|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عمر قاسم أسعد
2024 / 5 / 30
نص مسرحي
الجزء الأول
مشهد ( غرفة ضيوف ، عدة كراسي مع طاولة وسط ومزهرية فوق الطاولة ، أم احمد مشغولة بتنظيف البيت مع ترديدها أغنية ، يدخل ابنها أحمد وقد ظهرت عليه ملامح اليأس والاحباط )
أحمد : بعدين مع هالعيشة ، بعدين يعني ، شو أعمل أنا يا ربي
أم أحمد : أف أف أف ، على ايش كل هذا يا ولد ، بعدين الواحد لما يدخل بيته بسلم على الحاضرين
أحمد : حقك علي يما ، بس والله اني تعبت يما ، شوفة عينك صارلي سنة قاعد لا شغله ولا مشغلة
أم احمد : وكلها لربك يا ابني ، لا تيأس أبدا وخلي عندك أمل بالله ، لأنة أمل بنت ديوان الخدمة بتنازع
أحمد : يما أنا صابر بس والله مرات بحس حالي صرت عبء عليكم ومش طالع بيدي اساعدكم
أم أحمد : ومين حكالك انك عبء علينا ، ومين حكالك انه محتاجين ، الحمد لله مستورة يا احمد وبكفي انك رضي والدين ، الله يرضى عليك ويوفقك ، ومثل ما حكيتلك خلي معنوياتك عالية ولا بد الله يفرجها
أحمد : شوفة عينك يما هيني من الصبح بطلع وما بخلي شركة ولا مكان إلا بدور شغل ، مهو كمان يما والله حرام الواحد يضيع من عمرة اربع سنوات جامعه وأهلة يدفعوا دم قلبهم عليه وما يلاقي شغل
أم أحمد : خلص فكك من هالسيرة ، بالمناسبة اجا صاحبك خالد مرتين سأل عنك وكان يرن عليك وتلفونك مفصول وحكالي رح يرجع ، يمكن هاي موعده لانو حكالي رح يغيب ساعة ويرجع
أحمد : ماشي يما ، خليني اروح اغسل واذا رجع فوتيه وناديني
أم احمد : روح الله يرضى عليك وبعدين لا ضلك هيك يأسان والله بس اشوفك هيك بتقطع قلبي ، خلي أملك بالله قوي
( يغادر أحمد وتبقى الام وترفع يديها للسماء وتدعي )
أم أحمد : يا رب لا تخيب رجائي ولا ترد دعواتي ، يا رب كون مع ابني ويسر أمره ووفقه واحرسة يا رب . يا رب أنا راضية عنه إرضى عليه يا إلهي
( يسمع صوت جرس الباب ، تتجه ام احمد الى الباب )
أم احمد : مين
خالد : هذا أنا يا خالتي ، احمد رجع وله بعده ؟
ام احمد : فوت يا خالتي احمد رجع ، تفضل اقعد وانا بناديه
خالد : إيش يا خالتي شو هالحلاوة يا قمر
أم احمد : يييي يخرب عقلك شو بتحب تتمسخر علي يا ولد ، هاي عادتك ما بتغيرها
خالد : له له له يا أم احمد ، وحياتك لو انك مش متزوجة لجوزك ابوي مشان اظل اشوفك
أم احمد : اسكت يا ولد ليسمعك ابو احمد ، عليم الله ليعمل منك كباب وكفتة
( يدخل أحمد )
ولك يا خالد بدكيش تبطل تتغزل بأمي ، وحياتك مثل ما حكت امي ليوم يسمعك ابوي يودرك ورا الشمس
خالد : تعال يا احمد عاوزك بموضوع وان شاء الله ما تفشلني
احمد : ولو يا خالد أبشر وحياتك
ام احمد : طيب خليني اروح اعمللكم فنجان قهوة وانتو احكو على راحتكم
( تغادر ام احمد )
