|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
بلال سمير الصدّر
2022 / 8 / 19
هذه السينما ذات اللمسة الاشكالية الكبرى نهلت ذات مرة من الواقعية،من الطرح الاشكالي للقضية الاشكالية بحد ذاتها والتي تخص موضوعين رئيسين في سينما ناغيسا أوشيما وكأنهما وجهان لعملة ...الجنس والموت.
هذه الثنائة ارتبطت قبل ذلك مع مفكرها الشيطاني الأثير جورج باي،وكانت العملة المفضلة لمخرجنا مع أرتباطاتها الشاذة ونمطيتها المخالف للسائد والمألوف.
وهو الآن ينطلق الى عالم الواقعية،وكانه ينهل في فيلمه هذا من الواقعية الايطالية،وان لم يكن ملتزما تمام الالتزام بها،والنتيجة كانت فيلم تقليدي عن موضوع أكثر تقليدية هو بؤس الواقع الفرضي على ولد محروم من مقومات النجاح العائلي،وعلى نمط الواقعية-ونجد ان الاقرب لهذا الفيلم هو سارق الدراجة وان كانت المقارنة غير مجدية وغير نافعة-الممزوجة بشيء من الدراما والميلودراما والمنتج الفيلمي التقليدي.
يحقق أوشيما فيلم الولد الذي يعيش مع ابيه المتسكع وزوجته-حيث ان والدة هذا الصبي مصابة بالسل- واللذان يعتاشان على النصب من خلال القاء انفسهما امام السيارات للحصول على تعويض مالي من خلال الابتزاز وعلى الغالب يكون هذا الصبي هو الأداة الفعلية المستخدمة.
هل هناك شيء أكثر لقوله عن هذا الفيلم سوى بؤس الواقع المغلف بالفقر والأنانية والكسل...؟
في الحقيقة،هذا الصبي لايني واقعه الخاص على الفكرة الجحيمية الوجودية...لايقيس العالم ابدا على منهج فلسفي متشاؤم كشوبنهور مثلا.
هو يؤمن بذلك العالم الورائي وان كان مقياسه على قدر ادراكه-عشر سنوات-وهو يتمنى ان يصعد الى ذلك العالم ويصبح ذلك الكائن الغريب الأجنبي عن العالم،ويعلم بقدوم رسول العدالة الكونية الذي سيقتل الشر في هذا العالم...بالرغم من كل شيء لازال هذا الصبي يحلق في عالم أفلاطوني غير متوقع بالنسبة لكائن حي يعيش في مثل ظروفه.
الخير والشر مرتبطان اشد الارتباط،ولكن الشر اكثر التصاقا بالفرد نفسه،بحيث يبدو الانسان طبيعيا شرير،بحيث لم تأتي الأديان إلا لتخرج الانسان من هذه الطبيعةأو دعونا نقول من هذه السليقة.
يبدو أن ما اقوله مرتبط بشوبنهور نوعا ما...
الشر مرتبط بالأنسان،والانسان مرتبط بتعظيم القيمة...ما هي هذه القيمة...؟!
المفهوم يختصر....الأنانية
بالتأكيد الفيلم ليس من عوالم ناغيسا أوشيما المتوقعة أو المألوفة،من حيث طريقة البسرد أو حتى القصة
هذه استراحة...أو ربما محاولة استراحة وليست انقلاب على الهدف....
17/06/2022
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |