|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
بير رستم
2022 / 11 / 24
العميد أحمد الرحال وفي مقطع فيديو له يلخص شروط تركيا لوقف عملياتها العسكرية على قسد ومناطق الإدارة الذاتية بالنقاط الأربعة التالية:
1- ابعاد القوات العسكرية لعمق (30)كم بحسب الاتفاق الذي حصل في عام 2019م برعاية الضامنين الروسي والأمريكي
2- تسليم حماية الحدود لقوات النظام السوري
3- تشكيل نقاط مراقبة مشتركة تركية دولية (قوات التحالف الدولي) لمراقبة خروج الآليات الثقيلة من المنطقة المتفق عليه في الشرط الأول
4- تسليم عدد من الأسماء ويحددها بسبعة أشخاص -ولا نعلم هل هم كرد سوريين أم من شمال كردستان (تركيا)- للحكومة التركية
5- أن تكون لمناطق غرب الفرات حصة في خيرات شرق الفرات وتحديداً النفط والغاز
طبعاً العميد الرحال وفي موقف لا بأس يحسب للرجل؛ يأمل من قسد والإدارة الذاتية أن تفكر بطريقة براغماتية وتوافق على تلك الشروط حيث يجدها في خدمة كل الأطراف بمن فيها الإدارة نفسها وخاصةً أن هناك ضغط أمريكي لكي توافق الأخيرة على تلك الشروط وبالتالي فمن مصلحة قسد ومسد والإدارة أن تقبل الشروط، مع تحفظه على البند الثاني والمتعلق بمسألة تسليم الحدود للنظام حيث يعتبر وجود قوات النظام أكثر ضرراً على تركيا من وجود قوات قسد، طبعاً الرحال ينطلق من قراءته ومطلبه السابق بأن توافق الإدارة على شروط تركيا، كونه يجد بأن الأمريكان بالأخير لن يضحوا بعلاقتهم بتركيا كدولة وحليف مهم بالمنطقة لأجل قسد والإدارة الذاتية.
كان ذاك موقفه وقراءته باختصار للقضية وبعيداً عن موافقتنا أو مخالفتنا له في بعض النقاط والقضايا، فإننا نستطيع أن نقول؛ بأن هذه البنود وان نقول الشروط يمكن أن تستثمرها الإدارة الذاتية كبداية حقيقية لأي مفاوضات سياسية بينها وبين كل الأطراف وليس فقط تركيا! وهكذا وبدل أن تجعل الأخيرة منها شروطاً تمليها على قسد والإدارة يمكن جعلها بنود مفاوضات حيث لا خلاف بقناعتي إلا على ذاك البند المتعلق بتسليم الأشخاص وهذه يمكن تداركها بطريقة ما مثل ابعادهم عن مناطق الإدارة الذاتية -إلى أوروبا أو قنديل- أما باقي البنود فيمكن التفاوض حولها والقبول بها أو ايجاد صيغة ومخرجات افضل لها بما يتناسب مصلحة كل الأطراف حيث لا خلاف حول البندين الأول والثالث بحكم مشروع الإدارة الذاتية ليس انفصالي، بل دولة فيدرالية اتحادية.
وبالتالي حماية الحدود تعود للمركز، كما أن ابعاد الآليات الثقيلة والقواعد والمقرات العسكرية ليست بمشكلة وخاصةً تم الاتفاق عليه، كما أن قوات الآسايش والشرطة المدنية وادارات البلدات ستبقى بيد الإدارة الذاتية ولن يتغير شيء، فقط ابعاد الآليات الثقيلة والمقرات، كما قلنا، أما بخصوص الموارد وتوزيع الحصص فهذه ربما تكون نافعة للإدارة بحيث تفتح الأبواب أمامها في فتح باب الحوار والمفاوضات في مواضيع عدة وليس فقط موضوع البترول وذلك مع كل المكونات والأطراف السورية الأخرى؛ المعارضة والنظام وبرعاية تركية روسية أمريكية، وهكذا تحول القضية لصالحها وعلى مبدأ؛ رب ضارةٍ نافعة، بل أن تجعل منها مدخلاً للمفاوضات لحل سياسي شامل للمعضلة والمقتلة السورية وبرعاية دولية.
إننا بدورنا نأمل أن تقرأ الإدارة ومسد وقسد القضايا بعقلانية وبراغماتية وتقدر وضعها وظرفها وكذلك علاقاتها مع الحليف الأمريكي ومصالح الأخير مع تركيا حيث وبالأخير تحل القضايا بالتوافقات ولا يمكن أن تكون النتائج دائماً مرضية وموافقة لم يطالب به أحدنا، بل تتطلب من كل طرف أن تتنازل عن بعض شروطها الصعبة، فها هي تركيا التي لم تكن تقبل ب"خيمة كردية في أفريقيا" سوف تقبل بكم بجوارها ولو أن بعض أصحاب الشعارات القوموية يزايدون عليكم ويقولون؛ بأن إدارتهم ليست كردية ولا حتى يقبلون بأن ينعتوكم ب"الأمة الديمقراطي"، بل يصفونكم بالأمة القرباطية، ولا خلاف فلتكن إدارة قرباطية أفضل من أن نخسرها لصالح العناد الثوري والنضال مراحل ولم يحقق شعب حريته بين ليلة وضحاها وسيأتي يوم على شعوب الشرق تتعلم أن تتعايش معاً بحرية وسلام، كما حال المجتمعات الأوروبية وبقناعتي ذاك ليس حلماً مؤجلاً، بل ربما يصبح واقعاً عاجلاً!! ربما لا نشهده نحن، لكن تحقيقه ليس بالشيء المستحيل.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |