كعب أخيل ونقطة ضعفنا

عبد السلام الزغيبي
2024 / 3 / 13

يروي هوميروس في أسطورته "الإلياذة" قصة البطل أخيل، الذى لا يُقهر بسبب قوته الخارقة، لأن أمه أمسكته من قدمه، وغمرته فى نهر الخلود، ما أعطى جسمه قوة خارقة، لكنها خشيت عليه من الغرق فأخرجته بسرعة قبل أن يلمس الماء كعبه، ليصبح نقطة ضعفه الوحيدة، ومنها قُتل، وهكذا بات كعب أخيل مضرب المثل حول نقطة الضعف القاتلة لأى شخص.
في الأساطير اليونانية ، عندما كان أخيل رضيعًا، تنبأ بأنه سيموت صغيرًا. لمنع موته، أخذته أمه "ثيتيس" إلى مياه نهر "ستيكس" ، لكي تمنحه القوى وفقًا للأسطورة التي تجعل الشخص محصنًا، وألقت جسده في الماء. لكنه أمسكت به من كعبه الذي لم تبلله مياه النهر السحري. وهكذا نشأ أخيل ونجا من العديد من المعارك العظيمة.
نقطة الضعف هذه أمكن من خلالها القضاء علي أخيل الذي عجز الكثيرين على النيل منه.. فقط "باريس" وهو ابن الملك بريام وشقيق الأمير هيكتور، كان يعرف قصة كعب أخيل.. فوجه سهمه في هذا المكان وقضي علي أخيل وأسطورته كمقاتل في معركة طروادة.
طوال سنوات طويلة ظللنا نحكي ونقص ونروي لاولادنا ان الوطن العربي واحد وحفظناهم شعارات" أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وأهدافه وحدة حرية اشتراكية" وان عناصر الاتحاد والاتفاق موجودة من لغة واحدة وديانة واحدة وحدود مشتركة مجتمعات متجانسة، وان أهدافنا واحدة، وعدونا واحد، وتناسينا عن قصد الخلافات المذهبية والدينية والطائفية، وتجاهلنا الاختلافات والتباينات العديدة، السياسية والثقافية، والاقتصادية.
وعند الامتحان الكبير ومواجهة الصعاب، أصبحت نقاط القوة هي نقاط الضعف التي استغلها عدونا ووجه منها سهامه الى كعوبنا " كعب اخيل " وكانت الضربة القاضية التي لازلنا نعاني من آثارها حتى اليوم.

حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت