|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد عبد الكريم يوسف
2024 / 8 / 21
خالد الأسعد وتدمر: قصة حب لا تنتهي
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***
في قلب الصحراء السورية،
حيث تقبّل الشمس أحجار الآثار القديمة،
وقف خالد، وظله كحارس،
يحرس همسات التاريخ،
حيث يتشابك الحب والخسارة مثل الكروم
التي كانت تداعب أعمدة تدمر ذات يوم.
مع كل حبة رمل تنزلق من بين أصابعه،
كان يشعر بنبض مدينة،
كانت نابضة بالحياة ذات يوم،
والآن أصبحت شبحا،
يتردد صداها في قصص العشاق الذين رقصوا
تحت النجوم،
واختلط ضحكهم بالريح.
كان أمينا على الأحلام،
رقيقا وعنيفا،
وكان قلبه مستودعا للذكريات،
وكل لبنة طوب وعمود مكسور،
شهادة على حب يتجاوز الزمن،
محفورا في نسيج الحجر ذاته.
"تدمر، اسم ينطق به لسانه
كأنه لحن عذب،
كصفارة إنذار تدعوه للعودة إلى بيته،
أطلالها مغطاة بنور الفجر الذهبي،
عناق الشمس لمسة عاشق،
تضيء الجمال الذي صمد،
حتى في ظلال اليأس.
سار خالد عبر الأقواس،
والأعمدة المنتصرة تنتصب شامخة،
كما لو كانت تشهد على إخلاصه،
وعهده الصامت بحماية روحها،
ونفخ الحياة في أصداء الماضي.
تتبع خطوط تاريخها
باحترام، وكأنها
أصابع حبيبة رقيقة،
كل نقش نبضة قلب،
وكل نقش تنهيدة.
في الشفق، كان يجلس،
يحدق في الأفق،
حيث كان الضوء الأخير يقبّل الحجارة،
وفي ذلك السكون، كان يتخيل
ضحكات العشاق القدامى،
وعودهم المنسوجة في نسيج الزمن.
" لقد حلم بعالم تزدهر فيه تدمر،
حيث يمكن لجمالها أن يرقص بحرية
دون خوف
حيث لا يكون الحب ضحية للحرب،
بل قوة مشعة،
تربط الأرواح في نسيج من الأمل.
لكن رياح التغيير عوت،
مثل أطالس الليل
وتسللت الظلال عبر الأرض،
وضربت طبول الصراع بصوت أعلى،
وترتجف الأرض تحت وطأة اليأس.
ومع ذلك، وقف خالد ثابتا،
حارسا ضد العاصفة،
وكان قلبه حصنا من الصمود،
وكان حبه منارة،
تشرق في أحلك الليالي.
تذكر قصص أسلافه،
وشجاعتهم التي تردد صداها عبر الأنقاض،
وتعهد بأن يصبح صوتهم،
وأن يحفر حكاياتهم في رمال الزمن،
وأن يعلّم العالم
أن الحب، مثل تدمر،
لا يمكن محوه،
وأنه سينهض من جديد،
مثل طائر الفينيق من الرماد،
شهادة على الروح التي لا تقهر
لشعب سورية وشغفه.
في قلبه، كان خالد يحمل تدمر،
في قلبه،
ليس فقط كحجر وتراب،
ولكن ككيان حي،
شعلة تتلألأ في الظلام،
ووعد بأن الجمال يدوم،
وأن الحب، حتى في أكثر أشكاله هشاشة،
يمكن أن يصمد أمام أعنف العواصف.
وهكذا، كرّس خالدٌ حياته،
لكل عمود ساقط،
ولكل فسيفساء متصدعة،
ليبثّ الشعر في الصمت،
ولينشد أغاني الحب التي كان يغنيها القدماء،
ليكتب قصة حبه الخاصة -
خالد الأسعد وتدمر،
مرتبطين بحب يتحدى النسيان،
حب يتردد صداه
عبر العصور،
وعد قطع في قلب الصحراء،
حيث يتشابك التاريخ والأمل،
وتبقى روح الحب غير منقطعة.
الأحد، 18 أغسطس 2024
المصدر:
Khaled Assad And Palmyra: A Love Story Poem by Mohammad Yousef
https://www.poemhunter.com/poem/khaled-assad-and-palmyra-a-love-story/MohammadYousef
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |
إشترك في تقييم هذاالموضوع تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
سيء | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | جيد جدا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النتيجة : 100% | شارك في التصويت : 1 |