خالد : اسمع يا احمد الشباب صحابنا طلبو مني انه نستضيف شخصية حزبية لحتى نعمل جلسة حوارية معه عشان الاحزاب وانتا عارف بيتنا ضيق عشان هيك بطلب منك يكون اللقاء في بيتك
أحمد : ولو يا خالد ،/ طبعا البيت بيتك بس يعني احزاب معناتها سياسة معناتها حكومة معناتها الجماعه اياهم ويمكن معناتها خراب بيت ،
( تدخل ام احمد وتسمع بعض الجمل من ابنها أحمد )
ام احمد : شو هذا اللي فيه خراب بيت وسياسة وابصر الشو ، خير شو في يا خالد
احمد : لا يما ما في اشي بس خالد بدو نعمل سهرة مع اصحابنا عنا في البيت ، وبصراحة يما في ضيف حزبي جاي عنا
ام احمد و: له له له يا خالد ، عليم الله لو عرف ابو احمد ليطلقني ، شو هذا حزب وسياسة وخرابيط ، يا خالتي هذا خراب بيت
خالد : وحدي الله يا ام احمد ، شو هالكلام يلي تحكيه ! أي صدقيني لو مسكتي معي كيلو حشيش ولا رطل مخدرات ما حكيتي هالحكي
( يضحك الجميع )
أم احمد : صدقني يا ولد هالايالم الحشيش والمخدرات أهون من السياسة والاحزاب اللي رح تودينا بداهية ، اوعى ابو احمد يسمعك ، بعدين مثل ما قال المثل ــ لا تورط حالك مع اثنين ، السياسة والنسوان واكيد السياسة هي الاحزاب
أحمد : يا يما وحدي الله ، بلاش خوف ، الحياة تغيرت يما والدولة تقدمت وصار بالبلد فوق خمسين حزب وأيام زماااااان راحت يمااااااا
( يسمع صوت جرس الباب ، تدخل مريم الى البيت بعد انتهاء يومها الجامعي )
مريم : مرحبا يا حلوين ، ــ تتوجه بالنظر لخالد ـــ مرحبا يا خالد كيفك وكيف امورك
خالد : اهلا يختي ، الحمد لله الامور تمام
أم احمد : هاي مليح يلي جيتي مشان تسمعي خالد واخوكي شو بخبصو
مريم : خير يما ، شو في يا احمد
خالد : ( يضحك مخاطبا مريم ) هاي امك حاقدة علي لاني بضل اتغزل فيها ، على كل حال اسمعي ، باختصار بدنا نعمل جلسة حوارية عندكم بالبيت مع اصحابنا ونستضيف شخصية حزبية ، هاي كل القصة
مريم : بس هيك ، طيب وين المشكلة يما
احمد : المشكلة امك يا حلوة
ام احمد : شو يا بنتي ، شكلك مش فاهمة شو يعني حزب وسياسة وحكومة والجماعة اياهم غير يودرونا ويحطو علينا نقاط سودة واحنا مش ناقصنا يما، منتي شايفة اخوكي صارله سنة مش لاقي وظيفة وانتي على ابواب تخرجك من الجامعه ، خليها مستورة يما
مريم : يما يا حبيبتي ، زمان اول حول ، هذا الحكي كان ايام جدي ، هسة انا بالجامعه وبشوف وبسمع ، يا يما كل صاحباتي منتسبات بأحزاب وما شاء الله عليهن ، وعي وفكر وعلم وكمان تفوق بالدراسة ، يا يما هاي الحكومة والاجهزة الامنية وكل هالبعبع يلي تحكي عنه صارو معنيين كثير بهموم المواطن وبشاركو الشباب بجلسات حوارية وورش عمل ومؤتمرات ، هالبعبع يلي تحكي عنه صار يسمع للشباب ويتعرف على نمط تفكيرهم وامالهم وتطلعاتهم خاصة بالجانب السياسي وموضوع الاحزاب