع موريتانية ، وعندما اعترف الملك شخصيا بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، واصدر ظهيرا وقعه الملك بخط يده ، يقر فيه بهذا الاعتراف الذي أصدره بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / التاريخ 31 يناير 2017 ..
واذا كانت إسرائيل قد نجحت في مشروعها العام ، بحيث تخلصت من ضغط مجلس الامن ، وضغط الجمعية العامة ، والاتحاد الأوربي ... ، فان حصاد النظام المزاجي المخزني البوليسي والتائه امميا ، كان صفرا ( 0 ) .. بل ان الجمعية العامة لا تزال تبحث قضية الصحراء الغربية ، ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار .. وقد كان جوابها على دخول جيش الملك الى وادي الذهب ، عندما أصدرت قرارا تعتبر وتعترف فيه جبهة البوليساريو بمثابة الممثل الوحيد للشعب الصحراوي .. ولم تشر ولو بأصبع للنظام المزاجي البوليسي المخزني والتائه ..
لكن . اذا كانت الدولة اليهودية قد اقنعت قوة ، " جماعة / سلطة رام الله " باستحالة قيام دُويْلة فلسطينية ، وباستحالة حق العودة ، واقنعت النظام العالمي بهذه الحقيقة التي لا يتناطح عليها كبشان ، فالسؤال . لماذا فشل النظام المزاجي البوليسي المخزني التائه ، في اقناع النظام السياسي العربي ، والاتحاد الأفريقي ، والاتحاد الأوربي ... ومجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ... بأطروحة مغربية الصحراء ... ومرة أخرى . اذا كانت الصحراء مغربية . لماذا تم تقسيمها قسمة لصوص الصحراء ، وقسمة الغنيمة ، بين النظام السلطاني المتهالك ، وبين النظام الموريتاني الذي فطن باكرا لفخ اتفاقية مدريد Madrid ، عندما خرج من الصحراء في سنة 1979 ، ودخول جيش النظام اليها بالقوة ، ظانا انه سينجح في وضع العالم امام الامر الواقع ، في حين ان العالم من وضعه امام الامر الواقع .. حين لا يزال يتشبث بالمشروعية الدولية ؟ .
لكن رغم كل هذه الحقائق ، نعود لطرح سؤال اخر .. هل يعتقد قادة الجمهورية الصحراوية ، وهي غير قانونية ، لان المشروعية الدولية هي الاستفتاء وتقرير المصير ، وليست هي الجمهورية الصحراوية ، بإمكانية تحرير الصحراء ، بالعودة الى الكفاح المسلح المحتشم ؟ .. واذا كانوا يعتقدون ذلك ، فاعتقادهم سيكون في محله ، اذا عدنا الى السنوات الأولى للحرب ، من سنة 1973 مع الاسباني ، ومن 1975 مع جيش النظام المخزني الطقوسي .. فحرب الصحراء التي تم توقيفها في سنة 1991 ، كانت ستسبب في سقوط نظام الحسن الثاني ، او سقوط الدولة برمتها .. فكانت مسرحية الصحراء وسيلة ناجعة لتجنيب سقوط النظام . ان من اكبر الأخطاء الغير مقبولة ، هو السقوط المدوي في اتفاق 1991 ، الذي كان مكيدة وخدعة ، افرغت جيش الشعب الصحراوي ، من قوته التي كانت جد محرجة قبل سنة 1991 .. ومع ذلك استمرت الحرب ، وفي الوقت الذي كانت فيه ستصنع الحدث ، تخلت عن الحدث لفائدة ( مفاوضات ) كانت فخا .. وزاد في خطورتها دخول البوليساريو في سبات دام اكثر من ثلاثين سنة .. تبدلت أجيال واجيال ، وكان المشهد يوحي بما أصبحت عليه البوليساريو اليوم .. فالمفاوضات لكي تكون هادفة ومنتجة ، يجب ان تدعمها الساحة العسكرية ، لان الانتصارات هي من سيحسم المفاوضات في اتجاه الاستقلال ، وكان يكفي إعادة سيناريو الفيتنام .. مفاوضات في باريس ، و زحف ثوري على " سيگون " Saigon ، وقبل إتمام المفاوضات ، كانت الفيتنام الشمالية ، تحسم الحرب على الفيتنام الجنوبية .. فلو زاوج البوليساريو بين المفاوضات التي كانت مجرد فخ ، وبين مواصلة حرب التحرير ، لكانت النتيجة شيء اخر اليوم ، سواء في المغرب او في أراضي الصحراء الغربية ، او بالمنطقة المغاربية ..
واذا كانت حرب ستة عشر سنة ، التي سقطت في أخطاء ، خاصة خطأ 1991 ، قد عجزت عن تحرير الصحراء ، فهل ستحررها حرب 13 نونبر 2020 ...
ان نتيجة أي حرب ، أساسها العنصر البشري .. فاذا كان سكان الصحراء الجنوبية ، حقا يعتبرون انفسهم مغاربة ، فما اتخذوه من مواقف الى الآن ، هو دليل على تمسكهم بمغربية الصحراء ، رغم خذلان النظام لهم ، حين تنازل عن جزء منهم لموريتانية سنة 1975 ، وارجاعهم ،أي جزء منهم ، الى حضيرة النظام المخزني في سنة 1979 بعد خروج موريتانية عندما اعتبرت الصحراء محتلة ..
لكن اذا كانوا لا يعتبرون انفسهم مغاربة ، ويصرون على الجنسية الصحراوية ، فتحرير الصحراء واستقلالها يبدأ من داخل الصحراء ، من العيون ، الداخلة ، سمارة ... لا من خارجها ، حتى لو كانت حرب ما قبل 1991 .. فالحل هنا هو نزول الصحراويين الى الشارع ، وتنظيم المسيرات والمظاهرات اليومية ... والنظام لا ولن يستطيع اطلاق رصاصة واحدة ، لان الصحراء بيد الأمم المتحدة ، وبيد المنظمات الدولية ، وان اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ، يعني تدخل مجلس الامن في الحين ، وتدخل الأمم المتحدة . من جهة الإسراع بتنزيل المشروعية الدولية باللجوء الى الفصل السابع من الميثاق الاممي ، ومن جهة المحكمة الجنائية الدولية ، التي ستحاكم من اصدر الامر بإطلاق الرصاص ، ومن اطلق الرصاص ، ولو كان محمد السادس المريض المعزول ..
( المفاوضات ) الحوار الإسرائيلي ، مع ( السلطة / رام الله ) دام أربعة وأربعين سنة ، من مدريد Madrid سنة 19812 ، و Oslo سنة 1993 .. وهي نفس المدة استغرقها حوار الطرشان ، بين النظام المخزني المزاجي البوليسي الطقوسي ، وجبهة البوليساريو .. فشلت سلطة ( رام الله ) حيث أصبحت في وضعية يرثى لها ، وفشلت جبهة البوليساريو عندما غرقت في مسلسل ( المفاوضات ) الحوارات ..
والسؤال . هل البوليساريو بليدة ومغفلة ، حين فخخها النظام بعقلية وذهنية الحسن الثاني الميكيافلية ، وأصبحت تثق في الاحلام المسمومة ، وهل من يفاوض في نفس الآن يبني الجدار بالصحراء .. ؟
انتصرت إسرائيل وربحت الحرب الكبرى ، وخسر خونة رام الله ، الموظفين عند " أمان " ، و " الشاباك " ، و " الموساد " وعند الجيش الإسرائيلي ..
خسر النظام المزاجي حرب الصحراء ، وخسرت البوليساريو في جعل النظام يقر بخسارته حرب الصحراء .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي