لقمان أو أحيقار الحكيم: دراسة موجزة لأصل القصة

إلياس شتواني
2023 / 7 / 16

سورة لقمان هي سورة مكية ترتيبها في المصحف31 و عدد آياتها 34. تذكر هذه السورة قصة لقمان الحكيم و وصاياه لإبنه في ثماني ايات. في هذا المبحث الموجز سأتناول المصدر الأصلي لشخصية لقمان الحكيم الواردة في القرآن، مبينا و موردا المرجع الرئيسي لحِكمه و تعاليمه.

نقرأ في السورة ما يلي:

وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَٰنَ ٱلۡحِكۡمَةَ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِلَّهِۚ وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٞ ١٢ وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ ١٣ وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ١٤ وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٥ يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ ١٦ يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ ١٧ وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ ١٨ وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ١٩

يقول ابن كثير في تفسيره للايتين رقم 12 و 13 ما مفاده:
"اختلف السلف في لقمان، عليه السلام: هل كان نبيا، أو عبدا صالحا من غير نبوة ؟ على قولين، الأكثرون على الثاني".
"لقمان بن عنقاء بن سدون. واسم ابنه: ثاران في قول حكاه السهيلي. وقد ذكره [ الله ] تعالى بأحسن الذكر، فإنه آتاه الحكمة، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف".

مصدر القصة

أحيقار الحكيم

أحيقارهو وزير آشوري من الشرق الأقصى القديم و صاحب مخطوطات "حكم أحيقار" المكتوبة حوالي 500 ق.م. باللغة الآرامية، و التي سجلها خطّاط آرامي على إحدى عشرة ورقة من البردي، عثر عليها سنة (1906 – 1908) في إلفنتين قرب أسوان بمصر. تعكس تعاليم أحيقار لابن أخته نادان تجربة ومعرفة عميقة وحكيمة للعالم، محدودة فقط بثقافة وسياق ذلك الزمن القديم.
في حديثه إلى نادان، تشبه حكم أحيقار الى حد كبير وصايا لقمان لابنه المذكورة في القرآن. ما يلي مقتطفات من الحديث لها صلة وثيقة بالآيات:

يا بني – لا تخرج كلمة من فمك قبل أن تستشير عقلك (حرفيا قلبك) فإنه خير للرجل أن يعثر في قلبه من أن يعثر في لسانه.
يا بني – لا تجلب عليك لعنة أبيك وأمك وإلا فإنك لن تفرح بنعمة بنيك.
يا بني – انظر بعينيك إلى أسفل واخفض صوتك وتطلع إلى تحت. فإنه لو كان المرء يستطيع أن يبني بيتا بالصوت العالي المرتفع لكان الحمار يستطيع أن يبنى دارين في يوم واحد. ولو أن القوة الشديدة (وحدها) هي التي تجر المحراث لكان النير لا يفارق كتف الجمل.
يا بي – ليكن كلامك صادقا ليقول لك سيدك: اقترب مني فتحيا.
يا بني – في يوم مصيبتك وبؤسك لا تشتم ربك فإنه إذا سمعك يغضب عليك.
يا بني – إن سمعت كلمة سوء فادفنها في الأرض على عمق سبعة أذرع.
يا بني – إذا صرت كاهنا لله فاحترس. ادخل إلى حضرته بطهارة ونقاء ولا تنصرف من أمام وجهه.
لا تكن حلواً فيبتلعك الناس ولا تكن مرّاً فيمجّك الناس.
إذا أردت أن ترفع من شأنك، تواضع أمام الله الذي يذل المتكبر ويرفع المتواضع.

المراجع
https://ar.m.wikiquote.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85
https://www.jewishencyclopedia.com/articles/984-ahikar
http://www.pseudepigrapha.com/pseudepigrapha/ahikar.htm

حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت