الإمبراطورية التي صنعها اليهود وحظروا الكلام عنها

اتريس سعيد
2023 / 7 / 7

إمبراطورية صارمة العتاد، تقع في قلب مدينة لندن. قد لا يعلم عنها أو حتى عن وجودها الكثير من الناس رغم أنها هي المتحكمة في مصائرنا الدنيوية، فالعاصمة البريطانية مكونة فعلا من مدينتين، إحداهما هي ذلك المحور المدني الذي يضم عدة ملايين من السكان يقودهم محافظ محدود القدرة والسلطة، والمدينة الأخرى، ويطلق عليها "ذا سيتي" (The City) ومساحتها 3.16 كم مربع، هي "مؤسسة مدينة لندن"، أو "الميل المربع" (Square Mile)، وهو مقسم إلى خمس و عشرين حيّ، أربعة منها سكني والباقي مكاتب، ويقودها عمدة "لورد"، هو سفير حقيقي لكل الخدمات المالية"السيتي" لها حكومة خاصة بها، وبخلاف سكانها التسعة آلاف فردا هناك إثنان وثلاثون ألفا يمثلون المؤسسات المالية. و السيتي (المدينة)، عبارة عن دولة داخل الدولة، تتمتع بسلطة مطلقة وليس لها أن تقدم أي إلتزام تجاه العاصمة المدنية. ففي هذه المدينة الصغرى أو ذلك المربع الشهير، يوجد حوالي 550 بنكا ونصف سماسرة العالم، وهم أكثر من سماسرة نيويورك و باريس وفرنكفورت مجتمعين، ونصف تعاملات البورصة في العالم وحوالي 80 % من الأموال الإستثمارية، واللورد الأساسي في هذه الدويلة لابد وأن يكون من عائلة روتشيلد! ولعل هذه الجزئية تحديدا تفسر الكثير من الأمور في العديد من المجالات، وقلب هذه الإمبراطورية النابض هو مجموعة من ثلاث كيانات: الفاتيكان و"السيتي"، ومقاطعة كولومبيا في الولايات المتحدة، وقد يتساءل البعض: وماذا عن وول ستريت؟ والرد بإختصار، إن وول ستريت في خدمة هؤلاء الثلاثة، مثله مثل كافة الحكومات المتناثرة حول الكرة الأرضية، وهؤلاء الثلاثة يكونون الإمبراطورية التي تتحكم في العالم إقتصاديا، من خلال المؤسسة، المدينة المالية القابعة في لندن، وعسكريا من خلال واشنطن، ودينيا من خلال الفاتيكان. وهذه الكيانات الثلاثة لا تدفع أية ضرائب، ولا تخضع لأي سلطة مدنية، ولها رايتها الخاصة بكل منهم، ولهم قوانينهم الخاصة بكل واحد منهم، ولهم البوليس التابع لكل منهم أيضا، ويطلق عليهم إختصارا "المدينة" (The City)، وكأنه لا توجد مدينة أخرى سواهم. وهذه المجموعة عبارة عن دولة ذات سيادة تضم تحت إمرتها بنك إنجلترا بسيطرة روتشيلد، ومخزون التبادل لمدينة لندن، وكافة البنوك البريطانية، وأفرع لـ 384 بنكًا أجنبيًا و70 بنكًا أمريكيًا وجرائد "فليت ستريت" و إحتكارات دور نشر، والمقر الرئيسي للماسونية والمقر الرئيسي للإتحاد المالي العالمي المعروف بإسم "التاج" (The Crown). وهذا المربع المسمى "ذا سيتي" يمثل جزءًا من مدينة لندن أو إنجلترا أو الكومنويلث البريطاني. أما الفاتيكان، فيمتلك إستثمارات ضخمة مع عائلة روتشيلد في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ومع مؤسسات بترولية و شركات سلاح مثل شل، وبي ݒي، وجنرال إلكتريك. كما يمتلك مخزونا من الذهب و العملات الذهبية تساوي المليارات وهي موجودة في بنك إنجلترا تحت مراقبة آل روتشيلد و الإحتياط الفيدرالي الأمريكي، أي أن الكنيسة الكاثوليكية هي أكبر قوة مالية في العالم وأكبر مستودع للثروات والملكيات في الوجود، بإمتلاكها من الأموال أكثر من كل البنوك و المؤسسات الكبرى والحكومات على وجه الأرض والبابا هو المدير "الواضح" أو "الظاهر" لهذه الثروة و واحدا من أثرى أثرياء العالم، والعالم أجمع يحكمه ذلك "التاج" من خلال المستعمرات والمؤسسات الكبرى والإحتكارات، لذلك أطلق مايكل ريڤيرو تلك العبارة الواضحة "كل الحروب هي حروب مصرفيين" فهم يمولون كلا من الطرفين المتحاربين منذ أيام نابليون بونابارت و تعني عبارة مايكل ريڤيرو أن عالم المال و البيزنس عابر القارات تسيطر عليه خطوة بخطوة ومنذ القرن الثامن عشر 13 أسرة. وإلتف حول هذه الأسرات العائلات الملكية الأوروبية والثمانية بنوك التي تسيطر على نظام البنوك المركزية التي يديرها بنك التسويات الدولية (BRI)، الذي مقره في مدينة بال بسويسرا.

حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت